الكرد يخوضون مفاوضات الجولة الأخيرة مع علاوي وعدم مشاركتهم في الحكومة امر وارد

طالبوا بعقد لقاء موسع بين جميع القوى والأحزاب السياسية العراقية

السليمانية – عباس كاريزي:

فيما عاد وفد القوى والاحزاب الكردستانية الى بغداد في مسعٍى منه للتوصل الى اتفاق حول الية مشاركته في حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، اكدت عضو في الوفد الكردستاني، ان عدم مشاركة الكرد في الحكومة الجديدة امر وارد في ظل المعطيات الراهنة.
وقالت عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب عضو وفد القوى الكردستانية بهار محمود، في تصريح للصباح الجديد، ان وفد القوى والاحزاب السياسية الكردستانية وصل مجددا الى العاصمة بغداد، امس الثلاثاء، لإستكمال المفاوضات مع رئيس الوزراء المكلف، راهنة مشاركة الكرد من عدمها في حكومة علاوي بما سيتمخض عن المباحثات الجارية.
واوضحت محمود، ان باب الحوار مع علاوي مازال مفتوحاً، إلا ان مشاركة الكرد من عدمها في حكومته يعتمد على الحوارات والمفاوضات الجارية بين الطرفين، مشيرة الى ان هناك وحدة موقف بين القوى الكردستانية على المطالب والمستحقات السياسية والادارية لحكومة الاقليم .
واكدت ان الكرد سيعملون على التفاوض مع علاوي شريطة ان لا تكون على حساب الحقوق الدستورية لكيان اقليم كردستان ونحن ندعم الحكومة اذا ما وجدناها تعكس وتمثل شتى مكونات وشرائح المجتمع العراقي وان تضمن الحقوق الدستورية وتطبيع الاوضاع في المناطق المتنازع عليها ومستحقات الاقليم وموظفيه ومستحقات المزارعين المالية في الاقليم.
واشارت الى ان ادعاء علاوي بتسمية وزراء مستقلين ادعاء غير صحيح وان اغلب الوزراء هم ممثلين لقوى واحزاب سياسية ونحن نسعى لكي يكون تسمية الوزراء الكرد من خلال المؤسسات الدستورية لشعب كردستان.
واكدت ان القوى والاحزاب الكردستانية التي اجتمعت مع الرئاسات الثلاث والوفد المفاوض في الاقليم طالبت بعقد اجتماع موسع بين الاطراف القوى السياسية العراقية، لمناقشة الاوضاع الراهنة في البلاد والسبل الكفيلة بالخروج من الازمة الحالية.
وشهدت اربيل امس الاثنين اجتماعاً موسعاً بين رئاسة الاقليم والحكومة وقيادات الأحزاب السياسية الكردية، للتباحث حول مشاركة الكرد من عدمها في الحكومة الجديدة برئاسة محمد توفيق علاوي.
بدوره اكد عضو اللجنة المالية في مجلس النواب عن الاتحاد الوطني شيروان ميرزا عدم توصل القوى الكردية الى اي اتفاق لحد الان مع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي.
وبينما توقع ميرزا في تصريح للصباح الجديد، ان تتوصل الاطراف السياسية الى توافق يمهد للتصويت على حكومة السيد علاوي برغم وجود ملاحظات من قبل الاطراف السياسية عليها، اشار الى ان قسما كبيرا من السنة وقوى شيعية اضافة الى الكرد لديهم ملاحظات جدية وهم غير متفقين لحد الان على المشاركة في جلسة التصويت على حكومة علاوي.
واشار الى ان تشكيل حكومة جديدة في العراق سيكون بمنزلة اعطاء فرصة جديدة للقوى والاحزاب السياسية لإخراج العراق من الازمة الحقيقية التي يواجهها، واردف،» لذا فان المباحثات ستستمر خلال اليومين المقبلين بين علاوي والقوى السياسية، متوقعا ابداء مرونة والتوصل الى اتفاق وسطي وموافقة الاطراف السياسية والكرد على التصويت لكابينة علاوي.
وفي معرض رده على سؤال عن السبب وراء عدم تجاوب علاوي مع مطالب الكرد والضمانات التي طالب بها القوى الكردستانية، اوضح ان علاوي يواجه ضغوطات كبيرة من قبل الشارع العراقي والاطراف السياسية وخصوصا الشيعية منها، لذا فهو غير قادر على التجاوب مع تلك المطالب ومنح ضمانات قد لايتمكن الايفاء بها.
ولفت ميرزا الى ان التمكن من تجاوز عقبات تشكيل حكومة جديدة لا يمثل نهاية الازمة، وانما هو بداية لمرحلة جديدة وفرصة امام الحكومة الجديدة لمعالجة الازمات والمشكلات التي تعاني منها البلاد منذ سنوات نتيجة لاستشراء الفساد والمحسوبية.
وحول المباحثات التي اجرتها وزارة الببيشمركة مع وزارة الدفاع العراقية اشار الى ان تلك الحوارات التي جرت بين وزير البيشمركة في حكومة الاقليم شورش اسماعيل ووزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، مثمرة وناجحة، الا ان الاتفاق الذي توصل اليه الجانبان باعتبار قوات البيشمركة جزء من منظومة الدفاع العراقية، وضمان رواتبهم في الموازنة الاتحادية، بحاجة الى تضمينها في قانون الموازنة، الذي قال انه ينبغي ان يرسل الى مجلس النواب ليصادق عليه.
وكانت الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية في اقليم كردستان قد اصدرت عقب اجتماع موسع عقدته في اربيل امس الاول الاثنين، خمس مطالب حول تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة والية مشاركة الكرد فيها.
وذكرت رئاسة إقليم كردستان في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ان الاجتماع الذي ترأسه نيچيرڤان بارزاني، وحضره الوفد التفاوضي لإقليم كردستان، خصص لمناقشة وعرض نتائج زيارة وفد الإقليم إلى بغداد وحواراته واجتماعاته مع الأطراف السياسية العراقية ورئيس الوزراء المكلف محمد علاوي.
واضاف البيان، من منطلق الحرص على إيجاد الحلول للوضع الراهن والمشاركة الفاعلة في معالجة المشكلات، فان القوى والاحزاب الكردستانية تعمل من أجل تشكيل حكومة قادرة على معالجة مشكلات العراق الآنية والعمل الجاد من أجل إعادة الاستقرار للعراق والتهيئة للانتخابات المبكرة وتكون محل ثقة ومصداقية جميع مكونات الشعب العراقي.
اشار الى ان الخطوات التي اتبعها محمد علاوي غير مطمئنة وليست محل ثقة الكثير من أطراف ومكونات الشعب العراقي، لذا نطالب بضرورة إعادة النظر في أدائه ومنهجه، لتحقق الحكومة القادمة جميع حقوق ومتطلبات المكونات العراقية.
كما واكد بيان رئاسة الاقليم ضرورة الحفاظ على الكيان الدستوري لإقليم كردستان وضمان جميع الحقوق الدستورية للإقليم والمناطق المتنازع عليها، لافتاً الى ان مكونات الإقليم ومؤسساته الرسمية هي الجهة الشرعية الوحيدة لتحديد من يمثلهم في الحكومة الاتحادية على أسس الشراكة الوطنية الحقيقية والتوازن والتوافق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة