غنيت لبغداد ومصر والأغنية السورية فقدت هويتها الشامية

المطربة السورية بادية حسن:

حاورها سمير خليل
في سوريا العزيزة وعلى صدى الغناء الاصيل والقدود الحلبية، تبرعم صوتها متشربا بثقافة واحساس طربي، شذبت ذائقتها وربت صوتها على اسس موسيقية رصينة.
بادية حسن، صوتها وملكتها الغنائية، بادية وواحة من الألق الغنائي الجميل، تكتب وتلحن وتغني، مواهب متميزة، امرأة استمدت شجاعتها وهي تطرق باب الالحان والغناء من ثقة عالية بالنفس، تشبثت بأصالة الاغنية العربية وصدحت لعمالقة الشعر والغناء، كما تشبثت بوطنها واهلها في بلدها، غنت لضحايا الحرب والمنكوبين في سوريا. تؤمن إنّ الغناء للحب، السبيل للخروج من أزماتنا الراهنة، وكلما ضاقت علينا الحياة بما يسمونه التقدم التكنولوجي لاح التراث الموسيقى ملاذًا وملجأ لأرواحنا، وإنها لايصح ان تقدم للجمهور صوتها الا اذا كانت واثقة منه لانها تحترم الجمهور وتحرص على ان تقدم له الافضل فالجمهور العربي جمهور مثقف لأنه يستند على ارث ثقافي وفني عريق ومهم.
عن أزمة الغناء العربي اليوم تقول: الغناء ككل الفنون مرتبط بشكل وثيق مع الحقبة التاريخية والظروف العامة ومع طبيعة المجتمعات التي تحدد اختيارها لنوع الموسيقى التي تأنس لها وتحبها، وفي هذا الزمن فالواقع كله ليس بخير، نعم الغناء العربي اليوم في أزمة على مستوى الكلمات واللحن وحتى التوزيع مع بعض الاستثناءات طبعا

*والاغنية السورية؟
-“الأغنية السورية فقدت هويتها الشامية منذ زمن مثل كل الفنون بحكم تغير الأزمان وطبيعتها، منذ زمن طويل صار لدينا أغنية بهوية أوسع والموضوعات التي تطرح خرجت من البيئة الشامية وهذا شيء صحي وطبيعي لأن الزمن تغير وهذا ترتب عليه تغييرات في كل شيء، المهم أن يقدم عمل جميل تطرب له الأذن وتتفاعل معه ويكون بعيدا عن تخريب الذوق العام ولدينا في سوريا فنانين يحاولون جاهدين ان يقدموا اعمالا غنائية نظيفة بالرغم من كل هذا الخراب”.

*لديك تجربة في غناء قصائد لكبار الشعراء العرب، هل هي مغامرة ام ثقة بصوتك؟ وكيف استقبلت الاذن العربية غناءك للشعر؟
-“تناولي لنصوص كبار الشعراء طبعا كان مغامرة لأن تلحين نصوص لأدونيس ومحمود درويش وقاسم حداد والحلاج وغيرهم تضعك أمام تحد بأن يكون اللحن على مستوى قيمة النص وجماله، الأذن العربية ما زالت تواقة للشعر المغنى بدليل أنني وفي حفلاتي غنيت قصائد كثيرة ومنها أغنية مضناك “للشاعر الكبير احمد شوقي والتي لحنها الموسيقار الفذ محمد عبد الوهاب وما زال الناس يحبونها ويتفاعلون معها.
غنت بادية حسن اغان عراقية وغنت لمصر وبغداد، لان “لسانها عربي”، ولأنها تحب كل البلدان العربية “خاصة التي تستند على ارث حضاري ضخم كالعراق ومصر بحضارتيهما العظيمتين، فأنا ابنة بلاد الشام وجداتي زنوبيا وبلقيس”.

  • مع من تتعاملين من الشعراء والملحنين؟
    -“قسم كبير من أغنياتي أنا كتبتها ولحنتها كأغنية “شآم “التي وزعها الموسيقي العراقي السوري رعد خلف، وكانت مغناة لمحبوبتي دمشق وأغنية “شوبموت فيك” التي كتبتها ولحنها اللبناني ريان خالد الهبر، تعاونت أيضا مع ملحنين مصريين كالموسيقار سامي الحفناوي في أغنية اسمها “في القلب مصر” التي كتبتها ولحنها سامي الحفناوي ووزعها الدكتور ايهاب عبد السلام، وأخذت من الموسيقار السوري صفوان بهلوان أغنية “بقى من كلمة” كلمات الشاعر حاتم حسين والحان صفوان بهلوان و في رصيدي العديد من الأغنيات .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة