أيتها السمكة

جلال حسن

1

كل يوم انتظركِ قرب النهر

ألقي سنارتي في الهواء

وأنظر الى رقص الموج

فلا حورية البحر طلعت

ولا شراع بان

***

2

ومن فرط انتظاري

أسير بمحاذاة النهر

أحدق في شباك الصيادين

كأنني أسأل من صادفك

من اصطادك

لا أحد يخبرني

لأن الزوارق بلا مجاديف

والمد أعمى.

***

3

أقف حائرا أيتها السمكة

لا أنا ماء، ولا أنتِ هواء

لا أنتِ سراب، ولا أنا دليل

أقف ملتاعا على خيط السناره

بانتظار توجس الريح

4

أيتها السمكة يخنقكِ الهواء

تماما كما يخنقني الماء

أعرف أنك تخفين حزنكِ

وأعرف أنك طريحة المجهول

واعرف تلوكين الصبر

وأعرف أني لا ألتقيكِ

ولكنني أجهل تماما لماذا ورطتك بالغيابِ!

***

‏5

أصطادكِ

وتهربين

ثم  أصطادكِ

وتضيعين

هكذا يتكرر المشهد في الضياع

ولكن الحل الوحيد لإيجادكِ

هو الضياع الدائم في البحث عنكِ.

***

6

مثل هذا الهجر لا يحتمل

حتى بين دفوف الغجر

فألتم فيكِ

لكي أبصر خدعة النظر!

***

7

يقال إن السمكة بلا قلب

والشباك بلا قلب

والصياد بلا قلب

لكن قلب الدليل  بلا نجاده  يستغيث

في القاع وحده يصرخ من فم غريق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة