مواد غذائية تتحول الى عملة نادرة ونفيسة في زمن كورونا

متابعة الصباح الجديد :

شكل النقص بورق المراحيض أولى حالات الهلع في الولايات المتحدة، ثم الجعة في المكسيك، وفي فرنسا كان الدقيق المفاجأة : تلك المواد التي افتقدتها رفوف المتاجر كشفت كيف يتعامل العالم مع الحظر جراء جائحة كوفيد-19.
في حين انتشرت شائعة في أفغانستان أن طفلاً ولد حديثاً بشاربين نصح بشراء الشاي الأسود، ما دفع بالناس للتدفق إلى المتاجر.
ويقول التعليق المرفق بصورة الطفل الذي قيل إنه من ولاية نانغارهار الشرقية، وانتشر كالنار في الهشيم على فيس بوك «سأعيش لمدة ساعتين، وأتيت لأخبركم إن الشاي الأسود هو العلاج لهذا الفيروس».
أدى ذلك إلى ازدياد بثلاثة أضعاف في سعر الشاي لفترة وجيزة، قبل أن يعود لسعره المعتاد.آما في المكسيك، المشروب المفضل هو الجعة.
فحين دخلت البلاد مرحلة الحظر، أعلنت شركتا «هاينكن» و»غروبو موديلو» العملاقتان، اللتان تنتجان الجعة المحببة لدى المكسيكيين وتدعى للأسف «كورونا»، التوقف عن الانتاج.
دفع ذلك الناس إلى التهافت على شراء الجعة بجنون، مع إطلاق هاشتاغ على تويتر «لا تعبثوا مع الجعة».
حاولت سريلانكا منع سكانها من الانخراط في موجة مماثلة، ففرضت حظراً تاماً على الكحول والسجائر منذ بداية الحظر لديها في 20 آذار/مارس، ما أدى إلى موجة من عمليات التخمير في المنازل، بحسب ما يقول مسؤول محلي.
تسبب عمليات التقطير تلك إلى ارتفاع الطلب على السكر، المكون الرئيس في إنتاج الكحول المحلي المعروف باسم «كاسيبو».
حتى أنه تم الاشتباه في عمليات سطو «على مراحل» لمتاجر الخمور، فيما حاول أصحاب المتاجر بيع السلع الثمينة في السرّ.
آما في العراق البقاء في المنزل ، يعني قضاء فترة طويلة بعد الظهر في مشاهدة التلفاز أو الدردشة مع الأقارب، وذلك يتطلب حبّ دوار الشمس المملّح.
تلك البذور، التي تسمى في الموصل «فستق المفاليس» لرخص ثمنها في الأسواق، نفدت من المتاجر، مع شرائها من قبل الآباء والأبناء الذين يتغيبون منذ مدة عن أعمالهم ودراستهم.
وبالنسبة إلى الليبيين في العاصمة طرابلس التي مزقتها الحرب، كان التعليم المنزلي صعباً بشكل خاص.
تقول ناديا العابد وهي أم بقيت في المنزل مع أطفالها الثلاثة بعد إغلاق مدارسهم، «لقد نفد منا ورق الطابعة، لذا فقد أخرجت جميع جداول أعمال زوجي القديمة غير المستعملة لهم لكتابة الدروس وحل تمارين الرياضيات».
وتضيف «لقد كنت أتوسل إليهم أن يكتبوا بأصغر خط ممكن، وكنت أغريهم بالحلوى».
وأغلقت المدارس والمطارات والشركات غير الأساسية في جميع أنحاء العالم منذ أسابيع، في محاولة لكبح انتشار كوفيد-19. ويتطلع البعض لحماية أنفسهم من خلال تعزيز مناعتهم بنحو طبيعي.
فقد شهدت الدول الاتحاد السوفياتي سابقاً في آسيا الوسطى، ارتفاعاً في الطلب، وفي الأسعار، على العشب البرّي، أو ما يدعى بـ»الحرمل» الذي يتم إشعاله في المنازل لدرء المرض وجلب الرخاء.
في بلغاريا، سارع الناس إلى شراء الزنجبيل والليمون كمقويات للمناعة، بينما في تونس هجم الناس على الثوم، برغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن العلاجات المنزلية مفعولها ضعيف أمام الوباء المنتشر.
ومع اقتراب شهر رمضان لدى المسلمين، تقوم الأسر بتخزين مكونات وجبات الإفطار اليومية على مدى ثلاثين يوماً.
وقد جعل ذلك من السميد ودقيق القمح مواد ثمينة في الجزائر.
ويقول صاحب متجر في منطقة عاشور في العاصمة الجزائرية إن «الكميات الصغيرة التي يتم توصيلها إلي، أحفظها لزبائني المنتظمين».
كان البيض هو المعضلة في الأرجنتين. كان سعر 30 بيضة 160 بيزوساً (2,35 دولاراً) أما الآن، فقد أصبح 240 بيزوساً (3,52 دولاراً).
وإذا ما شهدت العديد من البلدان موجة جديدة من الطباخين والطهاة بسبب الحظر، فإن أستراليا سترى حدائق منزلية تزدهر في جميع أنحاء البلاد.
يقول أليكس نيومان من متجر «يانينغز ويرهاوس» للأجهزة المنزلية «لقد شهدنا زيادة في شعبية أنواع عدة من النباتات خلال الشهر الماضي».
وفي إشارة إلى استعداد الأستراليين لحظر طويل، يتضمن دليل المتجر نفسه نصائح حول النباتات الأسرع نمواً في البستنة.
برغم ذلك، كانت آلية التكيف الأكثر شيوعاً، هي الخَبز.
وأبلغت المتاجر في فرنسا وإسبانيا واليونان وأجزاء أخرى من أوروبا عن نقص في الدقيق والشوكولا والخميرة، مع سعي المواطنين إلى الخبز في المنازل.
يطلق الرومانيون اليوم النكات عن «تجار الخميرة» بالقول إنهم يجنون ثروة كبيرة ببيعها في السوق السوداء. حتى أن هناك إعلانات عقارية من باب المزاح تقول «تبديل شقة وسط المدينة مقابل رطل واحد من الخميرة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة