تنديد دولي واسع بالقصف الإيراني لقاعدتين تضمان قوات أميركية وأخرى مختلفة الجنسيات

وزير الدفاع البريطاني يهدد بالرد عند تعرض قوات بلاده لاعتداء

الصباح الجديد – متابعة:

نددت دول اوربية عدة بالهجوم الصاروخي الذي شنته ايران فجر امس على قاعدتين تضمان قوات أميركية وأخرى من جنسيات مختلفة، وفيما طالبت بعدم تكراره مستقبلا، لم يسبعد وزير الدفاع البريطاني توجيه ضربات إلى طهران في حال تعرّض قوات بلاده لاعتداء إيراني.
وشجب رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الهجوم الإيراني على قواعد عسكرية تستضيف قوات غربية في العراق، والذي جاء ردا على مقتل قائد عسكري إيراني في ضربة جوية أميركية.
وقال جونسون أمام البرلمان “إننا نندد بالطبع بالهجوم على قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات التحالف. ينبغي ألا تكرر إيران تلك الهجمات المتهورة والخطيرة، وتسعى بدلا من ذلك لخفض التصعيد بشكل عاجل”.
وأضاف: “نرى أن الاتفاق النووي الإيراني لا يزال أفضل سبيل لتشجيع الإيرانيين على عدم تطوير أسلحة نووية”.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: “ندين هذا الهجوم على القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف، بما في ذلك القوات البريطانية”.
وأضاف: “نحثّ إيران على عدم تكرار هذه الهجمات المتهورة والخطيرة، والسعي بدلاً من ذلك إلى وقف التصعيد بشكل عاجل”.
ولم يستبعد وزير الدفاع البريطاني بن والاس من جانبه توجيه ضربات إلى طهران في حال تعرّض قوات بلاده لاعتداء إيراني، في ظل التصعيد الأخير مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن سلاح الجو الملكي والسفن الحربية على استعداد في الشرق الأوسط.
وكان والاس قد قال أمام البرلمان البريطاني، يوم أمس الأول الثلاثاء، إن بريطانيا قد أخلت طواقمها غير الأساسية من بغداد نتيجة للتصعيد الذي تلا اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني.
وعرض والاس جانباً من التحضيرات الدفاعية البريطانية في المنطقة التي شملت نقل الطواقم البريطانية خارج المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، التي تستهدفها المليشيات العراقية بين الفينة والأخرى بالقذائف. وأعيد نشر هذه الطواقم في معسكر التاجي، شمال بغداد، كذلك نُقل بعضها إلى الكويت.
وكانت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية قد نقلت عن والاس، في وقت سابق، إرسال بريطانيا عدداً من كبار ضباطها إلى العراق لرسم خطط طوارئ للتعامل مع أي تبعات جدية للاعتداء الإيراني على المصالح البريطانية في العراق. ويوجد في العراق نحو 400 عسكري بريطاني، إضافة إلى نحو 1000 من المدنيين.

وفي برلين، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية إنيغريت كرامب-كارينباور، الأربعاء، أن المانيا تدين «بشدة الاعتداء» الإيراني بإطلاق صواريخ على قواعد تؤوي جنوداً أميركيين في العراق.
وقالت في حديث لشبكة «إيه آر دي»: «لقد تبين أنّ من الضروري الآن ألا ندع هذه الدوامة تتفاقم أكثر»، موضحة أنه يعود «قبل كل شيء إلى الإيرانيين عدم التسبب بتصعيد جديد».
ودعا، من جهته، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس طهران، إلى «التخلي عن أي نهج قد يقود إلى تصعيد جديد». وأضاف: «نحن نتواصل منذ أيام مع جميع الأطراف» للعمل على خفض التصعيد.
فرنسا
كما نددت فرنسا، امسالأربعاء ايضا بالضربات الصاروخية الإيرانية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، بحسب «رويترز»: «تود فرنسا أن تلقي الضوء مرة أخرى على أهمية مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية واحترام سيادة العراق في الوقت نفسه».
الاتحاد الأوروبي
واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الضربات الإيرانية «مثال جديد على التصعيد». وقال بوريل في مؤتمر صحافي في بروكسل: «الهجمات الصاروخية الأخيرة على قاعدتين في العراق تستخدمهما القوات الأميركية والتحالف، بينها قوات أوروبية، مثال جديد على التصعيد والمواجهة المتزايدة». وأشار بوريل إلى أنه «ليس من مصلحة أحد مفاقمة دوامة العنف أكثر».
وبدورها، ذكرت رئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين، في إفادة صحافية، قبل أن تتوجه إلى لندن، أنها ستناقش الوضع مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.
وأضافت للصحافيين بعد اجتماع مع مفوضي الاتحاد: «يجب أن يتوقف استخدام الأسلحة فوراً لفسح المجال للحوار. يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لإحياء المحادثات».
الحلف الأطلسي «الناتو»
ودان الامين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء ايضا، إطلاق إيران صواريخ على قواعد عراقية تنتشر فيها القوات الأميركية ردا على اغتيال سليماني. وكتب في تغريدة «أدين الهجوم الإيراني بالصواريخ على القوات الأميركية والتحالف في العراق. الحلف الأطلسي يدعو إيران إلى الامتناع عن تصعيد العنف أكثر».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، إن الوضع في الشرق الأوسط حساس ومعقد، ودعت الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس.
وقال المتحدث باسم الوزارة قانغ شوانغ، في إفادة صحافية يومية في بكين، إن تفاقم التوترات في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، مضيفاً أنه يتعين على الأطراف المعنية حل الصراعات على نحو ملائم وعبر الحوار.
بدوره، قال وزيرالشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، اليوم الأربعاء، إن من الضروري تهدئة التوترات «المزعجة» الراهنة في المنطقة. وكتب على «تويتر»، وفق ما ذكرته «رويترز»: «خفض التصعيد أمر حكيم وضروري. يتعين أن يتبع ذلك مسار سياسي لتحقيق الاستقرار».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة