بغداد ـ الصباح الجديد:
صدرت حديثًا عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الطبعة الثانية من المجموعة القصصية «الطلبية
للكاتبة الفلسطينية شيخة حليوى، وهي المجموعة الفائزة بجائزة الملتقى للقصة القصيرة في دورتها الرابعة 2020/2019، وقد جاء في بيان لجنة التحكيم: «تتميَّز المجموعة بتعَدِّد حِبكاتها، وطرقها لقضايا وموضوعات إنسانية وفلسفية عابرة للثيمات، بلغةٍ واضحة ودلالاتٍ موحية وغِنى بالتّقنيات السّرديّة، التي تمرق بتوقع القارئ عبر الالتباس والتّمويه. مُستأثرة باهتمامه وفضوله، ونقله إلى وعي مختلف لإدراك الصِّيَغ والمقاصد الدّلالية للقصة. المجموعة تعتمد المُفارقة أداةً لتحقيق نوع من التنوير، أو مفاجأة القارئ، بوجود نزعات أو رؤى فلسفية لافتة. محتفية بالأحلام والذّات والبطل الهامشيّ، ومتأرجحة بين الواقع والخيال، مستخدمة لغة عذبة تتدفق فيها المفردات بانسيابية.»
وقالت الكاتبة شيخة حليوى في حوار لها عقب التتويج بجائزة الملتقى: «القصّة أقرب إلى عوالمي الّتي أعيشها، الحياة علّمتني أن أحكي حكايتي كي أدفع عنّي الظلم والتهميش» وتضيف حول لحظةِ تسلّمها للجائزة: «فرح كبير لا يُمكن وصفهُ وإحساسٌ غامر بالفخر. شعرتُ وكأنّ أيادٍ كثيرة تربّت على كتفي وتقول: عملٌ رائع شيخة. أحببتُ اسمي في تلك اللحظة وقد كنتُ بدأت أتصالح مع ندرته في محيطي الفلسطينيّ.»
وهو ما يؤكد عليه الكاتب والصحفي معن البياري بضرورة أن يفحص أهل النقد «في مواطن الحذاقة التعبيرية الكاشفة التي تمتلئ بها قصة شيخة حليوى. وأن من هذه المواطن النهايات التي تكتمل بها هذه القصة، أو تنفتح بها على مساحاتٍ من التخييل الملتبس مع الواقعي، وعلى ظلالٍ من إيحاءات المحكي المسرود عن النفس وداخلها، عن المكان وناسِه، عن الزمان المحدود والممتد». وهو ما يذهب إليه كذلك الكاتب والصحفي جوان تتر: «ثمّة نهاياتٌ في كلّ جملةٍ ضمن النصوص، توحي أنّ النصّ انتهى عند هذه النقطة أو تلك. لكن مع التقدّم في القراءة، يغدو المشهد أوسع. سردٌ ذاتيّ سلس، من دون تعقيدات ولا أفكار تحمل معاني فضفاضة، لنقف أمام طابع النصّ المفتوح من ناحية التأويلات المتعدّدة، إضافةً إلى المشاهد الكثيرة التي تضجّ بها النصوصُ كتابةً سينمائيَّة تصفُ مشاهدَ لا يمكنها أن تتحقّق إلّا في أفلامَ اتجّهت نحو السورياليَّة.