حصاد آسيا 2019.. الكأس يعود إلى العرب
الدوحة ـ وكالات:
لم تتوقف مفاجأة المنتخب القطري، في التتويج بكأس آسيا 2019، على نجاح اللاعبين، بل تتمثل أيضًا في حدوث هذا الإنجاز، تحت قيادة مدرب مغمور، هو الإسباني فيليكس سانشيز.
وكان سانشيز قد بدأ مسيرته التدريبية، كمدير فني لفريق برشلونة للشباب، لمدة 10 أعوام، خلال الفترة من 1996 حتى 2006.وبعدها انتقل للعمل، في أكاديمية اسباير الرياضية بالدوحة، بين عامي 2006 و2013.. وتولى سانشيز مسؤولية المنتخب القطري للشباب، تحت 19 سنة، خلال الفترة من 2013 حتى 2015، ليفوز معه ببطولة آسيا، عام 2014 في ميانمار، للمرة الأولى في تاريخ قطر.
وتأهل العنابي حينها، إلى كأس العالم للشباب 2015، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة، وخرج من الدور الأول.وعقب مونديال نيوزيلندا 2015، أسند الاتحاد القطري مهمة تدريب المنتخب الأولمبي، إلى سانشيز، مع تصعيد أغلب عناصر منتخب الشباب، قبل أن يتولى قيادة المنتخب الأول.
ونجح سانشيز في صنع توليفة رائعة، من لاعبي منتخب الشباب في 2014، ومن أبرزهم: المعز علي، وأكرم عفيف، وعاصم ماديبو، وعبد الكريم حسن، وبسام الراوي، لينجح بعد ذلك في تحقيق الإنجاز الآسيوي الكبير.
من جانبه، دون المعز علي عبد الله، مهاجم منتخب قطر، اسمه بحروف من نور في سجلات الأرقام القياسية بكرة القدم الأسيوية، وذلك بعدما اسهم بأهدافه التسعة في فوز منتخب بلاده ببطولة كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات.
ولد المعز في آب من العام 1996، وكانت بدايته مع كرة الفريق مع فريق نادي مسيمير – أحد اندية الدرجة الثانية بقطر- وهو في سن السابعة من عمره، ثم انضم إلى أكاديمية «أسباير»، ومنها انطلق لرحلة أوروبية قبل أن يعود للدوحة للاستقرار بصفوف فريق الدحيل.
لعب المعز مع منتخب قطر 35 مباراة منذ عام 2016، سجل خلالها 19 هدفا وهو رقم القميص المفضل له مع ناديه الدحيل وكذلك مع المنتخب القطري.
وخاض اللاعب صاحب الأصول السودانية، تجربتين للاحتراف في أوروبا قبل أن يستقر في صفوف فريق الدحيل ويسهم معه في الفوز ببطولة الدوري وكذلك كأس قطر وكأس الأمير إضافة إلى التأهل معه لربع نهائي دوري أبطال آسيا .
وكانت بداية رحلته القوية مع الكرة في يوليو من العام 2015، عندما انتقل لصفوف فريق لاسك لينتس النمساوي ولعب معه لمدة موسم، ثم قضى 6 أشهر بين صفوف نادي كولتورال ليونيسيا الإسباني، وسجل أول هدف له وكان هدف المباراة الوحيد أمام أراندينا، ليصبح أول لاعب قطري يسجل في أحد الدوريات الإسبانية.
في عام 2014 شارك مع منتخب قطر تحت 19 عاما، في بطولة كاس آسيا للشباب، والتي أقيمت في ميانمار، وتوج منتخب قطر بلقب هذه البطولة وسجل خلالها المعز 3 أهداف وشارك في نهائيات كأس العالم للشباب والتي أقيمت في نيوزيلاندا عام 2015 .
وكانت أول مباراة رسمية له مع المنتخب القطري الأول، أمام منتخب العراق وشارك كبديل في هذه المباراة التي أقيمت يوم 8 آب 2016 وأنتهت بفوز قطر (2-1).. وفي العام الماضي شارك مع منتخب قطر في بطولة كأس آسيا للمنتخبات تحت 23 سنة، والتي أقيمت في الصين، وسجل فيها 6 أهداف، وحصل مع منتخب قطر على المركز الثالث في البطولة القارية.
وهذا العام توهج، المعز بشدة مع منتخب قطر الأول في كأس آسيا بالإمارات وفاز بلقب أفضل لاعب في البطولة وهداف البطولة برصيد 9 أهداف..و توج المعز علي في أخر عامين بلقب افضل لاعب صاعد في قطر، عطفًا على المستويات التي أظهرها مع فريق الدحيل وكان من بين هدافي الفريق.
وترددت أنباء قوية في الساعات الماضية، أن اللاعب تحت منظار العديد من الأندية الأوروبية، التي تسعى لضمه في الصيف المقبل، ويبرز اسم ميلان الإيطالي الذي يبدي رغبة في التعاقد معه في الصيف المقبل.
وعاد لقب كأس آسيا لكرة القدم، للعرب، عندما نجح منتخب قطر في الظفر الجمعة، بعد فوزه على اليابان 3-1.. وكان منتخب العراق آخر منتخب عربي ظفر باللقب في نسخة 2007، حيث توج به بعد ذلك على التوالي منتخبا اليابان وأستراليا، قبل أن يتفوق «العنابي» على نفسه، ويعيد اللقب للعرب.وفوت منتخب اليابان على نفسه فرصة توسيع فارق الألقاب مع مطارديه على لائحة الأبطال، برغم بقائه في الصدارة بـ4 ألقاب، يليه منتخبي السعودية وإيران ولكل منهما 3 ألقاب.
وسجل أهداف قطر كل من، المعز علي، عبد العزيز حاتم، أكرم عفيف، في الدقائق (12، 27، 83)، بينما أحرز تاكومي مينامينو هدف اليابان الوحيد، في الدقيقة 69.. شهدت المباراة النهائية تسجيل 4 أهداف، ليرتفع عدد الأهداف المسجلة مع ختام البطولة إلى 130 هدفا، في 51 مباراة.
فيما كان توزيع أهداف البطولة بالنحو الاتي: 36 هدفاً في الجولة الأولى، و30 هدفا في كل من الجولتين الثانية والثالثة، و17 هدفا في ثمن النهائي، و6 في ربع النهائي، و7 في نصف النهائي، و4 في النهائي.
ضربة جزاء واحدة احتسبت في المباراة النهائية وترجمها أكرم عفيف لصالح قطر بنجاح في مرمى اليابان.. وخاضت المنتخبات العربية في البطولة 35 مباراة، سجلت فيها 56 هدفا من أصل 130 هدفا مسجلا.. اما المهاجم القطري المعز علي عبد الله، فقد تُوج هدافا للبطولة برصيد 9 أهداف، ليحافظ على زعامة المهاجمين العرب في النسخ الأخيرة للائحة هدافي البطولة.
إلى ذلك، أطلق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استفتاء للجماهير لاختيار أفضل هدف في نهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات.وأسدل الستار على كأس آسيا، عبر تتويج منتخب قطر بلقبه الأول في البطولة القارية، بعد الفوز على اليابان 3/ 1 في النهائي.
وضمت قائمة الأهداف المرشحة، هدف الهندي سونيل تشيتري في مباراة المجموعة الأولى أمام تايلاند وأيضا هدف الصيني وو لي في مباراة المجموعة الثالثة أمام الفلبين.
كما ضمت القائمة هدف العراقي مهند علي في مباراة المجموعة الرابعة أمام اليمن وانضم الفيتنامي نجوين كوانج هاي إلى القائمة بهدفه في مباراة المجموعة الرابعة أمام اليمن.وتضمنت القائمة أيضا هدف الياباني تسوكاسا شيوتاني في مباراة المجموعة السادسة أمام أوزبكستان وأيضا ضمت الأردني بهاء عبدالرحمن في مباراة دور الـ16 أمام فيتنام.
إلى جانب هدف القطري عبدالعزيز حاتم في مباراة دور الثمانية أمام كوريا الجنوبية وشارك نجم المنتخب القطري المعز علي في القائمة بهدفين، الأول الذي سجله في شباك الإمارات في الدور قبل النهائي وكذلك هدفه في المباراة النهائية أمام اليابان.. كما انضم هدف القطري عبدالعزيز حاتم في المباراة النهائية أمام اليابان إلى القائمة أيضا.
ونجحت نهائيات كأس آسيا لكرة القدم 2019 بالإمارات، في تحطيم كل الأرقام القياسية من ناحية استقطاب متابعة الجماهير عبر القنوات الرقمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.وسجلت البطولة أكثر من 836.8 مليون تفاعل، لتحقق أرقاما بلغت أضعاف النسخة الماضية عام 2015 في أستراليا.وكان الحضور الأكبر عبر صفحة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على فيسبوك، والتي سجلت 169.4 مليون تفاعل، وبرقم يبلغ 15 ضعف النسخة الماضية التي سجلت 11 مليون تفاعل.
وفي المقابل، شهد موقع تويتر تسجيل 106.5 مليون تفاعل، مقارنة بثلاثة ملايين في النسخة الماضية.
وكان الارتفاع الأكبر، عبر الحساب الرسمي على إنستجرام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي سجل رقماً بلغ 132.4 تفاعل، مقارنة بمليون واحد فقط في أستراليا، إلى جانب 52.8 مليون انطباع على قصص إنستجرام.وفي المقابل، حقق الموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي، والذي شهد تحديثاً شاملاً قبل شهر على انطلاق البطولة، إقبالاً كبيراً من الجماهير التي زارت الموقع من أجل الحصول على الأخبار الحصرية والتقارير الشاملة للمباريات.وسجل الموقع زيادة أكثر من 15 مليون زيارة صفحة عن النسخة الماضية قبل 4 سنوات.
وحققت البطولة التي استمرت 28 يوماً، نجاحاً كبيراً على اليوتيوب، مع تسجيل 42.5 مليون دقيقة متابعة، وفي الصين سجلت البطولة أكثر من 50 مليون انطباع عبر موقع ويبو.
وقال داتو ويندسور جون، أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: «أنماط خيارات جماهير كرة القدم في الوقت الراهن تواصل التغير بسرعة، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم من خلال قنواته الرقمية يقوم بتوفير خدمات متطورة بشكل كبير من أجل تلبية احتياجات الجماهير».وأضاف: «طموحاتنا في كل بطولة أن نترك إرثاً يفوق ما تحقق في النسخة السابقة، ومئات الملايين التي تفاعلت مع المستويات الراقية في البطولة، تعبر عن التطور الكبير الذي تحققه كرة القدم الآسيوية».
وأوضح: «سنواصل تطوير وتعزيز قنواتنا الرقمية، ضمن عملنا المتواصل لتحقيق رؤيتنا في المحافظة على مكانة كرة القدم كرياضة أولى في قارة آسيا».
وبرغم مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس آسيا، نالت عملية التنظيم الإماراتي للنسخة الأخيرة من البطولة، إشادات بالغة من جميع المشاركين فيها على مدار نحو 4 أسابيع أقيمت فيها فعاليات هذه النسخة.
وكان تنظيم النسخة السابعة عشرة، بمنزلة تحد كبير في ظل المخاوف التي سبقت البطولة، من تأثير زيادة عدد المنتخبات المشاركة على جودة التنظيم أو على الناحية الفنية.
ولكن الإمكانيات التي وفرتها الإمارات العربية المتحدة للبطولة، والاستادات الرائعة التي استضافت المباريات كانت كفيلة بخروج هذه النسخة بشكل ساحر، أشاد به الجميع سواء من المشاركين في فعاليات البطولة أو الجماهير أو الإعلاميين.
وشارك في استضافة البطولة، 8 استادات نالت إعجاب المشاركين والجماهير، خاصة في ظل السهولة الواضحة في الدخول والخروج من الاستادات بشكل انسيابي كان له أبلغ الأثر في استمتاع الجماهير بالمباريات.
وبرغم ارتفاع عدد الصحفيين المشاركين في تغطية أحداث البطولة لأكثر من 1600 صحفي وإعلامي، كانت الإمكانيات المتوافرة وفي مقدمتها المراكز الصحفية بكل من الاستادات الثامنة مؤشرا مبكرا على نجاح البطولة وتنظيمها في إبهار الإعلاميين.