مواهب

من حق المتفوق في مجال اختصاصه أن يشير الى ذلك في التعريف بنفسه كأن يكتب الطبيب على عيادته أو اوراقه انه اختصاصي، أو تحديد مجال اختصاصه من خلال الشهادات التي حصل عليها.
وكذا الامر على الآخرين من اساتذة وعلماء وادباء وغيرهم، ولكن هناك ظاهرة جديدة أجدها على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً وهي ان الشخص يعرّف نفسه (وخصوصاً) الاناث، بوضع صفات (عليا) لا نعرف من اين جاءت.
لاحظت ذلك من خلال اطلاعي عبر الانترنت وبعض وسائل الاعلام أن شاعراً لا نعرف اسمه أو نتاجه يكتب أمام اسمه الشاعر أو الكاتب أو الاعلامي (أو جميعها)، ونحن لا نريد ان نبخس حق أحد في الاعلان عن امكاناته وابداعاته، ولكني كصحفي (عتيق) اتعجب عندما اجد ان شخصاً حديث العهد بالعمل يربط اسمه بكلمة الاعلامي أو الصحفي وغيرها من المسميات التي لم نصل نحن الى مستواها لحد الآن.
وكما حدث في عهود عديدة فرض بعض الاشخاص كمطربين ولا علاقة لهم بالطرب فيفجعونا باصواتهم المزعجة وأغانيهم الهابطة، وبدلاً من ان يقبضوا ثمناً على (جهودهم) فإنهم يدفعون الى الوسيلة الاعلامية من أجل الحصول على شارة (مطرب) وقد يكون عمله ايضاً لا علاقة له بالفن والموسيقا ولا يعرف السي من الدو!
المحرج هو انني اتلقى العديد من الرسائل من اشخاص من الجنسين طلباً للصداقة عبر الفيس بوك ولكني لا اجد الاسم الشخصي بل عبارة محطة الابداع او القلم الشريف وغيرها من الاوصاف التي يختارها الشخص لنفسه ولا ادري كيف تقبل صداقة شخص لا تعرف عنه سوى ما يطلقه من صفات ومواهب شخصية، وقد اجبت أحدهم بأني قضيت نحو خمسين سنة في ميدان الصحافة ولكني لا اقدم نفسي في وسائل الاعلام أو التواصل بمثل هذه الصفات واترك تقييم ما اكتبه أو اتحدث عنه الى المتلقي الذي هو (الحكم) على ما يقرأه او يشاهده من نتاجات الآخرين
.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة