اليوم.. يوم النصر العظيم

في مثل هذا اليوم قبل سنتين، أعلنت القيادة في البلاد، تحرير التراب من دنس اعتى تنظيم إرهابي شهده العالم، بعد ان كان سيطر على ثلثي مساحة البلاد، ليعلن خلافة مزعومة أراد او اريد لها ان تنشأ وتقوم على الدمار والحديد والدم والنار، فاتبع في سبيل تحقيق تلك الإرادة نهجاً يتسم كل ما فيه بالبشاعة والخسة يتمثل ب” إدارة التوحش “.
وإدارة التوحش، لا تحتاج تعريفا معقدا، او طويلا، ويمكن اختصار تعريفها ب” اقتل من استطعت وكيفما استطعت، واينما كنت لترهب من حولك”.
بإدارة التوحش، سيطرت عناصر داعش على سكان الأراضي التي احتلتها، وبادارة التوحش جندت تحت امرتها من ارادت، فعاثت بالبلاد فسادا وبالعباد قتلا وتهجيرا، واستولت على ممتلكات وآبار نفط، واسلحة ومعدات عسكرية، واموال كانت تجنيها من كل ما يقع تحت سطوتها، حتى في سوق الرقيق، فباعت حرائر، ودمرت بيوتات، ولم ينج من تلك العناصر دين او ملة او قوم، لأنها وزعت عذاباتها على الملأ بما يقوم إدارة التوحش، وحتى تولدت قناعات تعدت حدود البلاد الى المجتمع الدولي ومنظريه من الساسة الذين توقعوا في حينها ان الحرب على داعش ربما استغرقت ما بين عشر الى عشرين سنة، الأمر الذي اضطر كبريات الدول الى ان تتنادى لتشكيل تحالف دولي مهمته قتال داعش، رأس حربة الإرهاب وسيفه القاطع.
ويوم قررت القيادة في البلاد تحرير الأرض من هذا التنظيم الدموي، واعدت عدتها للبدء بعملياتها، ادار العالم كله عنقه صوب البلاد تحت وطأة سؤال..هل سيمكن دحر داعش؟
ومع الشروع بالعمليات، اقبلت وفود من الصحفيين والساسة من مختلف بلدان العالم، ليروا ابناء قواتنا المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والحشد العشائري والبيشمركة، ينتظمون جميعا تحت مبدأ النصر التام او الموت الزؤام.
وعلى مر الأيام توالت الأخبار والتقارير في انحاء العالم، تتناول تحرير الأرض شبرا بعد شبر، ومترا بعد متر.
كان القتال ضاريا وكثير الصفحات كما التاريخ، ما ان يطوي فوج صفحة حتى تنفتح امامه صفحة جديدة، وما ان يلتقط مقاتلو لواء انفاسهم بعد معركة، حتى تصدر الأوامر بالانتقال الى معركة جديدة، والكل كان يعرف ان منه من قضى نحبه ومن هذا الكل من ينتظر.
الكل كان يعرف أيضا ان من يهن يسهل الهوان عليه، فما هان احد من هذا الكل ولا وجل، فالأخبار كانت تترى بان قيادات داعش راحت تمارس إدارة التوحش مع عناصرها التي تريد الهروب من جحيم لم يكن بحسبانها، وصارت تلك العناصر ما بين موتين وحتى تآكلت كل قوة داعش، ليعلن النصر الناجز في يوم مثل هذا الذي نحياه، بعملية تحرير مستحيلة في الحسابات العسكرية وبأقل الخسائر الممكنة.
ما أروع ان نقف اليوم تبجيلا ووفاء للشهداء والجرحى الذين صنعوا الانتصار وللمقاتلين الابطال من ابناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وهم يتصدون حتى اليوم لبقايا داعش ويدافعون عن وطنهم وشعبهم وعن اخوتهم؟
لكل هؤلاء الكبار تحية التحرير.

اسماعيل زاير

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة