محمد الاطرقجي: أنا الأخير في جمع الانتيكات من عائلتي
وداد إبراهيم
محمد الاطرقجي صاحب محل انتيكات في بغداد يحمل شهادة كلية الهندسة وكلية الحقوق إلا أن ما يقوم بعمله يعد شهادات تاريخية وفنية وتراثية وإنسانية، حسب وصفه.
واضاف: أعمل خبير تراثيات وآثار وبائع ومقتن للأنتيكات بكل أنواعها من الحلي والأسلحة والأدوات المنزلية وتحف وحتى كتب أو رسائل أو إكسسوارات مثلا أقراط أو قلائد أو سجاد أو تماثيل.
اسمه الحقيقي محمد الموسوي ويحمل لقب الأطرقجي، الاسم الذي كان يطلق على جده الاكبر لعمله في تجارة السجاد والانتيكات والأسلحة وكلمة (الاترك) اطلقت على بائع السجاد والأنتيكات في العهد العثماني، وقال: بقيت هذه المهنة متوارثة في عائلتي وانا آخر من يقتني الانتيكات بالعائلة، بعد أن عملت بها منذ طفولتي وتعلمتها من مرافقتي لجدي وأبي خلال أكثر من خمسين عاما، وتعلمت الكثير من كل الذين عملت معهم وحتى الآن أتعلم من عالم الانتيكات الذي أجده يشبه البحر، ويطلق اسم الانتيكات على الشيء الذي مر عليه أقل من 200 سنة أما الآثار فهي كل ما مر عليه أكثر من ذلك.
وتابع: أبحر كل يوم مع بضاعة تراثية أو آثارية يجلبها بعض الناس المهتمين بجمع الانتيكات من بغداد والمحافظات ومن بعض الباعة ودائرة الجمارك. أشتري وابيع القليل لأن عملي في الأنتيكات لا اعده باب رزق، بل عشقي وسعادتي، وفي كل الأحوال أجد نفسي الرابح الأكبر، وكلما تدخل قطعة تراثية إلى مجموعتي أشعر بالسعادة وأنا أقلبها وأتعرف على مكان صناعتها والزمن الذي صنعت فيه، وتبلغ سعادتي مداها حين أعرف أنها نادرة جدا.
تحدث الاطرقجي عن بعض الاوقات التي يزوره فيها عدد من اصدقائه من جامعي الانتيكات من المحافظات، ومعهم مجموعة من الانتيكات ليتبادلوا الحديث والمعلومات عنها وقال: بعضهم مهتم بالأسلحة واخر بالسجاد او بالحلي، أما أنا فأهتم بالأنتيكات كلها من الحلي وحتى الأسلحة من سيوف وخناجر حتى المذكرات الخاصة بالمقاهي البغدادية القديمة وجلسات الشعراء والكتب، وكل ما يقع أمامي اعده كنزا علي أن أحتفظ به وأديمه ليكون هوية وتاريخاً وعنواناً لتراثنا العريق وتاريخنا، وأجد أن من يهتم بالتراث يهتم بهويته الحقيقية.
أما عن محال الأنتيكات الأخرى فذكر ان: هناك بيوتا كبيرة تشبه المتاحف في عموم المحافظات مثل (النجف وديالى والديوانية والبصرة) أصحابها ينفقون الكثير على جمع الأنتيكات والقطع التراثية النادرة، وهذا يعنى أن هناك وعياً بأهمية الحفاظ على التراث قبل أن يغيب ويندثر، فهؤلاء هم من صفوة الناس وأفضل من يحاول الحفاظ على الهوية الوطنية.