تحرك حكومي لإسترداد اكثر من 15 مليار دولار من أموال البلاد المنهوبة في الخارج

بغداد ـ الصباح الجديد:
كشف العضو المراقب في المجلس الأعلى لمكافحة الفساد سعيد موسى عن أن مقدار الأموال المحكوم “قضائياً” باستردادها من خارج العراق يصل إلى أكثر من 15.6 مليار دولار أميركي.
وقال موسى في تصريح اطلعت عليه الصباح الجديد، إن ”هناك قرارا من مجلس الأمن يعزز تسهيل إمكانية الكشف عن الحسابات البنكية السرية في البنوك السويسرية، وإن دائرة الاسترداد في هيئة النزاهة تعمل على الاستفادة من هذا الأمر، والعمل جارٍ كما مخطط له حتى الآن“.
وأضاف، ”اننا نحتاج الى قرارات قضائية باتة، إضافة الى ضرورة متانة القرارات القضائية“.

مبيناً ان ”الحصول على الأموال المنهوبة لن يتم بالوقت القريب، ومازال العمل على ذلك جاريا، وهناك تعديلات قانونية؛ منها تأسيس (صندوق استرداد الأموال) إضافة الى ملف ملاحقة أموال ما قبل 2003 وما بعدها».
ودعا موسى، «وزارتي العدل والخارجية وهيئة النزاهة والقضاء إلى القيام بإجراءات سريعة لأجل استرداد الأموال المنهوبة، ومن المهم أن نعتمد على قرارات قضايا ذات جودة ومتانة، ونحتاج الى عمل دؤوب من قبل وزارة الخارجية»، مطالباً في الوقت نفسه ب «حصر ملف الأموال في الخارج بوزارتي الخارجية والعدل وهيئة النزاهة» .
وشدد على ضرورة «عدم تدخل أي لجنة حكومية أخرى في هذا الملف منعاً للابتزاز أو التشكيك، إضافة الى أن الجهات الأخرى ليست لها خبرة في هذا المجال، وهناك أيضاً إجراءات مهمة بعد أن سمح القانون بفسح المجال للاتفاق مع شركات قانونية في الدول من أجل تقليص النفقات مقابل عمولة مقبولة من الأموال المستردة، وفي حال عدم استردادها لن يدفع العراق أي مبلغ لهذه الشركات».
وأكد ان «هناك أموالا منهوبة كبيرة، واستردادها هو احترام لسيادة البلاد، وهو أمر مهم لأنه من معايير سيادة القانون، ويجب أن يعمم في إدارة المال العام»، لافتاً إلى أن «الجهة القطاعية المسؤولة عن استرداد الأموال هي هيئة النزاهة، والعراق عضو وطرف في (اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد) التي تتيح له التحرك بشكل سلس، لأن الكثير من الأطراف الدولية تلتزم بالفصل الخامس من الاتفاقية الذي يتعلق باسترداد الأموال المنهوبة، وعلى العراق أن يستثمر الجهد الدولي في هذا الباب».
وأشار العضو المراقب في المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، الى أن «مشاركتنا في المؤتمرات الدولية ركزت على استرداد الأموال المنهوبة، وهو ما دفع الدول المشاركة في تلك المؤتمرات إلى التعبير عن تضامنها ومساعدتها واتفاقها مع العراق ومساعدته على استرداد أمواله المنهوبة».
وبين انه «تم تشكيل فريق لاسترداد الأموال مكوّن من ممثلين عن وزارتي الخارجية والمالية والمساءلة والعدالة والنزاهة والشرطة الدولية، وقد تطور الفريق بأن يكون هناك صندوق للاسترداد»، مشيراً الى «إننا نحتاج الى عمل حثيث من أجل استرداد أموال العراق»، لافتاً إلى أن «العراق لديه محكمة خاصة لجرائم الفساد جاءت استجابة من مجلس القضاء الأعلى وهي مختصة بقضايا النزاهة وهي نتاج للجهود المبذولة للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد».
وأوضح موسى، أن «الأموال المحكوم باستردادها تبلغ أكثر من 15 مليارا و 631 مليون دولار، وإن مديرية استرداد الأموال في هيئة النزاهة قررت التحرك لاسترداد الأموال المحجوزة والبالغة قرابة 4.5 ملايين دولار، أما الأموال المستردة فعلياً فبلغت قرابة 15 مليون دولار، بينما بلغ حجم الأموال المسترجعة من داخل العراق أكثر من 27 مليون دولار» ، وأضاف، ان «مطالبات العراق لدى 38 دولة بلغت أكثر من 8 مليارات دولار».
وأشار إلى أن «عدد ملفات الاسترداد بلغت 457 ملفا، وعدد المدانين المطلوبين 182 ، أما عدد المدانين المستردين فبلغ ستة، بينما كان عدد المدانين الذين جرى القبض عليهم وتحويلهم للقضاء 11 ، والمدانين الذين تم القبض عليهم وجرى رفض تسليمهم في دول أخرى 25 مدانا».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة