تهديد إيراني باحتجاز ناقلة بريطانية مقابل الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق

طهران تعدها «قرصنة» وتطالب بإطلاقها فوراً

متابعة ـ الصباح الجديد :

وصفت طهران احتجاز لندن ناقلة نفط إيرانية قبالة سواحل جبل طارق، للاشتباه في نقلها نفطاً إلى سورية، منتهكةً العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على دمشق، بأنه «قرصنة بحرية»، وطالبتها بإطلاقها فوراً، ملوّحة باحتجاز ناقلة نفط بريطانية.
ومدّد القضاء في جبل طارق احتجاز الناقلة 14 يوماً، علماً أن جميع أفراد الطاقم (28) ما زالوا على السفينة، أثناء استجوابهم بوصفهم شهوداً، لا بموجب إجراءات جنائية. ويضمّ الطاقم رعايا هنوداً وباكستانيين وأوكرانيين.
جاء ذلك بعدما فنّدت حكومة المنطقة، إعلان وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل أن الناقلة احتُجزت بطلب من الولايات المتحدة. ووَرَدَ في بيان أصدرته: «لم نتلقّ طلباً سياسياً في أي وقت من أي حكومة. اتُخذت قرارات حكومة جبل طارق بشكل مستقل تماماً، نتيجة انتهاكات للقانون الحالي وليس استناداً إلى أي اعتبارات سياسية خارجية».
واحتجزت الشرطة وسلطات الجمارك الناقلة «غريس 1» الخميس الماضي، بمساعدة وحدة من البحرية الملكية البريطانية، علماً أن طولها 330 متراً.
ورجّح رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو أن تكون «تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سورية».
وأفادت نشرة «لويد ليست» بأن الناقلة التي شُيّدت عام 1997 هي الأولى المحملة بنفط إيراني تتوجّه إلى أوروبا منذ أواخر 2018.
وأضافت أن الناقلة حُمِلت بالنفط قبالة إيران في نيسان الماضي، وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
ورحّبت الخارجية البريطانية بـ «عمل حاسم اتخذته سلطات جبل طارق، التي عملت لتطبيق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي على سورية».
ورأى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في احتجاز الناقلة «نبأً ممتازاً». وكتب على «تويتر»: «أميركا وحلفاؤنا سيواصلون منع نظامَي طهران ودمشق من الإفادة من هذه التجارة غير القانونية».
في المقابل، استدعت طهران السفير البريطاني لديها روب ماكير، وأبلغه مسؤول في الخارجية الإيرانية أن تلك الخطوة «غير مقبولة وبمثابة قرصنة بحرية»، مؤكداً أن بلاده «ستستخدم كل طاقاتها السياسية والقانونية لإطلاقها واستيفاء حقوقها».
ودعا إلى «إفراج فوري عن الناقلة، إذ تفيد معلومات بأنها احتُجزت بناءً على طلب الولايات المتحدة». وأشار إلى أن «حركة الناقلة قانونية وكانت في المياه الدولية»، وشكا من «سياسة أميركية متغطرسة تحتجّ عليها الدول الأوروبية».
أما أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، الذي كان قائداً لـ «الحرس الثوري» خلال «حرب ناقلات النفط» في ثمانينات القرن العشرين، فهدد باحتجاز ناقلة بريطانية.
وكتب على «تويتر»: «الثورة الإسلامية لم تكن الطرف البادئ بإثارة توتّر في أي ملف في سنواتها الـ 40، لكنها لم تتوانَ عن الردّ على المتغطرسين والبلطجية.
إن لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، تتمثل وظيفة الأجهزة المسؤولة في الردّ المماثـل واحتجـاز ناقلـة نفـط بريـطانيـة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة