المرأة.. واهبة الحياة

هناك من أغلق على نفسه الزمن، وسار نحو(الخلف) وعلى عينيه غشاوة من الماضي، تكمن فيها النظرة الضيقة للمرأة، كي تزاول وجودها الإنساني خلف أبواب مغلقة أتعبها الزمن. ورغم كل ذلك فقد قطعت المرأة طريقها في رحلة مملؤة بالعذابات والتحدي، وقاست مخاضات عسيرة، وتحدت النظريات البائسة عن المرأة بصورة عامة، واستطاعت برجاحة عقلها وانتفاضات روحها، أن تحرر أصحاب تلك النظريات، من الأيديولوجيات التي تحمل معاني العنف والتعسف والنظرة الدونية نحو المرأة، لتحتل موقعها المتميز فكريا، ثقافيا، سياسيا واجتماعيا. وأن الكثير من الرجال يستحي ذكر اسم المرأة بنتا كانت أو أختا أو زوجة أمام الآخرين .. فالدعم المعنوي يهب لها الإحساس بالثقة والأمان.
وقد ارتقت المرأة رغم التحديات. وأثبتت وجودها وأصبحت صوتا تملأ الأجواء، دون أن تبقى صدى لأصوات الآخرين. لذا على المرأة أن تدرك أن عليها امتلاك الحرية والكرامة وهذا بطبيعة الحال من منطلق الإنسانية البعيدة عن القمع والاستغلال … يقول ارنست همنغواي « الإنسان، لم يخلق للهزيمة «.
لذا إن معرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها واجب حتمي على كل امرأة، إذ لابد من التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوي أوفي المجتمع العام.
وقد لعبت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة دوراً كبيراً في بث العديد من الثقافات من حيث نشر الوعي الانساني لحماية حقوق المرأة.
وحين تمتلك المرأة الإرادة، تكون قد امتلكت منقذَها من السلبيات ومن الغرق في متاهات الحياة، فهي بالإرادة أيضا تستعيد ثقتها بنفسها وتشعر بالأمان النفسي.
ولأن المرأة مخضبة دوما بعبق الأرض، تحتضن ألمها وتتألم لجرحها، فهي الرافضة للقيود، تترجم قلقها بطقوس لا تعرف الوهن والاستسلام.
ها هي تخوض غمار الحياة و تقتحم طريقها لتصل إلى ذروة طموحاتها، فقد قطعت أشواطا تُفتخر بها، وأنها تخوض الانتخابات كمرشحة و ناخبة و ناشطة، لها دورها الفاعل في صقل الأذهان وهي تساهم في التسابق من اجل أن تثبت هويتها كعنصر بناء لتكتب تاريخ بلدها المجيد الذي يفتح ذراعيه ليحتضن مواقفها التي تخطوها شامخة، وهي تحفر بصماتها الناصعة في صفحات تاريخها الخالد، فهي الطافحة بالكبرياء … سارت بخطى ثابتة و اعتلت منبر الفكر و الإعلام و الأدب والتعليم والفن .. ارتقت على سلم المجد غير آبهة بالتحديات وباتت تنتج فكرا في مجال الفكر وتمنح عطاءً لا يذبل.
أيتها الواهبة للحياة حياةً أخرى، احتضني الأجيال وهيئي جيلا يفتح لك ولبلدك البهي بوابة المستقبل، وامنحي لعيون البراعم الندية، ضحكة الغد المشرق. لأنك، أنتِ من تهبين الإخضرار للأيام، وتتنفسين الإرادة من رئة الحياة كي تقفي صلبة أمام عصف الزمن.

منور ملا حسون

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة