برشلونة امام موسم حرج برغم الفوز

مع ان فوز نادي برشلونة على غريمه منافسه اللدود أتليتكو مدريد بهدف يتيم في الدقائق الخمس الاخيرة مساء امس الاول شكل ضمانة مقبولة لرفاق ميسي للبقاء في مقدمة الدوري الاسباني « الليغا «، الا ان المراقب المتخصص سيشعر بالوضع العسير للنادي الكتالوني الذي يصارع منذ اسابيع من اجل ان يعبر عن توازن وتميز على الصعيد المحلي . فلم يكن اتليتكو مدريد لقمة سائغة او منافساً هيناً لبرشلونة طيلة المباراة ولولا تفاني حامي هدف برشلونة اندريه تير شتيغن لخرج اتليتكو بفوز مقنع.
والحقيقة ان المباراة بين اتليتكو وبرشلونة تعكس الطبيعة الحرجة للوضع العام لفرق إسبانيا التي غابت خلال السنوات الماضيةعن منصات التتويج العالمية . وهذه ميزة لا تنفرد بها إسبانيا وحدها بل يمكن اقول انها سمة تغطي اغلب الساحات الكروية في منافسات الكرة الأوروبية. فالوضع الكروي البريطاني والألماني والإيطالي والفرنسي يعكس تذبذباً في المستوى على صعيد الفرق الكبرى يتجسد في تصاعد وتنازل مواقع الفرق الشهيرة . اما في إسبانيا فالمنافسة بين فرق المقدمة وبينها الفريقين المعنيين، تعبر عن هذا التقلب والتذبذب . ففي بريطانيا يترنح فريق مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلي إلى قريب فيما تتصاعد اسهم ليستر سيتي وغيره . وربما يبقى ليفربول بطل أوروبا استثناءً عن بقية الفرق الإنجليزية .
وفي ألمانيا عانى فريق بايرن ميونيخ من المشكلة نفسها وكذلك منافسه الأقرب بوروسيا دورتموند الذي لم ينعم بسعادة الفوز المألوف خلال الاعوام الماضية . الأمر ذاته مع بقية الدول الأوروبية . والذي يتابع اسباب الظاهرة الحالية تجد الى جانبها ظاهرة اخرى تتجسد في برشلونة وأتليتكو مدريد وهي ظاهرة تاهفت المستويات الكروية للاعبين كبار كانوا حتى العام الماضي ابرز مجموعة متميزة في نخبة اللاعبين في الدرجة الأولى . هكذا تخلى برشلونة عن كوتينيو البرازيلي وانتخب غريزمان كبديل عنه . ولكن غريزمان ظهر باهتاً وغير منسجم مع بقية رفاقه طيلة المرحلة السابقة وخاصة مع زميله الكبير ليونيل ميسي الذي يعد الانسجام معه مفتاح المستقبل لكل لاعب جديد في صفوف برشلونة .
وفي مباراة أول من امس اخفق الكتالونيين في هز شباك جان اوبلاك حامي هدف اتليتكو مدريد الذي ذاد عن عرينه بقوة ملموسة وظاهرة . ويحسب لنظيره الألماني الفض الكبير ايضاً في اعاقة مهاجمي الفريق المنافس عن التسجيل.
وشكلت هزيمة تليتكو نكسة مؤلمة لأنها افضت إلى تراجع الفريق إلى المرتبة الخامسة في جدول الترتيب بعد ان كان يمني النفس في البقاء جوار رسال مدريد وبرشلونة . لا سيما وان المنافسين الاخرين في الدوري الإسباني لا يقلون جسارة وقوة عن فريقي المقدمة.
واظهرت احوال الفرق الإسبانية ان العودة إلى المراتب العليا امر عسير للغاية هذا العام بعد ان اتخمت بلاعبين كبار بشكل شبه شامل خلال موسم الإستقطابات . وهذا يشمل برشلومة وريال مدريد ايضاً . لهذا فعلى برشلونة ان لا يركن إلى الراحة او تقل يقظته ويعمل على تجاوز الفرق المقبلة بجدية كبيرة ويتجنب الإصابات القاتلة للاعبيه كما هو الامر اليوم.

  • رئيس التحرير

إسماعيل زاير

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة