عليها التكيف مع هذا «العصر الجديد»
متابعة ـ الصباح الجديد:
صرح المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن المنظمة المكلفة تخليص العالم من هذه الأسلحة التي ظهرت خلال الحرب العالمية الأولى، تمر «بفترة صعبة» بعد سلسلة من الهجمات وعليها التكيف مع هذا «العصر الجديد».
وقال فرناندو أرياس قبل أيام من اجتماع أساسي للمنظمة إن تزايد اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية أمر «مقلق»، من الهجمات الكيميائية المتكررة في سوريا منذ 2013 إلى تسميم عميل روسي بمادة نوفيتشوك في انكلترا واغتيال شقيق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ماليزيا بغاز الأعصاب «في اكس».
وكانت روسيا شبهت المنظمة في حزيران بسفينة تايتانيك «أثناء غرقها»، بعد قرار اتخذته غالبية الدول الأعضاء الـ193 بتعزيز صلاحياتها عبر السماح لها بتحديد منفذ أي هجوم كيميائي وليس الاكتفاء بتوثيق استخدام هذا النوع من الأسلحة.
وقبل شهرين من هذا القرار، أوقفت السلطات الهولندية وطردت أربعة عملاء روس كانوا يعدون لهجوم الكتروني ضد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعيد محاولة تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في سالزبري الذي اتهمت لندن موسكو بالوقوف وراءه.
وقال الدبلوماسي الإسباني «ما أريد قوله هو أن الشعور العام للدول الأعضاء هو أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف مدير المنظمة التي منحت في 2013 جائزة نوبل للسلام أن «ما نعيشه الآن موقت. النزاعات تبدأ وتنتهي لكن المنظمة تبقى».
وأكد أن «المنظمة هي أكثر من سوريا ، سوريا موضوع مهم بالتأكيد وسالزبوري موضوع مهم بالتأكيد ، لكنها (المنظمة) هي أكثر من ذلك».
وتابع «بدلا من أن نقول +لدينا الكثير من الصعوبات+ نتكيف مع هذا العصر الجديد».
ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مكلفة الإشراف على تطبيق إتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التنفيذ في 1997 وتمنع إنتاج وتخزين أسلحة كيميائية.
*حاجة إلى معدات
ساهمت المنظمة في إزالة 96 بالمئة من المخزونات العالمية المعلنة وكلفت تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي الموقع في 2013 الذي ينص على إزالة الترسانة السورية من هذه الأسلحة.
لكن استمرار الهجمات الكيميائية في سوريا وقضية تسميم سيرغي سكريبال دفعت الغربيين إلى تعزيز المنظمة.
وقال أرياس إن الاجتماع الذي يبدأ الإثنين المقبل في لاهاي يهدف إلى وضع الأداة التي تسمح بتحميل المسؤوليات في أي هجوم كيميائية، معتبرا أن ذلك «مهمة صعبة».
وأوضح أن المنظمة تقوم بإنشاء فريق لهذه المهمة في سوريا و»فريق للرد السريع» لقضايا استخدام أسلحة كيميائية «في أي مكان آخر في العالم». لكنه أشار إلى أن المنظمة تحتاج إلى «مزيد من الموارد والخبرات والمعدات».
وهددت موسكو التي تعارض اجراءات تعزيز المنظمة هذه بالانسحاب منها. وقال المدير العام إن روسيا «بلد مهم جدا ولعبت دائما دورا مهما في المنظمة».
وأضاف أنه لا بد من محاولة إبقاء الجميع في المنظمة أيا كانت درجة التوترات السياسية، مشبها دوره بدور «وسيط».
ومع إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى التي شهدت استخدام أسلحة كيميائية للمرة الأولى في 1915، أكد فرناندو أرياس ضرورة امتلاك معرفة تاريخية حول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال إن «الموت في هجوم كيميائي أمر مروع، علينا استخلاص العبر».
وأضاف أن تزايد اللجوء إلى هذه الأسلحة مؤخرا «مقلق بدون أدنى شك»، لكن «في الوقت نفسه لدينا أدوات لخفض المخاطر».