الغارديان البريطانية: التصريحات بين إسرائيل وايران اقرب الى الضجيج من الحرب الفعلية

الكاتب روبن جوو
ترجمة سناء علي
يرجح مراقبون ومعنيون بالسياسة الدولية، ان ضجيج التصريحات بين ايران وإسرائيل، لن يتحول الى حرب فعلية، على المستوى القريب في اقل تقدير، سيما وان لكل من هاتين الدولتين، ميزاتها على المستويات الستراتيجية، والتسليحية والسياسية، الأمر الذي يفرض على كل دولة منهما، ان تحسب حساب الدولة الأخرى قبل الشروع بالمغامرة، وربما المجازفة.
صحيفة الغارديان البريطانية نشرت مؤخراً، تقريرا للكاتب روبن جوو، تناول فيه تقييما للميزات التي تمتلكها الدولتان، اخضعها للمقارنة.
جاء في التقرير:
حيرة متابعي شؤون الشرق الاوسط في احدى مراكز الدراسات الاستراتيجية وهم يقدمون النتائج النهائية لتوقعاتهم حول نشوب حرب اسرائيلية – ايرانية على المدى القريب ,لم تكن سهلة على الاطلاق , تلك الدراسة التي تابعت عن كثب ما مر من احداث اخيرة بين الجانب الايراني والاسرائيلي في خضمّ حدوث غارات إسرائيلية على سوريا، ما دفع “تل أبيب” إلى استباق الخطوة والذهاب باتجاه حرب التصريحات وسياسة الضربات الخاطفة في سوريا ضد مواقع عسكرية للجيش الايراني في سوريا .
المراقبون كانوا قد وضعوا الغارة الاخيرة من قبل اسرائيل التي أدت إلى سقوط 25 إيرانياً في سوريا بين قتيل وجريح , في دائرة المواجهة القديمة المتجددة بين الغريمين إيران و”إسرائيل”
كما استند المراقبون بالدرجة الاساس على المخاوف الاسرائيلية من خطر حدوث تلك الحرب , نتيجة ما يحدث ضمن الحدود الشمالية من جهة “حزب الله” اللبناني، والمجموعات الإيرانية التي تُقاتل في سوريا، إلى جانب نظام الأسد، منذ 7 سنوات , ولعل ما يؤكد تلك المخاوف تلك الغارة التي نفّذتها طائرات إسرائيلية من طزار “إف 15” على مدينة حماة، في 2018، واستهدفت أسلحة وصواريخ أرسلتها طهران إلى نظام الأسد.
طاولة مستديرة , كان قد فرشها المراقبون وهم يتباحثون في احتمالية حدوث حرب يشهدها العالم والشرق الاوسط قريبا , كانت من ضمن اولويات ما طرحوه تأكيدا واضح المعنى مفاده أن طبول الحرب تعاني هذيان الاقراع بين الجانبين بدون هوادة وان كان يتجنبها الطرفان , خاصة وسط مخاوف اسرائيل من التمدد الشيعي الذي تخشاه اسرائيل في كل من سوريا ولبنان والعراق , والذي لا يقل عن مخاوفها من التمدد السني خاصة بعد ثبات افكاره المتطرفة والمتشددة في الاونة الاخيرة .
أنشطار أراء المراقبين بين معارض لتوقعات نشوب تلك الحرب وانعدام نشوبها , كان واضح الملامح في اجواء فرضتها تلك الطاولة المستديرة , البعض منهم كان قد رجح رأي أن إسرائيل وإيران المستفيدان الوحيدان من اضطرابِ العالم العربي منذ سنة 1991 (تاريخ حرب الخليج الأولى على العراق) إلى اليوم , لكن لا يمكن للايرانيين التضحية والمجازفة بكيانهم الفارسي عبر الخوض في حرب مع اسرائيل , كون تلك الحرب مقامرة كبيرة بتاريخِهم وبثورتِهم وبنظامِهم , والتي ستتحاشاها ايران حين يحين الجد, خاصة ان ايران كانت قد تعلمت درسا قاسيا من الحرب العراقية الايرانية منذ ثمانينات القرن المنصرم .
كما رجح المراقبون المعترضون، ان اسرائيل ايضا على قدر اصرارها على تحجيم الدور الايراني في المنطقة الا انها في المقابل قد لوعتها الحروب الناقصة، فتتحاشى الانزلاق إلى حرب جديدة لكن، إذا حصل أن خاضتها فتتمناها هذه المرة خاطفة على طريقة 1967 لتثبيت تفوّقها العسكري السابق، وللتعويض عن الهزائم النسبيّة التي منيت بها في 1973 و2006. ويفترض، في هذه الحال، أن تكون اتفقت على أُطرها الجغرافيّة وعلى نتائجها السياسية والسلمية والاقتصادية مع أميركا وبعض العرب قبل الشروع بها.
تأجيل أو انعدام نشوب حرب ايرانية –اسرائيلية أرجعه البعض الاخر من المراقبين ايضا الى عدة أسباب استراتيجية , على الرغم من يقين البعض الاخر الى أن كفة نشوبها هي الارجح كون مرور كل يوم يحمل اكثر من سبب وذريعة لحصولها في المستقبل القريب .
تلك الطاولة المستديرة لم يكن غائبا عنها حضور مجموعة متميزة من الخبراء العسكريين الذين قالوا بالفرق العسكري واللوجستي ما بين الجانب الاسرائيلي والايراني على حد سواء ,خاصة ان كلا من الطرفين يملكان قدرات عسكرية هائلة مع نقاط القوة المختلفة، موضحين أن الجيش الإسرائيلي يعرف بأسلحته ومعداته المتطورة وطيرانه الحربي المدرب، ناهيك عن امتلاكه الترسانة النووية، فيما قد تعتمد الجمهورية الإسلامية في الحرب المحتملة على تفوقها على إسرائيل من حيث عدد مواطنيها وتعداد قواتها المسلحة وأسطولها البحري القوي.
مذكرين في الوقت ذاته , ان طهران تملك أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط وقد تزود هذه الصواريخ بالرؤوس النووية مستقبلا , كما يعمل الطرفان بشكل ناشط، حسب الدراسة، على تطوير قدراتهما في المجال السيبراني، حيث تنفق إيران سنويا نحو مليار دولار على التسليح البري والبحري على حد سواء , لكن أهم ورقة رابحة لدى إسرائيل في الحرب المحتملة تكمن بطبيعة الحال بامتلاكها الأسلحة النووية، حيث يقدر الخبراء ترسانتها بما بين 75 و400 رأس نووي، مع ورود أنباء عن تزويد صواريخ «أريحا» برؤوس يبلغ وزنها 750 كيلوغراما، وهذه الصواريخ تستطيع ضرب أهداف على بعد 5-6.5 ألف كيلومتر.
وأما بخصوص الموارد البشرية للجمهورية الإسلامية فيبلغ عدد سكانها نحو 10 أضعاف ما لدى إسرائيل (قرابة 82 مليون شخص)، ويقدر تعداد قواتها بـ534 ألف شخص، مع 400 ألف آخرين في قوات الاحتياط، أي أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط.
في الوقت ذاته اشاروا إلى أن كلا الطرفين يملكان قدرات عسكرية هائلة مع نقاط القوة المختلفة، موضحا أن الجيش الإسرائيلي يُعرف بأسلحته ومعداته المتطورة وطيرانه الحربي المدرب، فيما قد تعتمد الجمهورية الإسلامية في الحرب المحتملة على تفوقها على إسرائيل من حيث عدد مواطنيها وتعداد قواتها المسلحة وأسطولها البحري القوي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة