يبحث عن كلكامش
حاوره سمير خليل:
كريم كومفيك، نجم اعلانات في التلفزيون السويدي، صوره تحتل امكنة مهمة في الشوارع ومحطات المترو، اينما حل وسار يحيط به المعجبون والمعجبات من كل الاعمار، ويتزاحمون من اجل التقاط الصور معه، او التوقيع على اوتوغرافاتهم الخاصة. هو طارق الخزاعي، كاتب ومخرج وممثل مسرحي، اضافة الى انه محترف في رياضة المبارزة، ويحمل شهادات تدريبية فيها.
غادر العراق صوب المجهول، لكنه استقر في السويد، البلد الذي احتضنه واحتضن مواهبه، طارق عبد الواحد الخزاعي او كريم كومفيك يتناول هنا تجربته.
كيف طرقت باب الاعلانات في بلاد الغربة؟ كيف كانت التجربة الاولى ومن منحك اياها؟ وما سر اسم الكومفيك المرافق لاسمك؟
– « لصديقي الفنان المخرج والناقد المسرحي عصمان فارس فضل بذلك، حيث كنت أرافقه كنجم أعلان تلفزيوني معروف، ثم أتت الفرصة الرائعة التي تمثلت برغبة شركة الكومفيك السويدية بالعثور على فنان خاص لها في الأعلانات، وتم اختبار130ممثلا سويديا ومهاجرا من أصول متعددة، ومنهم عراقيون وعرب، واستمر الاختبار ثلاثة أسابيع، واستطعت ان احرز الترتيب الأول على الجميع مع الممثل السويدي كرستر أنستكروم، وهكذا تم أختيارنا كممثلي أعلانات لشركة الكومفيك بعقد لمده خمس سنوات، اما اسم كومفيك فيعود لاسم الشركة «.
هل واجهت صعوبات في عملك ؟
-» لم أواجه أي صعوبة في الأداء الأعلاني أطلاقا، ولكني واجهت صعوبة في عملية اللفظ الموسيقي للمفردة السويدية، وسرعان ما تغلبت عليها وفوجئت بأن الناس يحبون لكنتي السويدية المشبعة بروح عراقية».
اي الاعلانات تعمل بها؟ وهل تعبر اعلاناتك حدود السويد؟
-» أعلاناتي تطرح بنحو جديد في طريقة الإعلان، اذ تستند الى نشر المحبة بين الناس، ومن دون أطراء وتضخيم للإعلان، واخر الثواني نذكر الأعلان، وهي خاصة لشركة تيليا 2 المتفرع منها شركة الكومفيك، وهي شركة عالمية سويدية للاتصالات في 120 دولة بالعالم، وباسعار رمزية، وأحيانا مجانية خلال المناسبات للمشتركين».
وهل نفذت اعلانات باللغة العربية؟ او لغة اخرى غير السويدية؟
-» أعلاناتي باللغة السويدية، ولكن أحيانا تدبلج بلغات البلدان التي يوجد فيها فروع للشركة عبر بثها من خلال التلفزيون، ولذلك يشاهدوني من خلال لغاتهم الوطنية، وأحيانا أفاجأ بسياح من الصين أو ألمانيا أو فرنسا أو أفريقيا يودون التصوير معي للذكرى حين ألتقيهم».
كيف هي علاقتك بالناس ؟ وكيف تقبلوك وانت الغريب عنهم؟
-»لا أبالغ أذا قلت بثقة، شعبيتي واسعة بين الشعب السويدي من كل الأعمار والمدن مثلما يتجمعون حول ملك، أو نجم عالمي مشهور، مدفوعين بالحب وحده، والأعجاب الكبير، وهي محبة حصدتها معنويا وحصدتها شركات الأعلان ماديا بسبب الأرباح التي تتجاوز أرقاما قياسية. ويشهد المخرج العراقي د طارق الجبوري على هذه الجماهيرية في أثناء صحبته لي خلال تواجده بالسويد، وبالعاصمة ستوكهولم خلال مهرجان فني واخرين ممن وفدوا السويد مثل الدكتور الفنان حكمت داود جبو، الذي كان يشغل منصبا رفيعا بالسفارة العراقية في ستوكهولم».
علاقتك بالعراقيين والعرب كيف هي ؟ وهل توجد محطات تلفزة عربية في السويد ؟
-» هم مصدر فخري ومباهاتي، والمشجعون الأوائل في تقديم الأفضل، الى حد أني اتكلم العربية في الاعلان السويدي، والذي يبث الى دول كثيرة في اوروبا وأسيا واميركا مع نجوم كبار، أكون أنا الأول مع صديقي الممثل كرستر، ولاأخفي أني أحضر أفراحهم وأعراسهم وأعياد ميلادهم وخاصة الأطفال الذين يحتفظون في قلوبهم بحب كبير لي، للأسف لاتوجد محطات تلفزة عربية بفعل تكلفتها وأتجاه رأس المال العربي للتجارة، ونسعى كفنانين لتأسيس شركات خاصة لكنها لاتلبي الطموح».
غادرت العراق وانت تمتلك سيرة مسرحية رائعة، ولديك تجارب مسرحية في العراق، هل عملت بالمسرح هناك؟ وهل قدمت او اسهمت بحركة المسرح السويدي؟
-* شكلت عام 2013 فرقة مسرحية شاركت في عدة أحتفالات وطنية وجماهيرية باللغة السويدية للشباب والأطفال، وقدمنا مسرحيات مثل ( الأرنب الصغير) مع الممثلة السويدية كورين نيكتيوس، ثم مسرحية (شهريار وشهرزاد)، و مسرحية (أحدب بغداد) التي كتبتها وأخرجتها ومثلت فيها مع الفنانين العراقيين في السويد كالممثل المبدع محمد صالح، وفارس السليم، ونادية لويس، وآية الزبيدي، ونور البغدادي. وقدمت مشاهد من مسرحية ( كلكامش) مع الفنان فارس السليم على أثر محاضرة لبروفسور سويدي، وللأسف أن المسرحيات العربية لا يحضرها الجمهور العربي، في حين أن المسرحيات السويدية تلاقي جمهورا واسعا من الكبار والشباب والأطفال، والحجز لمشاهدتها يتم قبل أسبوع وبأسعار مابين الخمسين والمائة دولار للشخص الواحد، ويكفي أن أقول أن بناية المسرح الثقافي السويدي تتكون من خمسة طوابق وتحوي على 12 قاعة عرض مع مطاعم، وغرف خاصة لعربات الأطفال، ولعب ودمى لهم، وغير ذلك من الخدمات»
وأضاف: « المسرح السويدي مسرح متقدم حضاريا جدا، وحلمي أقتحام منصته، وهذا تطلب مني قراءات لنصوص سويدية، ومشاهدات مسرحية مع صديقي الناقد البارع والمتخصص بالمسرح السويدي الفنان العراقي المغترب عصمان فارس أمتدت 18 عاما لأخرج بنص حضاري وعالمي باللغة السويدية هو (سفر الخلود- كلكامش) وسلمته بيد مديرة المسرح السويدي ( هيلين سيث )، والتي أعجبت به وشكرتني، لكنها أعتذرت عن انتاجه بسبي تخوف المخرجين السويديين من اخراج عمل بهذه الضخامة، والتي تتطلب ممثلين ذوي أجساد رياضية، وتكلفة مادية كبيرة، لكنها طلبت مني كتابة نصوص معاصرة عن حياة المهاجرين بالسويد، وما زلت أمتلك العناد لأقتحام المسرح السويدي مثلما أقتحمت القنوات التلفزيونية السويدية بموهبتي وطاقتي الفنية» .
حدثنا عن أهم أعمالك المسرحية بالعراق ؟
« أهم أعمالي هي مسرحية ( أنهض أيها القرمطي هذا عصرك) من اخراج الفنان ليث الاسدي، و(النائب العريف حسين أرخيص) من أخراج الفنان محسن العلي، والتي استمر عرضها سنة كاملة، ومسرحية (الثائر يونس السبعاوي )، وأوبريت (هيلة والكمر ) الذي صاغ الحانه الموسيقار سليم سالم، وكتب أغانيه الشعراء الرائعون ربيع الشمري، وحسن الخزاعي، وبشير العبودي، وقدمت مسرحية (جدارا تشرق من جديد) في العاصمة الأردنية عمان، ومدينة بيشيلية في أيطاليا، وهناك عرضت بمهرجان البحر الأبيض المتوسط، وفازت بالمركز الأول، وقدمتها الفرقة المسرحية الملكية الأردنية، أما اعمالي الاخرى فهي ( الدم ينطق ياحلاج) وكانت من أخراج الفنان الراحل الدكتور عبدالمطلب السنيد، وبطولة الاستاذ الرائد الفنان سامي عبدالحميد، وريكاردوس يوسف، ومنعت من العرض والطبع، وبالمناسبة فأن مسرحية( أنهض أيها القرمطي هذا عصرك) التي قدمت عام 1977 القي القبض علي وعلى الممثلين الذين شاركوا فيها، ثم قدمنا للمحاكمة بمحكمة الثورة السيئة الصيت، ومعنا النقاد جمعة اللامي، وحسب الله يحيى، والمخرج ليث الأسدي، وكان لها ضجة فكرية وثقافية.
وقامت شركة الكومفيك بانتاج فلم عنها لمدة دقائق كلف مليوني كرونة سويدية تقديرا للفنان طارق عبدالواحد الخزاعي».