المدير المتخفي!

بعد عقود من الزمن على انتشار قصص “الفارس المقنّع” و”الوطواط ” و”زورو” و “دراكولا” وغيرهم الكثير من الشخصيات الحقيقية والخيالية، كثر الحديث خلال الفترة القريبة الماضية عن “الرجل المتخفي” أو “المسؤول المتخفي” الذي ظهر فجأة في أحد مستشفياتنا العتيدة “من دون مقدمات ولا.. إحم ولا .. دستور” !
“المدير المتخفي” الذي أصبح بطلاً ونجماً كوميدياً تتداول مواقع التواصل الاجتماعي صوره وفديوهاته بشكل كبير، لم يشأ هذا المدير أو المسؤول أن يقلد أحداً من مشاهير التخفي، إنما اختار طريقة وأسلوباً جديداً تمثّل في ارتداء دشداشة ناصعة البياض في الليلة الظلماء التي يُفتقد فيها البدر، وأخفى وجهه باليشماغ الأحمر، كما لو أنه خرج للصيد أو للمشاركة في رقصة الجوبي، بل ذهب الكثير ممّن شاهدوه من متابعي ورواد “الفيسبوك” الى التعليق أو الاعتقاد بإنه يقوم بتمثيل برنامج الكاميرا الخفية، بينما ذهب البعض الى اقتراح “التخفي” بشخصية وملابس أبو القاسم الطنبوري أو جحا أو شيبوب!
هذا المشهد أو الموقف ذكّرني ببرنامج “المدير المتخفي” الذي كنت أحرص وأواظب على متابعته من على شاشة إحدى القنوات الفضائية العالمية، ويبدو أن هيئة “المسؤول” المتخفي قادتني الى التفكير بإيجاد مقارنة بين طريقة “التخفي” عندنا من قبل بعض المسؤولين، وبين الآخرين ممّن ينتهجون هذه الطريقة أو الاسلوب في الكواكب الأخرى!
يعتمد البرنامج التلفزيوني العالمي «المدير المتخفّي» على مشاركة المدير أو رئيس الشركة.. كممثل متخفٍ بهيئة عامل أو موظف، أو بائع، بعد أن يقوم بتغيير ملامح وجهه أو شكله أو هيئته بطريقة احترافية لا تثير الشك عند الآخرين، ويصعب فيها التعرّف عليه، ولا يغطي وجهه في وضح النهار مثل صاحبنا بيشماغ أحمر.. كأنه قاطع طريق!
بطل النسخة الأجنبية ينخرط في العمل في فروع الشركة، بهدف الاطّلاع على ما يجري هناك عن قرب واكتشاف ما لا يعرفه من أخطاء وسلبيات وإيجابيات وملاحظات عامة، فضلاً عن اقترابه من الحالات الإنسانية للعاملين، ومن التقييم الحقيقي لأدائهم والدور الذي يقومون به في العمل.
هذا البرنامج ينفرد بطريقة مبتكرة وممتعة في معالجة مواضيع وقضايا مهنية واجتماعية وإنسانية وحضارية وتجارية ودعائية، وتقديمها للمشاهدين في وجبة أو سلة واحدة بالاعتماد على الأبطال الحقيقين وليس على الممثلين!
وبعد كل ذلك نتساءل.. هل تحتاج الدوائر الخدمية الى مسؤول متخفٍ ليكتشف المشكلات والعلل والأمراض المستوطنة في نفوس وعقول بعض “المرضى” ممّن وجدوا الفرصة ليأتوا على الأخضر واليابس!

       • ضوء

يهتفون للذئاب، ويتباكون مع الحملان..!

عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة