صوت خفيّ

ليندا نصار

خفيفاً يطوقني هذا الصوت
من بعيد يراني أفتت مراياي…
من أنا؟
كي لا أحمل في حلقي غيمة صغيرة تشبهني
أرى شعاع حلم يساقط من عيني
أبصرني
ينهرني جسد منهار من ظله
هل أسابق الريح أم أنتظر؟
يخرج غجري صغير
أبصر النور تواً من فتحة صغيرة في جدار قلعة صلاح الدين الأيوبي
يقول أشياء عن حرائق الأمس في أندلس الوقت الحزين.
تحت الجسر راقصات للفلامينكو يندبن حظّهنّ
لم ينتبه أحد إلى سفينة قديمة راسية ترقد بسلام في ذاكرتي.
خفيفاً يأتيني صوتي من الشاطئ
بلا أشرعة أغوص في بئر الروح
تطفو سيرة جدي الأول
غير مهتمة بطابور حكايات السقوط
وحده هو من أطفأ النار في التراب
ورسم تفاحة في جبين دمي العربي
أترنح في الشرفة
أتعلم الوقوف
أتشبث بأظافري الصغيرة
أنا من كبرت على أغاني العرافات.
قالت الكاهنات لأمي
ما أروعك
نرسيس يا صديقي العزيز
كنت تشعر بنقطة النور في الماء
لم يصدقك أحد
تنكسر المرآة القديمة في جيبي
أجمع شظاياي بيدي
ألطخها بشقائق النعمان
أنقذ بها قبلة عشتار من أوراق الخريف
أمنحها جناح فراشة تحلق في الضوء
يدي لم تعد تلوّح لهذا الصوت
من بعيد أكاد لا أرى سوى الرماد في جمرة الحروف
من أنا؟
يسأل هذا الصوت الخفي من وراء الباب…

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة