للحد من ظاهرة التصحّر وتأثيرات الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة
متابعة الصباح الجديد:
أعلن ناشطون في البصرة الشروع بتنفيذ مبادرة تهدف الى زراعة مليون شجرة في المحافظة للحد من ظاهرة التصحر وتأثيرات الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة، وكانت البداية من خمس مدارس حكومية تم تأهيل حدائقها.
وقالت التدريسية في كلية الزراعة والمشاركة في الحملة زينة طارق إن «حملة (بصرتنا تستاهل شجرة) بدأت اليوم فعلياً من خلال تأهيل حدائق خمس مدارس من أصل 200 مدرسة تم الكشف على حدائقها من قبل مهندسين زراعيين تمهيداً لزراعتها»، مبينة أن «الحملة تهدف الى زراعة مليون شجرة في شتى مناطق المحافظة، وليس بالضرورة نصل الى هذا الهدف، لكن ما يهمنا أن نسهم كبصريين بنحو جماعي في التخفيف من تأثيرات التصحر والتلوث البيئي والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة».
ولفتت التدريسية الى أن «البصرة فيها ما لا يقل عن 1600 بناية مدرسية نأمل أن نتمكن من زراعة حدائقها، ومن ثم ننتقل الى تشجير حدائق الدوائر والمؤسسات الحكومية الأخرى، وكذلك الشوارع والمساحات الشاغرة العائدة للبلدية»، مضيفة أن «الحملة تعتمد من ناحية التمويل على الامكانيات المادية الذاتية للمشاركين، فضلاً عن تبرعات المواطنين».
بدوره، قال المنبئ الجوي والناشط المشارك في الحملة صادق عطية إن «المبادرة عبارة عن حملة شعبية تطوعية جماهيرية، ومن أهدافها الأساسية حث الناس على الزراعة»، مضيفاً أن «الحملة غير محددة بسقف زمني معين، واستمرارها يعتمد على دعم المتبرعين وجهود المشاركين».
وبحسب نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران فإن «البصرة تعاني بشدة من التصحر، وفقدت مساحات شاسعة من غطائها النباتي»، عادا أن «المحافظة بحاجة ملحة الى انشاء أحزمة خضراء حولها وتنفيذ حملات تشجير لتلطيف الأجواء وتحسين المناخ»، مشيرا الى أن «الخيارات ليست مفتوحة أمام زراعة النباتات، وانما محدودة جداً، حيث هناك أنواع غير كثيرة قادرة على تحمل ارتفاع درجات الحرارة وملوحة المياه وجفاف الهواء، وفي حال استعمال أنواع أخرى فانها سوف تهلك».
وأضاف البدران أن «المرحلة الثانية من المبادرة تنطلق لغرس الأشجار في الحدائق المنزلية والعامة وجوانب الطرق والجزرات الوسطية وساحات المدارس والمستشفيات وجميع الدوائر الحكومية»، لافتا الى أن «نقابة المهندسين الزراعيين سوف تسخر خبراتها وتقدم خدمات استشارية من دون أي مقابل من أجل انجاح الحملة ، بما في ذلك تحديد أنواع الأشجار القادرة على تحمل الظروف المناخية المحلية».
يذكر أن البصرة تشتهر منذ مئات السنين بالزراعة، حيث تكثر حقول بعض محاصيل الحبوب في مناطقها الشمالية المتاخمة للأهوار، وفي مناطقها الغربية ذات البيئة الصحراوية توجد الآلاف من مزارع الطماطم، فيما تنتشر بساتين النخيل في أقضية أبي الخصيب وشط العرب والفاو، وخلال الأعوام الماضية تضرر الواقع الزراعي في المحافظة بشدة من جراء ملوحة مياه شط العرب والزيادة المضطردة في درجات الحرارة.
ونتيجة للتغيرات المناخية والبيئية، فإن شجرة «الكونوكاربس» التي لم يكن يألفها سكان البصرة قبل عام 2003 أصبحت أكثر عددا من أشجار النخيل في المحافظة، وفي البداية كان يتم استيراد تلك الشجرة من دولة الكويت بأعداد كبيرة، ثم أصبح إكثارها يجري في مشاتل محلية، وهي موجودة في غالبية الشوارع والحدائق، وأحد أهم أسباب انتشارها قدرتها على مقاومة ملوحة المياه وارتفاع درجات الحرارة، كما انها سريعة النمو، ولا تحتاج الى رعاية.