حقيبة ملأى بالنقود.. كم واحد منا يحلم بها؟

احلام يوسف
اغلب الناس ان لم اقل كلهم حلموا يوما ما وفي مرحلة عمرية معينة بحقيبة مليئة بالنقود، وهناك من ظل هذا الحلم يرافقه حتى بعد ان كبر وتزوج وانشأ عائلة، لا بل بعضهم تعزز هذا الحلم اكثر، لاحساسه بانه لم يوفر لابنائه كل مستلزماتهم.
لو حصل ووجدنا حقيبة ملأى بالنقود، والتي يمكن بها ان نشتري مدينة كاملة، ما الذي يمكن ان نفعله بها؟
ايهاب العبيدي طالب في المرحلة الجامعية ذكر ان امنيته الاولى التي سيسعى لتحقيقها في حال عثوره على تلك الحقيبة، السفر خارج العراق والدراسة باهم جامعات العالم اذ قال: اول شيء افكر به السفر الى اميركا او بريطانيا والالتحاق باحدى جامعاتهم المعروفة والمهمة مثل كامبريدج او هارفارد، لاني اعرف ان جامعاتنا وبفضل “غير المسؤولين” خرجت من التصنيف العالمي، فلا احد يعترف بها لان العالم كله يعرف ان الفساد طالها واصبحت الشهادات بما فيها الدكتوراه تباع وتشترى.
مياسة عبد الاله بكالوريوس ادارة واقتصاد وربة بيت تقول: تخرجت من الجامعة عام 1987 وتزوجت بعد تخرجي باشهر قليلة لم افكر بالوظيفة لان الاجور حينها كانت لا تستحق عناء التعب. اليوم اتمنى ان اجد وظيفة يمكن ان اساعد بها زوجي على تحمل تكاليف العيش، لذلك فان وجدت مثل هذه الحقيبة فاول ما اقوم به اشتري محلا لزوجي كي يكون حرا، ومن ثم اشتري بيوتا لابنتي ولاخوتي لانهم جميعا مستأجرين، واشتري شقة في تركيا نسافر اليها صيفا لنهرب من الحر ومن قرف الكهرباء اللاوطنية والمولدات.
امنيتها الثانية قد تكون عامة لكل العراقيين والسبب نفسه، الكهرباء التي ما زالت في حالة متردية بعد كل تلك السنين، والسبب دائما، الفساد الاداري الذي نخر كل شبر في العراق، وطال اغلب الارواح للاسف.
الهجرة والحصول على الجنسية، حلم ايسر مصعب الذي قال: حلمي ان اهرب من وطني المحتل، نعم انه محتل من ابنائه غير البررة، اهاجر لاي دولة تحترم ابناءها وضيوفها، بالمال استطيع فعل ذلك، اشتري عقارا في بلد اوروبي وادفع اموالا تكفي لشراء الجنسية، لابدأ حياة طبيعية من دون ذلة وازعاج وقهر وتوتر، مثلما نعيش اليوم كلنا عدا الحكومة وعائلاتهم، كل العراقيين لو حصلوا على مثل تلك الحقيبة سيفرون، فحتى من يعشق العراق بات يكتشف ان عشقه للعراق غير متبادل للاسف، فلم يعطنا العراق غير الحزن، لذلك فالهجرة هي حلمي الوحيد الذي سيجر احلاما اخرى يمكنني تحقيقها هناك بعيدا عن بؤر اللصوصية.
ساختم الموضوع بالقول انه من الخطأ ربط الوطن بحكومة، الوطن لا يعني رئيس الدولة او رئيس الوزراء او الاحزاب الحاكمة، ولكن للأسف بات المكان لا يسعنا جميعا نحن ومن باعه، لكنه يبقى الاغلى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة