أوبك .. فقر الطاقة ما زال قائماً برغم التقدم الكبير

33 % الطلب الكلي على الخام مستقبلاً

الصباح الجديد ـ وكالات:
كشف تقرير حديث لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، أن فقر الطاقة ما زال قائما برغم التقدم الكبير في إمدادات مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية أخيرا.
وأكد التقرير، أن إنتاج الغاز الطبيعي من المتوقع أن يتوسع أكثر على المدى الطويل، في حين أن مصادر الطاقة المتجددة الأخرى ستظل هي المورد الأسرع نموا، متوقعا أن يحتفظ النفط بأعلى حصة في العالم في “مزيج الطاقة”.
وكشف، أن ما يقارب 95 في المائة من الزيادة في الطلب ستأتي من الدول النامية، بما في ذلك الصين والهند، مرجحا أن يزيد الطلب في كل من هذه البلدان بأكثر من 20 مليون برميل يوميا. وتوقع التقرير، أن الطلب الكلي على الطاقة سيزداد بمقدار 91 مليون برميل يوميا أو 33 في المائة بين عامي 2015 و 2040 إذ يسجل مستوى 365 مليون برميل يوميا.
وأكدت «أوبك»، أنها تواجه عديدا من التحديات وأبرز العوامل والمخاطر الجيوسياسية، لافتة إلى سعى المنظمة للبقاء بمعزل عن التدخلات السياسية وهو الأمر الذي يمثل سمة أصيلة في ستراتيجية عملها منذ تأسيسها، وعلى مدار نحو 60 عاما.
وقال التقرير، نقلا عن محمد باركيندو الأمين العام لـ»أوبك»، إنها تحافظ على هذا التوازن الدقيق بحذر شديد، مشيرا إلى التزام المنظمة بمواصلة السعي لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية على نحو يستفيد منه جميع أصحاب المصلحة، سواء المنتجين والمستهلكين والمستثمرين والاقتصاد العالمي ككل.
ونوه التقرير إلى تأكيد باركيندو، أن منظمة أوبك، واحدة من أقدم المنظمات السلعية في العالم، وبقاؤها على قيد الحياة لمدة ستة عقود متواصلة، في ظل صناعة متقلبة وعالم يتميز بالاضطراب الشديد والمتكرر، إنجاز هائل وعظيم.
وأشار إلى أن المنظمة، أنجزت عديدا من الأهداف والغايات النبيلة ضمن وظيفتها القانونية لتحقيق التوازن في سوق النفط على أساس مستدام، حيث نجحت في مرات عديدة في مواجهة ظروف محفوفة بالمخاطر، وتمكنت من التغلب على صعوبات جمة في إطار ست دورات اقتصادية صعبة، حتى تمكنت من دعم استقرار سوق النفط بشكل جيد ومبهر للغاية.
ولفت التقرير، إلى أن تحديات مرحلة انتقال الطاقة تحتاج إلى جهود كل من المنتجين والمستهلكين معا، إضافة إلى كل أصحاب المصلحة في صناعة الطاقة من أجل الوصول إلى تطوير هذا التحول بأقل سلبيات ممكنة، مؤكدا أن الجميع بحاجة إلى اتباع المسار الصحيح للوصول إلى مستقبل مزدهر من الطاقة المستدامة.
وأفاد أن هناك شيئا واحدا يمكن أن يتفق عليه الجميع، وهو أن العالم سيحتاج إلى قدر كبير من إمدادات موارد الطاقة المتنوعة في العقود المقبلة، مبررا ذلك بأن الحجم الكلي للاقتصاد العالمي في عام 2040 من المتوقع أن ينمو بنحو 214 في المائة مقارنة بعام 2017.
وأوضح، أنه في الإطار الزمني نفسه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار نسمة بزيادة قدرها أكثر من 1.5 مليار عن التعداد الحالي، مشددا على أنه يجب ألا ننسى أن فقر الطاقة ما زال قائما، وهو ما يعد آفة عصرنا، مبينا أنه بالرغم من ذلك هناك إشارة إلى تقدم كبير في هذا المجال بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية أخيرا.
وتابع، أنه لا يزال هناك ثلاثة مليارات شخص يفتقرون إلى سبل الوصول إلى وقود نظيف من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، ومنها الطهي، لافتا إلى أننا نحن بحاجة إلى الانتقال إلى عالم أكثر شمولية، إذ كل شخص لديه حق الوصول إلى الطاقة. وذكر تقرير «أوبك»، أنه في ضوء توقعات النفط العالمية للمنظمة لعام 2018، من المتوقع زيادة الطلب العالمي على الطاقة بنحو 33 في المائة بحلول عام 2040.
وحول كيفية توقع تطور دور المنظمة، في السنوات المقبلة، أوضح التقرير أن «أوبك» ستواصل التركيز على دعم أساسيات السوق، وتحديدا توازن العرض والطلب، وتوفير كل الآليات التي تدعم الاستقرار في السوق.
وأضاف التقرير، أن حلم الآباء المؤسسين للمنظمة، هو استمرارية تنسيق السياسات، لافتا إلى أن هذا سيكون أسهل إذا قمنا بتوسيع التجارة والتنمية المشتركة، وتعزيز المشاريع بين الدول الأعضاء في «أوبك»، منوها إلى قول الأمين العام محمد باركيندو: «لدى بلداننا الكثير لتقدمه لبعضها البعض». وأردف التقرير، أنه من خلال «إعلان التعاون» بين دول «أوبك» وخارجها، تم بناء آلية مرنة وشفافة وفعالة بما وفر الوسائل الفعالة لإدارة فترات من عدم الاستقرار في السوق لمصلحة كل الأطراف، وبما يدعم الاقتصاد العالمي. ولفت التقرير إلى تأكيد باركيندو أنه، «لم يحدث من قبل أن كان هناك مثل هذا التضامن والتصميم، ويمكن ملاحظة ذلك في أرقام المطابقة العالية باستمرار من قبل الدول المشاركة، خلال الفترة بأكملها، ما حققناه بحق يستحق مكانا في كتب تاريخ الغد ونحن أصبحنا مثالا على قوة التعاون للنهوض بصناعة النفط».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة