بابل ـ الصباح الجديد:
عن دار الصّواف للطباعة والنشر في بابل، صدرت المجموعة القصصية الجديدة للكاتب والقاص « حسن الغبيني» بعنوان عدم أبيض، بواقع 119 صفحة من القطع المتوسط. بدأ الغبيني مجموعته بمقولة: عندما أراد الله أن ينتشل الانسان، ضحك إبليس كثيرا، فأفشى للإنسان سر الدهشة.. وتتكون المجموعة من 30 نصا قصصيا، تنوعت بين نصوص طويلة وأخرى قصيرة. ولعل قصة « مسعودة» تختزل واقعنا المرير، واقعنا الذي نعيشه بكل تجلياته وتناقضاته. مسعودة، اليهودية، القابلة التي ولد على يديها أبناء المحلة، حدث ذات يوم أن امرأة توفيت أثناء ولادتها، فقررت مسعودة تبني طفلها. وحدث بعد سنين، أن يصاب الطفل بمرض، يسلبه روحه. فحدثت أثناء تشييعه أحداث بين عم الطفل وبين مربيته. كلٌّ يريد ان يدفنه في مقابره. فهو مسلم، ولد لأبوين مسلمين، ولكنه تربى وسط عائلة يهودية، لذا لابد أن يدفن في التوراة. القصة حدثت في أحياء الحلة القديمة، تلك الأحياء التي كانت أنموذجا للتعايش بين الأديان، لكن ذلك التعايش سرعان ما يتحول إلى حالة من الاحتقان والكراهية، لأسباب تافهة، لا تستحق الذكر. وكأن الكاتب، يتكلم عن حال البلد، الذي ينشغل فيه قادته بالخلافات والصراعات، في حين إن البلد، آيل للرحيل! وهذا بالضبط، ما حصل للطفل اليتيم « ستار» المسجى في باحة المنزل ،بانتظار من يواريه الثرى، في حين إن أهل المحلة وأهله، يتنازعون فيما بينهم. ويختم الكاتب قصته، بنهاية جميلة وصادمة، عندما سفّه الآخرين وسفّه خلافاتهم، عندما تجسدت روح الفتى على شكل سحابة بيضاء.. سحابة نقية صعدت الى السماء وتلاشت في الفضاء. وجاءت قصص المجموعة بعناوين مختلفة منها: ظلال جدتي حرفة. ظلال الدرويش، يباس، القبو، خرزة، موت سعدية الحزين، أطوار جدتي حرفة، مكرودة، إضافة إلى قصة « عدم أبيض» .