فلوريدا وبنسيلفانيا وميشيغان الولايات التي تحسم نتيجة السباق إلى البيت الأبيض

بدأت الانتخابات فعليا ليلة امس

متابعة ـ الصباح الجديد:

((يشير معدل استطلاعات معهد «ريلكليربوليتكس» إلى تقدم بايدن بـ 5,6 نقاط مئوية، ولأجل تدارك الفارق تدفق متطوعون من حملة المرشح الجمهوري على الولاية لزيارة منازل وأحياء مدنها))
يحتدم السباق إلى البيت الأبيض بين الرئيس المنتهية ولايته المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن مع التصويت المبكر الذي بدأ ليلة امس الثلاثاء في فلوريد. لكن، خلافا للنهج الانتخابي المتبع في باقي الديمقراطيات عبر العالم، تحسم نتيجة المعركة في أمريكا حفنة من الولايات الرئيسية بينها فلوريدا وبنسيلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية.
فإذا كان فجر الملياردير دونالد ترامب المفاجأة في انتخابات 2016 أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون، المرشحة بامتياز لخلافة باراك أوباما في سدة الحكم، فذلك يعود لقدرته على الفوز بأصوات الهيئة الناخبة بتسع ولايات بارزة هي فلوريدا وجورجيا وأيوا وأوهايو وبنسيلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وويسكونسن وأريزونا.
لكن قبل أسبوعين من موعد انتخابات 2020 على صعيد الولايات المتحدة، يتخلف ترامب عن بايدن في كل هذه الولايات وفقا لآخر استطلاعات الرأي، في مؤشر قد يُنذر بعودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض.
فما هي هذه الولايات، وما هو ثقل كل منها في تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

بنسيلفانيا.. مسقط رأس بايدن
تعتبر ولاية بنسيلفانيا مسقط رأس جو بايدن، إذ أنه ولد في مدينة سكرانتون بمقاطعة لاكاوانا. وبنسيلفانيا أهم ولاية في المنطقة المعروفة بـ «حزام الصدأ» والتي تشمل مناطق في شمال وسط الولايات المتحدة شهدت عقودا من التراجع الصناعي (وبينها إنديانا وفرجينيا الغربية وأوهايو).
وحسب توقعات الخبراء واستطلاعات الرأي، ستصوت المدن الكبيرة في بنسيلفانيا بكثافة لبايدن فيما الغرب الريفي ومناطق الوسط المحافظة ملتزمة بترامب. أما الضواحي ومناطق شمال الشرق فستكون حاسمة.
ويشير معدل استطلاعات معهد «ريلكليربوليتكس» إلى تقدم بايدن بـ 5,6 نقاط مئوية، ولأجل تدارك الفارق تدفق متطوعون من حملة المرشح الجمهوري على الولاية لزيارة منازل وأحياء مدنها.
لكن بايدن سيحظى بدعم وطني قوي إذ من المتوقع أن يقوم الرئيس السابق باراك أوباما الأربعاء بأول مشاركة له في الحملة بفعالية في فيلادلفيا دعما لنائبه السابق.

ميشيغان.. الفيروس قبل القيم الأمريكية؟
لقد زار دونالد ترامب هذه الولاية التي تضم البحيرات العظمى مؤكدا على سعيه لإعادة القيم الأمريكية وسط مجتمع أنهكته انعكاسات وتداعيات فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد، وأثارت إدارة الرئيس لأزمة الوباء استياءه. فقد اضطرت الحاكمة الديمقراطية للولاية غريتشن ويتمر إلى فرض إغلاق إلزامي، ما أثار غضب المحافظين.
وبلغت درجة التوتر لدى هؤلاء ذروتها في الأسابيع الأخيرة عندما تم اعتقال عناصر في منظمة يمينية متشددة كانت تنوي خطف الحاكمة، وقد نظم متظاهرون يحملون أسلحة هذا الصيف مظاهرات أمام مبنى حكومة الولاية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم بايدن على منافسه بـ 7,2 نقطة مئوية.

ويسكونسن.. بايدن لتفادي غفلة هيلاري
كان من المقرر أن تحتضن ولاية ويسكونسن، المعروفة بإنتاج الألبان، المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لكن فيروس كورونا دفع إدارة الحزب في الأخير إلى إجراء التجمع على الإنترنت. وتركيز الديمقراطيين على هذه الولاية تعود دوافعه إلى انتخابات الرئاسة في 2016 عندما اختارت هيلاري كلينتون عدم القيام بحملة فيها ما تسبب في خسارة أصوات الناخبين فيها.
وقام كلا من جو بادين ومرشحته لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس بحملة في ويسكونسن، كما زارها الثنائي الجمهوري دونالد ترامب و(نائب الرئيس) مايك بنس.
فهل سيتمكن ترامب من تدارك فارقه الذي قدرته استطلاعات «ريالكليربوليتيكس» بـ 6,3 نقطة مئوية؟

فلوريدا.. أم المعارك؟
فلوريدا هي أكبر الولايات المتأرجحة، بمعنى أن المعركة فيها ستبقى محتدمة حتى آخر لحظة بحيث أنها تضم أعدادا كبيرة من المتقاعدين وتشتهر بالزراعة والصناعات العسكرية. وتمثل ركيزة منطقة «حزام الشمس» الممتدة في جنوب وجنوب غرب الولايات المتحدة والتي تتزايد فيها الكثافة السكانية.
وتظهر الاستطلاعات أن كبار السن يبتعدون عن ترامب بسبب إدارته لفيروس كورونا، فيما ستكون شريحة الناخبين من دول أمريكا الجنوبية بالغة الأهمية وتظهر الاستطلاعات ميلهم لتأييد الديمقراطيين أقل مما كانوا عليه في 2016 (ويتقدم بايدن لغاية الساعة بـ 1،4 نقطة مئوية).
ويعتبر غالبية الخبراء فلوريدا بمثابة جدار نار بالنسبة إلى ترامب، ففي حال اختراقه يخسر ترامب على الأرجح مقعد البيت الأبيض.

كارولاينا الشمالية.. الولاية المحافظة قد تختار بايدن؟
يتقدم جو بايدن السباق في هذه الولاية المحافظة تقليديا، حسب آخر استطلاعات الرأي. وقد فاز بها ترامب قبل أربع سنوات بثلاث نقاط، لكن الحزبين يقران الآن بتقارب السباق..
وما يمكن أن يرجح الكفة لصالح بايدن أن حاكم الولاية ديمقراطي يتمتع بشعبية كبيرة وقد أشيد بإدارته المتوازنة للوباء.
ونظم الجمهوريون مؤتمرهم الوطني في كارولاينا الشمالية لكنه بنهاية الأمر عقد في غالبيته على الإنترنت.

أريزونا.. شبح جون ماكين يخيم على.. ترامب
معروف عن ولاية أريزونا، معقل السيناتور الراحل (المناهض لترامب) جون ماكين، أنها كانت لعقود معقلا للجمهوريين. ويثمن الناخبون المحافظون جهود ترامب في فرض قيود على الهجرة وبناء جداء على الحدود مع المكسيك.
لكن الناخبين فيها يتغيرون مع تزايد أعداد المتحدرين من دول أمريكا الجنوبية، وتدفق مواطنين من كاليفورنيا أكثر ليبرالية..
وأضر ترامب بحظوظه بالإساءة تكرارا إلى سمعة جون ماكين، الذي كان يمثل أريزونا، وهو ما يزال يرخي بثقله على سياسات الولاية. وأرملة ماكين، سيندي ماكين، أعلنت تأييدها لبايدن.
وبحسب معدل استطلاعات ريل كلير بوليتيكس يتقدم بايدن بـ 4,0 نقطة مئوية

أيوا.. ترامب في وضع دفاعي
ولاية أيوا ولاية زراعية تقع في وسط غرب الولايات المتحدة. في 2016، هزم ترامب منافسته هيلاري كلينتون بقرابة 10 نقاط، لكن النتائج تبدو متقاربة هذه المرة. وعقد مرشح الحزب الجمهوري مهرجانا انتخابيا في أيوا الأسبوع الماضي في مؤشر على وقوفه في وضع دفاعي في ولاية كان يفترض أن يفوز فيها. لكن بايدن يتقدم في الاستطلاعات بـ 1,2 نقطة مئوية.

جورجيا.. بايدن بعد بيل كلينتون؟
لم يفز أي ديمقراطي بالسباق الرئاسي في جورجيا منذ فوز بيل كلينتون عام 1992، لكن الولاية تميل إلى الديمقراطيين منذ السنوات الأخيرة.

أوهايو.. الجائزة الكبرى
تعتبر ولاية أوهايو الصناعية (وسط غرب) مع 18 صوتا للهيئة الناخبة فيها، جائزة كبرى.وزارها بايدن مؤكدا على الدور الذي لعبه في المساعدة على إنقاذ قطاع السيارات الأمريكي عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما.
وبحسب معدل استطلاعات «ريالكليربوليتيكس» يتقدم بايدن منافسه الجمهوري بـ 0,6 نقطة مئوية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة