آلة الزمن.. حلم الانسان على مر الازمان

أحلام يوسف
كلنا في وقت ما، وبعمر معين، راودنا حلم التنقل عبر الزمن، وهناك عدد منا ظل هذا الحلم يرافقه حتى بلوغه الخمسين او الستين.
ما الذي يستفزنا في الحاضر كي يتولد داخلنا هذا الحلم، او هذه الفكرة، ولو حدث ذلك واستطعنا بالفعل تحقيق هذا الحلم، هل ستكون لدينا الشجاعة لان نعبث بالتاريخ او ربما المستقبل؟ ام الخوف من العواقب سيحيدنا عن الاقدام على أي فعل كنا ننويه من قبل؟
سلامة عبد الغفور مدرسة متقاعدة تبلغ من العمر 72 عاما تقول: أتمنى لو أني اعثر على آلة زمن وانتقل الى زمن الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، امنيتي ان أكون من اول المؤمنين برسالته، ومن اول صحابته ومرافقيه برحلته.
ربما يكون العمر له تأثير على اتجاه الحلم، ففي حين تحلم عبد الغفور بالعودة الى الماضي، يحلم اصيل محمد “طالب في المرحلة الأولى بكلية الإدارة” بآلة زمن تنقله الى ما بعد 100 عام اذ قال: امنيتي ان اسافر عبر الزمن الى ما بعد مئة سنة، اود ان اعرف آخر التطورات التي تحدث على التكنلوجيا، خاصة ونحن نشهد التطورات المتسارعة كل عام، أتمنى ان اتنعم بروعتها وميزاتها، أحيانا عندما اوغل بالتفكير بهذا الموضوع أصاب بالحزن والخيبة، لأني لن أعيش الى ما بعد المئة عام، وسأموت وانا أجهل ما ستكون عليه الحياة.
هل التكنلوجيا أسهمت بجعل حياتنا أجمل وأسهل؟ ام ان الشباب اليوم حصروا حياتهم الانية ومستقبلهم بأدوات التكنلوجيا والمشكلة ان لا أحد يفكر بالدخول الى هذا العالم كمبتكر وليس مستهلكا، او حتى محلللا؟
ايهم حسن الذي كان حلمه مميزا، ربما أجاب السؤال بقوله: احلم بآلة زمن تنقلني الى عهد الملكية، اود ان اشهد على مقدار الحقائق نسبة الى الزيف بالتاريخ الحديث، فبرأيي ان تلك المرحلة من حياة العراقيين هي الحد الفاصل ما بين زمنين، كل ما حصل بعد ذلك نتيجة لما حدث في تلك المرحلة، رأيي صواب يحتمل الخطأ، لكني مؤمن بذلك، مؤمن ان الزيف بالتاريخ أكثر من الحقائق لذلك أتمنى ان اشهد بنفسي ذلك التاريخ.
التنقل عبر الزمن حلم الأغلبية ان لم يكن حلم الكل، لكن اليس الاجدى بنا ان نركز ونحصر تفكيرنا بالحاضر، والسبيل الى تحسين الحال لضمان مستقبل أفضل، كي لا نترك لناس مستقبليين ان يفكروا بما فكر به ايهم، فيتمنون حلم العودة لرؤية ما فعلنا، اذن دعونا نترك لهم بالفعل تاريخا مشرفا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة