«الصباح الجديد» تكشف تفصيلات جولة بارزاني الأولى الى بغداد وتركيا

ملف النفط وسحب الدعوى المقامة من قبل بغداد ضد تركيا كانت المطلب الابرز فيها

السليمانية ـ عباس كاريزي:

وضع رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ثلاثة خيارات اما الحكومة الاتحادية في اطار معالجة الخلافات العالقة والتي يأتي في مقدمتها ملف النفط والغاز والميزانية.
وعلمت الصباح الجديد من مصادر مطلعة، ان بارزاني الذي توجه الى تركيا بعد زيارة العاصمة بغداد، والتقى فيها بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وافق على تسليم 250 الف برميل يوميا من النفط الى بغداد، وايجاد حل جذري لملف النفط فيما لو وافقت الحكومة الاتحادية على سحب الدعوى التي اقامتها ضد الحكومة التركية في زمن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
واضافت، ان رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني استهل فترة ولايته بالتطرق الى ملفات صعبة وهي ملف النفط والغاز والميزانية والمناطق المتنازع عليها.
وتابعت، ان بارزاني يسعى لاتباع دبلوماسية جديدة تختلف عن التي اتبعها سابقه عمه مسعود بارزاني، الذي ادى اصراره على اجراء الاستفتاء عام 2017، الى وضع الاقليم في شبه عزلة دولية واقليمية يحاول رئيس الإقليم الحالي، الخروج منها والتخلص من تبعاتها واثارها التي ما زالت شاخصة حتى اللحظة.
واضافت ان بارزاني طالب بغداد لقاء تسليمها النفط وفقا للحصة المقررة في قانون الموازنة الغاء الدعوى المقامة في المحاكم الدولة ضد تركيا، والتي تطالب فيها الحكومة العراقية انقرة بمبلغ 26 مليار دولار كتعويض عن تصدير نفط الاقليم من دون موافقة الحكومة الاتحادية.
واشارت الى ان بارزاني يأمل وبعد تحريك الدعوى من قبل اعضاء في اللجنة المالية بمجلس النواب العراقي الى اقناع الحكومة الاتحادية بسحب الدعوى واغلاق هذا الملف بين الحكومة الاتحادية وتركيا، مشيرا الى ان انقرة تستخدم ملف النفط وتصديره عبر تركيا للضغط على حكومة الاقليم لتقدم تنازلات والتعاون في محاربة حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من جبال قنديل في الاقليم ملاذا له ويشن عبرها هجمات ضد اهداف عسكرية داخل الاراضي التركية.
واضاف المصدر ان رئيس الاقليم وضع خلال لقائه برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ثلاثة خيارات امام الحكومة الاتحادية لمعالجة ملف النفط، الاول يدعو الى موافقة بغداد على ابقاء الوضع الراهن لحين ايفاء الاقليم بجزء من ديونه الخارجية لشركات النفط العالمية العاملة في الاقليم، والثاني ان يسلم الاقليم 250 الف برميل يوميا الى بغداد بالمقابل تمنح الاخيرة الاقليم حصته من الموازنة كاملة دون استقطاع، والثالث، ان ترسل الحكومة الاتحادية وفدا رفيعا عقب الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة الى الاقليم، ليتم التوصل الى اتفاق شامل حول النفط والميزانية وواردات الاقليم من الكمارك والرسوم والمنافذ الحدودية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي اسو حاجي في حديث للصباح الجديد، ان من اهم اهداف زيارة نيجيرفان بارزاني الى بغداد هو تقوية موقف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يواجه انتقادات وهجوما شديدا من خصومه الذين يتهمونه بالتساهل مع الاقليم والتغاضي عن تهربه من تسليم النفط الى بغداد لقاء حصوله على رواتب الموظفين.
ويضيف، ان بارزاني يحاول ان يظهر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي امام خصومه، بانه رجل معالجة الخلافات العالقة مع الاقليم وليس العكس، كما حدث في رئاستي حيدر العبادي ونوري المالكي لمجلس الوزراء.
وتابع حاجي، ان الرئاسات الثلاث في العراق تسعى لكسب نيجيرفان بارزاني الى جانبها وتوحيد الرؤى حول الية معالجة المشكلات والازمات الداخلية والإقليمية، نظرا لان الاختلاف في الرؤى في السابق بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وخصوصا حول المسائل الاقليمية اثر سلبا على موقف العراق ودوره في المنطقة.
وقالت فيان صبري رئيس كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، ان «زيارة رئيس الاقليم الى بغداد والتباحث حول العلاقات بين الاقليم وبغداد، فضلا عن مسائل اخرى مثل الموازنة والنفط كانت ايجابية».
واشارت صبري الى انه «تقرر خلال زيارة بارزاني الى بغداد تشكيل لجنة من قبل حكومة المركز وحكومة اقليم كردستان لحل المسائل الخاصة بموضوع النفط والغاز».
في غضون ذلك عبر الرئيس رجب طيب اردوغان خلال استقباله امس الاول الجمعة، رئيس الاقليم الذي وصل تركيا في اول زيارة خارجية له، عن ترحيبه بالتطورات الايجابية في العلاقة بين بغداد واربيل.
وكشف بيان لرئاسة الاقليم تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ان «اردوغان أكد على رغبة تركيا بالمضي قدما نحو تعزيز العلاقات مع اقليم كردستان».
وأكد نيجيرفان بارزاني على رغبته بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا وزيادة حجم التبادل التجاري بين الاقليم والعراق مع تركيا.
وتناول الجانبان في اثناء اللقاء وفقا للبيان، الأوضاع السياسية والامنية في المنطقة وخطر عودة ظهور تنظيم داعش مرة اخرى وأوضاع النازحين والمناطق المحررة وضرورة اعادة اعمارها والعمل على تثبيت الاستقرار فيها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة