علي نور الدين.. فنان عراقي متألق

شكر حاجم الصالحي

هو واحد من فناني العراق الذين أثروا الساحة الفنية / الغنائية بالعديد من الابداعات الجميلة التي حققت حضوراً لافتاً في المهرجانات والاحتفالات الشعبية , اكتسب معارفه الموسيقية بجهده الشخصي , و علي نور الدين لم يدرس الموسيقى والغناء دراسة اكاديمية للظروف التي لم توفر له فرصة مناسبة , هو من مواليد مدينة الحلة المزيدية عام 1960, اكمل دراسته الأولية في مدرسة الموكب في حي بابل وانتقل بعدها الى المحاويل يفعل ظروف عمل والده رحمه الله , كان شغوفاً بالموسيقى والغناء وكانت محطته اليومية نقابة الفنانين في بابل , وذات يوم استمع له الفنان الراحل حقي الشبلي وهو يعزف تقاسيم من مقام المدمي الحزين , فنال إعجاب الشبلي الذي تبناه أول المشوار الفنان الراحل شاكر نعمه نقيب الفنانين في بابل , ومنذ تلك اللحظة المبهرة منحته النقابة شرف عضويتها وهو لم يتجاوز بعد سن الــ (18 ). عمل مع خيرة فناني بابل وموسيقييها وتعلّم منهم المزيد من المعارف وكان بمعية اساتذته الراحلين رشيد محمد علي , وصبري عوض , وعبد الرزاق محمد توفيق , و رشيد جاسم الزبيدي في سنوات خدمته العسكرية الالزامية انخرط في فرقة القوة الجوية الانشادية بفضل رعاية واهتمام الفنان الكبير فاروق هلال , ولم يفلح الفنان الراحل عباس جميل في الحصول على مقعد دراسي في الموسيقى لظروف قاهرة , عمل في التجارة والكسب الحر من خلال مكتب تسجيلات أغانينا الذي تميز في حينها …وبسبب وضعه الخاص اضطر الى مغادرة وطنه العراق واختار السويد وطناً ثانياً له و مازال يواصل الفن ابداعاً مميزاً وألحاناً نالت التقدير والدهشة , .. في هذا اللقاء نحاول تقديم صورة واضحة عن الفنان المتألق علي نور الدين ونشاطاًته الابداعية. يقول علي نور الدين:
في اول حفل فني أسهم فيه قدمت طقطوقة غنائية من تأليف الشاعر الكبير محمد المحاويلي هزت المسرح الوطني واضطر حينها كبار الفنانين الصعود لتهنئتي كان في طليعتهم الفنان الراحل حقي الشبلي والفنانين سامي السراج وسعدية الزيدي. وحقق اوبريت زغردي يا بلادي كلمات الشاعر شكر حاجم الصالحي على المركز الأول في العراق وتوالت الاعمال التي لا تعد …
ويقول الفنان علي نور الدين:
تأثرت في بداية حياتي بالفنان فريد الاطرش وعازف الكمان احمد الحفناوي ومن العراق غانم حداد و جميل بشير، وعن رأيه بأغان الزمن الراهن يضيف: توجد أصوات جميلة والحان معبرة لكنها اشبه بالمكررة ايقاعياً , واعتمدت في معظمها على محاكاة العيون لا الآذان وتحولت الى اغنيات صورية يتابعها المشاهد للتمتع بجمال اجساد المؤديات من الراقصات التعبيريات ..وهذا مما يؤسف له , ويفتخر انه اول من أسس تلفزيونياً محلياً في بابل بعد 2003 م , وعلى يديه تدرب العديد من الكوادر التي تعمل الان في القنوات الفضائية .
وعن حياته في المنفى يقول علي نور الدين:
درست في أوروبا في الجامعة الامريكية بكالوريوس علوم موسيقية , ودراسة الماجستير بإشراف الدكتور حسين الانصاري , وفي السويد انشغلت بتعلم اللغة فكنت بعيداً عن اهتماماتي الفنية، اذ عملت مدرساً للموسيقى لطلاب الجالية العراقية والسورية , وأسست ستوديو للصوت والصورة في بيتي السويدي , وبدأت أوثق وأعيد الاغاني العراقية القديمة بشكل جديد … وعن آخر نتاجاته الجديدة يقول الفنان علي نور الدين:
انتهيت من تسجيل انشودتين كتبها الشاعر شكر حاجم الصالحي هما :
ما نتراجع و «يل فديت ابلادي». وهناك اعمال جديدة تنتظر الانجاز وهما مشاركة متواضعة في اسناد ودعم الحراك الشعبي في ساحات العزة والتحرير العراقية …… وفي ختام هذا اللقاء القصير :
لابد من التنويه ان الفنان علي نوري الدين رفض العمل في المنتديات الليلية والمطاعم
إن علي نور الدين الفنان العراقي، الكردي مازال ينهل من حب العراق متغنيا بنخيله السامق ونهريه الخالدين … وما هذه الاعمال المبدعة التي انجزها إلا الدليل على أصالة عراقيته وتمسكه بجذوره الحلّية .. فهنيئاً للوطن بهذا المبدع الكبير والى مزيد من العطاءات الكبيرة في قادم الأيام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة