العياده المسرحية وبناء الذات – مسرح السينما أنموذجا

بشار الاعرجي
عقدت كلية الفنون الجميلة في جامعة القادسية محاضرة علمية بعنوان (العيادة المسرحية وبناء الذات – مسرح السينما أنموذجا ) قدمها الدكتور جبار خماط التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد .
تضمنت المحاضرة عرضا مفصلا لأهمية المسرح العلاجية على مر العصور “حيث كان لها حضورها الفاعل عند الإغريق والرومان وحتى العصر الحديث الذي تطور فيه البحث المسرحي ليدخل في مفاصل الحياة الجمالية والعلاجية في الوقت نفسه كما في الساكيودراما التي تستعمل الدراما في العلاج إلا أن العيادة المسرحية كتجربة متطورة اعتمدت على النظر إلى المستقبل بدل إعادة الذكريات التي تستعملها الساكيودراما”.
اضافة الى ان العيادة المسرحية اعتمدت على مبادئ التنمية البشرية وعلم النفس الحديث لتكون تجربة بحثية بكر عالميا وعربيا، وطبق مبتكرها الدكتور جبار خماط نظريته على ضحايا السلاح الكيمياوي في حلبچة وكذلك في السجون ووجد فيها تغييرات جذرية في نفسية الفئة المستهدفة لتكون هي المؤلف والممثل في آن واحد ما جعل الريادة للدكتور جبار خماط في عقد سلسلة من الخطوات فيما يخص تجربة العيادة المسرحية في زمن جائحة كورونا ليجد البدائل الإيجابية بعد الحظر المنزلي كمسرح السينما الذي ينقل الممثل المسرحي من خشبة المسرح إلى الفضاء الإلكتروني “اون لاين” وهو اسم الفيلم المسرحي الذي أخرجه الدكتور جبار خماط من خلال ثلاث ممثلين في مكان وزمان مختلفين فاختارهم من ثلاث اماكن هولندا وبغداد واربيل ليجمع شتات الأداء من خلال المونتاج ليكون فيلما ممسرحا يعد بديلا مؤقتا عن المسرح الاعتيادي في زمن الجائحة .
وأكد الدكتور جبار خماط على وجود فكرة التعاون المشترك بين وزارة التعليم ووزارة الصحة لتطوير المشاريع الثقافية ومن ضمنها العيادة المسرحية في حال تعاون الطرف الاخير معنا في ذلك .
جدير بالذكر ان خماط بدأ أولى معالجاته عام 2017، وتتزامن مساعيه في المعالجة النفسية لمرضى صراعات الحروب مع مساعي طبيب نفسي ألماني عراقي الأصل سعى في 1 أيلول/سبتمبر الى التخفيف من معاناة ضحايا الإرهاب، بعد أن عالج نحو 1000 أسير هربوا من مناطق تواجد تنظيم داعش، وساعدهم على الاستقرار في ألمانيا، فيما يعمل أيضا على تدريب جيل من المختصين في علم النفس، ليعالجوا نحو مليون شخص، في شمال العراق وحده، حيث لا يوجد سوى 20 طبيباً نفسياً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة