حركة إعمار المحال التجارية بجهود شخصية
نينوى ـ خدر خلات:
بعد مضي 3 اسابيع ونصف على افتتاحه، حفز الجسر العتيق العشرات من اصحاب المهن في الجانب الايمن المحاذي لنهر دجلة على الاسراع بترميم واعادة بناء محالهم التجارية خاصة بمنطقتي السرجخانة وباب السراي الشهيرتين، وسط غياب حكومي، باستثناء اعمال للبلدية لا تلبي طموح الاهالي.
وكان السيد رئيس الوزراء، الدكتور حيدر العبادي قد افتتح الجسر العتيق في 13 من شهر اذار المنصرم وسط احتفال كبير لما يمثله هذا الجسر من رمزية كبيرة لمدينة الموصل، وهو الذي شيد قبل 84 عاما وكان في خدمة جميع اهالي محافظة نينوى وكل من زار الموصل خلال العقود الثمانية الاخيرة.
المحال التجارية في منطقة باب السراي والسرجخانة بدأت تدب الحركة فيها عقب افتتاح “العتيق” الذي اختصر مسافات كبيرة على معظم سالكيه، وكانت بلدية الموصل قد بادرت برفع الانقاض من الطرق العامة وفتحت بعض الطرق مشكورة، الامر الذي اتاح للاهالي واصحاب المحال التجارية الى تفقد ممتلكاتهم او بالاحرى ما تبقى منها، ومن ثم الشروع باعادة الاعمار بجهود ذاتية من دون انتظار دعم حكومي قد لا يأتي.
يقول الشاب مصطفى علي الصواف، لـ “الصباح الجديد” ، “منذ 4 عقود ونحن لدينا محال نبيع الاقمشة في منطقة باب السراي، وهذه مهنة ابائي وينبغي ان احافظ عليها، لانها مصدر رزق لي ولعائلتي”.
واضاف “افتتاح الجسر العتيق قبل اكثر من 3 اسابيع، جعل الوصول لهذه المناطق امرا سهلا، واصبح هنالك (دوسة رجل) كما يقال، وحركة التنقل عبر الجسر بدأت تزدهر، ولهذا سارعنا لاعادة بناء محالنا وترميمها تمهيدا للبدء باعمالنا”.
واشار الصواف الى ان “اغلب اصحاب المهن في هذه المناطق التجارية يريدون العودة لممارسة اعمالهم، ويمكننا بطريقة او باخرى اعمار المحال، لكن هنالك أمورا ينبغي ان تنجزها الكوادر والدوائر الحكومية، وانا اقصد مياه الشرب مثلا، حيث لا يمكن البدء باية اعمال تنظيف وبناء من دون مياه، علما انه يمكننا الاستغناء عن الكهرباء حاليا لاننا نجلب معنا مولداتنا، لكن الماء ينبغي ان يصل باسرع وقت ممكن فهو شريان اعادة الحياة لايمن الموصل بالكامل، وليس لمناطقنا التجارية فحسب”.
اما الحاج عبد الكريم اسعد، صاحب محال لبيع الالبسة في منطقة السرجخانة فيقول “الجسر العتيق ليس جسرا اعتياديا، بل هو مفتاح سحري لتسريع عودة الحياة لايمن الموصل وبالذات هذه المناطق التجارية التي تمثل قلب الموصل وتمتد لمناطق باب الطوب والدواسة وغيرها، وتصل الى بقية مناطق الموصل القديمة التي هي العصب التجاري الرئيس للمدينة واطرافها”.
وتابع “الآلاف منت العائلات كانت تسترزق من العمل في هذه المناطق، من تجار، باعة، صناعيين وغيرها من المهن المرتبطة بهذه العملية التجارية المعقدة، لكن للاسف غالبية هؤلاء فقدوا اعمالهم بعد كارثة تنظيم داعش الارهابي، لكن بارادة الموصليين وبدعم حكومي حقيقي ستعود الحياة لطبيعتها حتى لو بعد سنوات”.
وبشأن ما يريدونه من الحكومة لتقدمه لهم، افاد الحاج بالقول “نريد ايصال الماء والكهرباء اولا، والاستمرار برفع الانقاض من الطرق الجانبية ايضا،لانه هنالك من يقول انه لحد الان توجد بعض الجثث تحتها هنا او هناك، وهنالك خشية من وجود اجسام حربية غير منفلقة او عبوات ناسفة، ونتمنى تطهير هذ المناطق باسرع وقت ممكن، كما نطالب بدفع اجزاء من التعويضات لتسريع عودة اصحاب المهن الى اعمالهم”.
ويرى الحاج عبد الكريم انه “بالرغم من ان الحكومة والاحزاب منشغلة بالدعاية الانتخابية، لكن لاينبغي اهمال الموصل لانها اهم ثاني مدينة في العراق بعد العاصمة بغداد”.
نبذة عن الجسر العتيق على وفق مصادر موصلية
اسمه جسر نينوى، بدأ بناؤه في أوائل سنة 1932 أو 1933 في عهد الملك غازي وتم أفتتاحه في سنة 1934 ويعد من أقدم جسور الموصل. يربط بين منطقة النصر والميدان ويبلغ طوله نحو 305 امتار.
ويتشكل الجسر من ثمانية هياكل حديدية طول كل منها (120) قدما ترتكز على سبع دعامات متشكلة من اسطوانتين حديديتين متقابلتين قطر كل منها تسعة اقدام وقد ركزت تحت قعر النهر بعمق (44) قدما تقريبا بواسطة عملية الهواء المضغوط وقد وضعت اسسها على طبقة قوية من الصلصال الازرق والصخور.
أما عرض سطح الجسر فبلغ (18) قدما وبذلك جعل معدا لمرور وسائط النقل ذهابا وايابا في آن واحد كما خصص ممر في كلا الجانبين عرض كل ممر خمسة اقدام لمرور الاشخاص.
ويبلغ النقل الذي يمكن ان يتحمله الجسر المذكور (25) طنا موزعة على (30) قدما من طول الجسر.
وقد بلغت كلفته (665515) دينارا، ومما يذكر ان مديرية الاشغال العامة هي التي قامت بتشييده بطريقة الامانة بإشراف المهندس المستر ماتيك ومساعده المهندس السيد فخر الدين الجميل وبعض المهندسين الاخرين من العراقيين.