الاستهداف والمنهج في محو الذاكرة الحضارية

علي شمخي

تمهيد
لاتزال جرائم تنظيم داعش في العراق وسوريا تحظى باهتمام المؤرخين الذين وثقوا لمرحلة مهمة من مراحل تاريخ الشرق الاوسط وعلى الرغم من اندحار هذا التنظيم الاهابي من غالبية المناطق التي احتلها في هذين البلدين الا ان مظاهر الخراب والتدمير شكلت صدمة كبيرة للانسانية جمعاء فمافعله افراد هذا التنظيم يؤكد الانحراف الكبير في الافكار والمعتقدات ويبعث بمدلولات حقيقية لما يمكن ان يصل اليه التطرف حينما يتمكن من القيادة والادارة وفي هذه الدراسة البحثية نحاول التعرف على الاعمال والخطط المنظمة التي استهدف فيها تنظيم داعش الذاكرة الحضارية للعراق حيث تعرف العالم على اقدم الحضارات في مناطق بلاد مابين النهرين

الحضاري والثقافي
تعني الحضارة باللغة اللاتينية – المدنية وقد ظهر مفهوم الحضارة في العهد القديم (الحضارة اليونانية والرومانية القديمة ) بوصفه ميزة نوعية محددة للمجتمع القديم لتميزه عن البيئة المحيطة المتوحشة وفي عصر التنوير في القرن التاسع عشر عدت الحضارة وصفا للدرجة العليا للتطور الثقافي الاجتماعي (وحشية – بربرية – حضارة ) والحضارة مفهوم متعدد المعاني يستخدم في علم الثقافة وعلم السياسة اولا بكونه مرادفا للثقافة وهو اما مؤشر لانحطاط الثقافة او مرحلة عليا لها
في العراق نشات اقدم الشرائع واذا كانت شريعة حمورابي معروفة ومشهورة على نطاق العالم حيث بدا حمورابي حكمه في حدود 1750 ق . م لقد كشف الاثاريون في عام 1947 عن شريعة سبقت شريعة حمورابي باكثر من 150 سنة وهي قوانين اصدرها الملك لبث- عشتار وفي عام 1948 اعلن السيد طه باقر امين المتحف العراقي خبر اكتشاف لوحين مدونين بشريعة حمورابي باللغة البابلية هذه الشريعة هي شريعة (اشنونا) نسبة الى المملكة التي كان موقع تل حرمل يقع ضمنها وفي كتاب (الواح سومر ) نجد تحت عنوان (اول برلمان ذي مجلسين ) مايلي بفضل فرقة (الرفش والمعول ) والمقصود بها فرقة التنقيب عن الاثار اصبح في وسعما ان نقرا سجل مجلس سياسي انعقد قبل نحو خمسة الاف عام – في الشرق الادنى قبل اي مكان اخر في العالم ..اجل ان اول برلمان سياسي معروف في تاريخ الانسان المدون فد التام في جلسة خطيرة في حدود 3000 قبل الميلاد ولقد كان مثل برلماننا ملفا من مجلسين مجلس الاعيان ومجلس الشيوخ ومن مجلس العموم (النواب ) وثقافة العراق واحدة من أقدم الثقافات في العالم الثقافية تاريخياً. وبلد العراق هو المكان الذي يطلق عليه قديماً بلاد ما بين النهرين القديمة وموطن نشأة الحضارات والتي تركت أثرها الواضح على حضارات العالم (في اختراع الكتابة، وتخطيط المدن، وتطور علم القانون في العالم القديم) ثقافياً والعراق لديه تراث غني جدا. ومن المعروف كثرة الشعراء الرسامين والنحاتين في البلاد من بينهم الأفضل في العالم العربي وبعضهم يجري على المستوى العالمي. وتتميز بعض مناطقه بأنتاج المشغولات اليدوية الجميلة، بما في ذلك البسط والسجاد. ويعتبر فن العمارة في العراق في العاصمة المترامية الاطراف بغداد مزيجاً بين المعاصرة والتراث حيث ان البناء جديد في معظمها، مع بعض الجزر من المباني القديمة الرائعة مثل شارع السعدون، وشناشيل البصرة وأماكن أخرى في الآلاف من المواقع القديمة والحديثة في مختلف أنحاء العراق.على عكس العديد من بلدان العالم العربي يحتضن العراق ويحتفل بإنجازات ماضيه في العصر البابلي والآشوري حيث تؤكد الآثار المكتشفة عن حضارة عريقة سادت ثم بادت في وادي الرافدين وتم إكتشاف الكثير من آثار الآشوريين والسومريين في العراق، ولقد تغير هذا بعد احتلال العراق عام 2003 حيث تعرضت معظم آثاره للتخريب والسرقة أو التحطيم من قبل جماعات إرهابية، فالعراق كان يوما مهد الحضارة القديمة في بلاد ما بين النهرين وثقافة سومر حيث تم فيه اختراع الكتابة والعجلة.
الارث الحضاري الاسلامي في العراق
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله الكريم (ياايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ) . وقد اسمى الله نفسه (السلام) ووصف نفسه (الرحمن ) والرحيم ..وهل يكون السلام غير الرحمة والمحبة ..قبل اكثر من 1400 عام اختصر امام المتقين امير المؤمنين الذي نقل عاصمة الحضارة الاسلامية الى ارض العراق فلسفة التعايش حينما قال (الناس صنفان ..اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) وحينما نتحدث عن التعايش في المجتمعات فاننا نعني تعايش بين الجماعات الأفقية في المجتمع الواحد كالمؤسسات الانسانية والنقابات واكثر مؤسسات المجتمع المدني تعايش بين الجماعات العمودية في المجتمع الواحد كالأديان والمـذاهب والطوائف والقوميات تعايش بين الأكثرية والأقلية تعايش بين الأغلبية من جهة والأقلية أو الأقليات من جهة اخرى وفي القرنين الثامن والتاسع الميلادي في عهد الحضارة الإسلامية أيام الخلافة العباسية حيث كانت بغداد ترأس ما كان في ذلك الحين أغنى الحضارات في العالم. إذ بلغ العراق العصر الذهبي في العهد الإسلامي حيث إنتشرت المدارس والجامعات الإسلامية في بغداد وصارت قبلة للعالم من حيث التطور العلمي والثقافي وإزدهار العلوم والاكتشافات المنوعة على كافة الأصعدة الميدانية، في علم الفلك والرياضيات والطب والبصريات والكيمياء والتاريخ والفلسفة وغيرها، والعراق غني بتراثه القصصي حيث يعتبر العراق الأرض الخصبة للروايات التي ذاع صيتها في جميع أرجاء المعمورة وتم ترجمة هذه الحكايات إلى لغات عالمية عديدة وعرفتها الشعوب الأخرى ومن أهم هذه الحكايات التراثية انتشر وذاع صيت علماء بغداد في كافة انحاء العالم، خصوصا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.

محو الذاكرة الحضارية
.. هنا بدا التاريخ هذا مايقوله عالم الاثار صاموئيل نوح كريمر حول الاصالة في حضارة وادي الرافدين فهو يقول هنا اول مدرسة في العالم – اول حكم ديمقراطي في العالم اول اصلاحات اقتصادية واجتماعية – اول قانون في العالم – اول كتاب صيدلة في العالم اول تقويم زراعي في العالم اول مقولة في الكون والتكوين والقائمة تطول عن ميزات الذاكرة العراقية
الاثار بكل حيثياتها تمثل ذاكرة الاجيال والتواصل بين الماضي السحيق والحاضر والمستقبل من خلال بقايا الانسان نستمد عبق التاريخ يقول الله سبحانه تعالى( اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم اشد منهم قوة واثارا في الارض فاخذهم الله بذنوبهم وماكان لهم من الله من واق ) وهذا مصداق لضرورة اطلاع الانسان على اسلافه والاستفادة من عبر الماضي
هذا الاثر الكبير من الحضارة الذي تجسد باثار المدن واللقى والتحف تعرض الى انتهاكات واسعة تمثل بتدمير واسع منذ بداية الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 حيث تم اتخاذ المواقع الاثارية ثكنات عسكرية لقوات التحالف الدولي وسرقة وتهريب الاثار في احداث النهب الكبيرة ويبدو ان العراق تعرض بشكل منظم لمحاولات تشتيت الحضارة وتمزيقها لربما كان جزء منه مشروع تامري خطير يمتد لقرون طويلة وتمتد مساحته بين النيل والفرات لتفريغ المنطقة من عمقها الحضاري ..وياتي سؤال مهم اليوم ليطرح نفسه ..هل من المصادفة ان تدمر اثار بابل واشور وتسرق اثار النمرود بذات الوقت الذي تسرق له اثار سوريا وتطمس اثار القدس وتهرب وتدمر اثار مصر ويهاجم متحف تونس وتصادر اثار ليبيا والقائمة تطول ..؟؟
وحين يتم الحديث عن مرحلة داعش لابد من الرجوع الى الوراء الى جذور هذا الفكر التكفيري المتمثل بالوهابية وظهورها على مسرح الاحداث السياسية – الدينية والتي ظهرت بدعم بريطانيا المستعمرة بحدود 1722- 1729 م وقد وضعت لهذه الحركة ستة اهداف محددة من قبل وزارة الخارجية البريطانية حيث ورد فيها مايتعلق بتدمير الارث الحضاري للامة الاسلامية ومنها (هدم الكعبة باسم انها اثار وثنية ان امكن ) (وهدم القباب والاضرحة والاماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها ) ولايستثنى مرقد رسول الاسلام محمد صلى الله عليه واله واضرحة وقباب الائمة والاولياء والصالحين والصحابة من المسلمين حصرا وانما المقصود من ذلك كل اضرحة الانبياء والرسل والاولياء ودور العبادة السابقة للاسلام كالكنائس والمعابد والتي فيها اثر للصالحين او اثر لتاريخ او حادثة ومن ابرز ماقامت به الحركة انذاك تدمير واحراق المكتبة العربية التاريخية – العلمية في المدينة المنورة والتي تعد من اثمن المكتبات في العالم لقيمتها التاريخية ..ان الهدف واحد كون الفاعل واحد لاقيمة للتعاقب الزمني مادام من دمر اثار بلاد الرافدين وسرقها هو ذات المجرم
الدواعش تبرقعوابلباس الدين الاسلامي لغرض تشويه حقيقة الاسلام وكانت حججهم في تدمير الاثار لكونها تمثل ديانات وثنية نهى عنها الاسلام ونحن هنا لسنا بصدد الجدال الديني البحت وهي الحجة الوحيدة التي يتحجج بها هؤلاء المتعصبون وهي اكذوبة كبرى فقد تم تدمير بحدود ثلاثة الاف موقع اثري في كل من الموصل وصلاح الدين من بينها اضرحة بعض الانبياء شيت ويونس وهدم قبور بعض الشخصيات التاريخية كقبر المؤرخ المعروف ابن الاثير وتهديم الكنائس وحرق المكتبات العلمية وتحطيم النصب التذكارية كتمثال الشاعر ابي تمام وتحطيم تماثيل الملوك الاشوريين والحضريين وتدمير الثيران المجنحة وتدمير مديمة الحضر والنمرود وقلعة تلعفر وباشطابيا وسرقة كنوز جامع النبي يونس ومتحف الموصل وقد فقد العراق ومدينة الموصل الكثير من رموز المدينة التي شكلت هوية وذاكرة مجتمع حيث من المعروف ان اهم المعالم السياحية لكل مدينة هي الاماكن التاريخية والدينية لانها تحمل بتفاصيلها معاني ودلالات لاحداث ووقائع شهدتها وسواء اكانت تلك الاحداث سلبية او ايجابية فانها تحظى بقيمة اثرية وتراثية عاية جدا ناهيك عن المعاني الروحية التي تنساب الى وجدان الزائر وفي محافظة صلاح لدين استهدف الارهابيون ضريح السيد محمد الهادي بالصواريخ والسيارات المفخخة وازالة معالم سور سمير اميس الذي شيده الملك نبوخذنصر وتصل حدوده الى مدينة الفلوجة واغراقه بالماء فاين الاوثان في هذه المواقع ومهما اضفت داعش على نفسها من مظاهر الدين فهي تبقى ظاهرة سياسية اجتماعية (محضة) لسببين رئيسين اولهما ان كل مصادر (شريعة داعش) التي تتعكز عليها هي خارج الدعوة المحمدية الاصيلة اما السبب الثاني فهو ان داعش تمثل ظاهرة للاستثمار السياسي وماينطوي على هذا الاستثمار من توظيف متعدد الاغراض في الابتزاز او التخريب او الفاعلية السياسية القذرة لتركيز نفوذ الكثير من الدول او الجماعات او حتى الافراد
وفي كل هذه الافعال يتاكد لنا بان حضارة العراق بالنسبة لهؤلاء هي ارهاب وهي اخطر من اسلحة الدمار الشامل .. .اخيرا يقول السيد قيس حسين رشيد رئيس الهيئة العامة للاثار والتراث ( ان داعش ومشروعها التخريبي عاجزة عن محو تاريخ بلد امتدت جذور حضارته الى ادم ونوح وهود وصالح وسوف تعود المواقع الاثرية قبلة للسائح والباحث فقد عرفت تلك المدن وخبرت كثيرا من الغزاة والمحتلين ذهبوا جميعا الى محلاقة التاريخ وظلت هي ابية عزيزة وعصية على النسيان) وقد افتضح امر تنظيم داعش الارهابي في مشروعه الدموي الذي استباح الانسان والحرمات والتاريخ ومحاولتهم الغاء الموروث الحضاري لوطن تمتد سلسلته الحضارية في اعماق التاريخ وفي الجانب الثقافي تضيء في العراق اسماء عظيمة وكبيرة في مجالات الفن والأدب فعلى صعيد الشعر نذكر كمثال أحد اعظم الشعراء العرب ألا وهو أبو الطيب المتنبي في العصر العباسي وكذلك الفرزدق أما في العصر الحديث مثل عبد الوهاب البياتي ومحمد مهدي الجواهري ونازك الملائكة وأحمد مطر وبدر شاكر السياب وجميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي وغيرهم. وعلى صعيد العمارة نذكر رفعت الجادرجي وزها حديد ومحمد مكية ومن الرسامين نذكر فائق حسن وإسماعيل فتاح الترك وخالد عبد العزيز القصاب وليلى العطار ومحمود صبري وجواد سليم وشاكر حسن آل سعيد ونهى الراضي وفيصل لعيبي وغسان فيضي وعباس الكاظم ونزيهة سليم على صعيد الفنانين التشكيليين. كما تزخر أرض العراق بالعديد من الروائيين والصحفيين والسينمائيين وغيرهم الكثير من الأدباء والفنانيين.
عرض أول فيلم في العراق في عام 1909 لكنه لم يكن هنالك أي نشاط أو محاولة لتصوير الأفلام في تلك الفترة وما بعدها. أما بعد دخول الإنجليز فقد عرضت دور السينما الأولى مثل سينما الزوراء في شارع الرشيد أفلاماً كانت معظمها من الأفلام الصامتة الأمريكية التي يجلبها البريطانيون. في فترة الأربعينات وفي ظل حكم الملك فيصل الثاني بدأت السينما العراقية الحقيقية أسست شركات إنتاج أفلام بدعم من ممولين بريطانيين والفرنسيين في بغداد. وتأسس استوديو بغداد عام 1948 ولكن سرعان ما انهار بسبب أحداث التوترات بين العرب واليهود في تلك الفترة. وغالباً ما كان الإنتاج لأغراض تجارية بحتة وكانت الأفلام تركز على المواضيع الرومانسية الرقيقة مع الكثير من مقاطع الغناء والرقص وتدور القصص في القرى الصغيرة. ويعد فلم عليا وعصام أول فلم عراقي أنتج عام 1948. أما استوديو دنيا الفن فقد تأسس من قبل أطراف فعالة. في عام 1955 أنتج حيدر العمر فلم فتنة وحسن وهو رواية العراقي مشابهة لقصة روميو وجولييت المشهورة.
وفي كل هذا الارث الحضاري والثقافي بقيت ارادة العراقيين متوثبة ومتمسكة بهذا الماضي الخالد وشكل هذا الارث نقطة تحول كبيرة في تعزيز الارتباط الوطني بين الشعب والوطن وتحاول الاوساط الثقافية استعادة الالق الذي تمثله معالم الثقافة في بلاد مابين النهرين بعد دحر عصابات داعش الارهابية من المدن العراقية وفي نفس الوقت تتكاتف الجهود من اجل اعادة بناء العديد من الرموز الاثارية والثقافية التي عمل التنظيم الارهابي على تحطيمها وثمة مبادرات تبنتها وزارة الثقافة اثمرت عن حصول دعم من عدد من الدول العربية والاجنبية والمنظمات الدولية لاعادة بناء وتاهيل مسجد النبي يونس ومنارة الحدباء فيما تمكن العراق من استعادة الثور المجنح الذي سيعود الى مكانه السابق في مدينة الموصل

الاستنتاجات
من خلال كل ماتقدم لايمكن اغفال مجموعة من الافكار التي تشكل مسببات ونتائج ماحدث في بلادنا ومنطقتنا ابرزها
اولا : ان مثل هذه الاعمال العدوانية التي استهدفت مواطن الاثار والحضارة جرى التخطيط لها بدقة وكانت هدفا حيويا من اهداف التنظيمات الارهابية
ثانيا : اثبتت التحقيقات ان من قام بهذا العدوان لم يتم تبنيه من قبل شخص بعينه سواء اكان زعيم تنظيم او جهة مسلحة واحدة حيث كشف جلسات استجواب المجرمين والمتهمين المتورطين بتدمير ونهب الاثار والمواقع الاثرية بان هناك شبكة منظمة تحظى بدعم محلي وتتلقى التعليمات والتوجيهات من الداخل والخارج
ثالثا : كشفت الاعمال الهمجية التي طالت عدد من المراقد والكنائس والمواقع الثقافية عن مدى همجية تنظيم داعش الارهابي واستخفافه بكل الاديان والمذاهب من خلال اصراره على التهديم والحرق كسياسة منظمة وسلوك ومنهج في تعامله مع كل ماوجده على الارض التي احتلتها عصابات التنظيم وشردت اهلها منها
رابعا: اصبح من المهم والواجب توثيق كل الاعمال الوحشية التي تم شهدت جرائم داعش ودعوة المواطنين والجهات المسؤولة للتعاون للحفاظ على الادوات الجرمية التي استعان بها افراد التنظيم الارهابي بما فيها الوثائق التي تثبت تورط جهات داخلية وخارجية بالاعمال المنظمة لتدمير اثار العراق وتراثه من اجل ان تكون هذه الوثائق والادوات شاهدا حيا على الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق العراقيين والانسانية ومن المهم جدا تنظيم متحف او معرض دائمي يضم المقتنيات والادوات والوثائق التي تدلل على هذه الجريمة لتطلع عليه الاجيال والزوار والسياح الذين يفدون الى العراق خامسا : شكل الاستهداف لحضارة العراق من خلال تدمير المدن الاثرية فيه محطة مهمة من محطات المواجهة بين داعاة السلام والتعايش ودعاة التطرف والقتل والحرب ومثل هذه النقطة المفصلية في تاريخ الامم لابد ان تتحول الى مادة دراسية تدرس في المدارس والجامعات تعزيزا لثقافة التعايش والتسامح في كل بلدان العالم لان ماجرى في العراق لم يكن مقصورا على دين او قومية او مذهب بل شمل اطياف الانسانية جمعاء

المصادر
1- صموئيل كريمر – من الواح سومر – ترجمة طه باقر – القاهرة – 1957
2- الثقافة وعلم الثقافة في القرن العشرين :مجموعة من النقاد الروس, س. ب . لورية – ك . ف . دراجا – ي . ت . بارخومنيكو ,دار المامون للترجمة والنشر , بغداد ,دار الشؤون الثقافية , 2010
3- الموسوعة العربية العالمية : مجموعة باحثين ,ط2, الرياض ,1999
4- داعش ايكولوجيا التمدد وشم الدين بالدم : مجموعة مؤلفين
المجلات
1- سومر : مجلة , بغداد , المجلد 61, 2015
المواقع الالكترونية
1-http://www.mandaeanunion.org/ar/views/item/8
أين مكان الثقافة العراقية في هذا الصراع المرير: همام عبد الغني
2-/www.dorar-aliraq.net/threads/625483

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة