لن تزرع الارض مثلك يوما ما

أنمار مردان
إلى / أخــي عـادل

أقرأ
هكذا أنت أبيضُ
تلتصقُ كلُ العصافير على جرفيّكَ
تثقبُ النهر َ لتشوه شهوة َ الغرق ِ
تَزرعُ أحاديثَ المارة ِعلى مرفأ شاحب ٍ
وتعود ُ مغامراً
تقفُ نِداً للقبر ِ
ولا تعرف ما لون النوم في عيون الموتى؟ ..
كنتُ واثقا ً وأنت تَلمع ُ
إن الصلاة َ على جسدكَ آلة عود
وأقصوصة
كنتَ محارباً حين سحبت الليل من بدعته ِ
وبصقته ُمثل خبر ٍ حزين …
لماذا لم تقل لي
إن جثمانك حياة ٌ قادمة ٌ
ولعب أطفال ٍ لا يقرأون طعم المرايا
كنتُ حينها رسمت ُ وجعَكَ منارة ً
وروجت لبضاعة الله في خلقه ِ …
أعرفُك َ حين غادرتنا
استوطنتْ فضاء فكرك زيجات السماء
وحين تركتَ قبرك يستحم ُ تحت مظلةٍ
لم تروِ لنا
كيف نقلتَ موسيقى النجوم وسيلة دعاء؟
حتى شرايين الصيف ِ أنت وحدك
استنشقتها لتحجز تذكرة ً للرصيف المنحي بآخر بسمة بزغتها
وأنت تصطحب ُ أوردة الملائكة رفيقا …
وأعرفك
تركتني محنطاً بالهذيان
أشم ُ إرثك الغائب مقتبساً ظلي
كأني دون وجه
أمتلىء حين تلسعني الأرض بالرغبات
رغم أني فارع ُ الهواء ِ
وأنت تقدَّ المشنقة
على فرحة أبي
وتشعل ُ قبابَ الهلعِ
على وجع أمي العتيق …
وأعرفك
أنك صياغةٌ أخرى
ومحنة ٌ لا تدير وجهها الى الخلف
التراتيل ُ مخاضك الأخير
أنك لحظة ُ تجمع الشفق في علب السماء
أنك فارس ُ أحلام أي فتاة ٍ تحلم بالشرف رئة ثوب
أنك وقت ُ فراغ من لا وقت له
وأعرفك
حين نفختَ أيامك في حفرة ٍ
ارتعشتَ بكارةً لغربة ِ اللقاء ,
ارتديتَ القمر فترة غموض
حاربتَ النوم بباقة نعاس ٍ بارد
ومُتَ وأنت على قيد الحياة …
يـــــــــــــــــــــــــــــــــا أخي
المساسُ برؤوس ِ الموتى تابوتٌ مخضر ُ
لم يصل اليباس ُ إلى غبارِهِ
ولم يتعهد بالفوضى كحريق
والصدق ُ في حضرتِهِ
كاهن ٌ خرف ٌ
ومقصلة ٌ
وعناء ٌ رقيق
ومعركة ٌ مخصبة ٌ
وخيطٌ ضفيرة ٍ يزاول العهر في لوحة ٍ لا تشترى
ولا توضع على الطرقات سبيلا …
يــــــــــــــــــــــــــــا أخي
المطاولة ُ في خداع ِ الغيم ِ
مطرٌ باهت ٌ
وزفير ُ خطوة ٍ من يشهقها
لا أضمن له العودة إلى هذا التوتر ِ الرجيم
وعبارة ٌ مكتوبة ٌ بخطٍ أحمر
المــــــــوت ُ نـــــــطق مفقـــــود
وصـــــورة ُ استفهـــام غامـــضة …
إلى هنا …. قل لي
كم أمنية ٍ عمرك الآن؟
كم سنبلة ٍ تدور في نبض ِ حصادك؟
كم ضحكة ٍ في صدرِك إلى الآن لا تعرف طريق النجاة؟
قل لي كيف عطرك الآن؟
وأنت ذاهب ٌ إلى الله حالما ….

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة