انتشار مكثف للقوّات البرية في الصحراء وطلعات جوية لتأمين الحدود

لمواجهة تداعيات ما بعد الانسحاب الاميركي من سوريا
بغداد – وعد الشمري:
أكد الحشد العشائري في محافظة الانبار، امس الاربعاء، أن القوات العراقية متأهبة لمواجهة اي خطر لتنظيم داعش الارهابي نتيجة الانسحاب الاميركي من الاراضي السورية، لافتاً إلى انتشار مكثف على الحدود بين البلدين، وتأمين كامل للصحراء بالقوات البرية والطلعات الجوية لتعقب أي تحركات مريبة قد تحصل.
وقال نائب قائد قوات الحشد في الانبار اللواء طارق العسل في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “انسحاب القوات الاميركية من الاراضي السورية له اثار سلبية كبيرة يمكن أن تلقي بضلالها على المنطقة باسرها”.
واضاف العسل، أن “قوات سوريا الديمقراطية (الكردية) كانت تمسك بمساعدة الجانب الاميركي مساحة واسعة تبدأ من دير الزوير وصولاً إلى تل كوباني على محاذاة الحدود العراقية”.
واشار، إلى أن “اي خلل أمني في سوريا له اضرار على العراق، لأن البلدين يشتركان بحدود طويلة سواء في الصحراء أو حتى على صعيد المدن”.
ولفت العسل، إلى أن “انسحاب القوات الاميركية من المنطقة السورية سوف يساعد تنظيم داعش الارهابي على ملء الفراغ وقد يتجه نحو العراق”.
وأورد القائد العسكري، أن “خططنا الامنية وضعت على اساس قواتنا وليس ما لدى الجوار من قوات، فنحن اليوم أمنّا الحدود بتشكيلات متعددة سواء التابعة لوزارة الداخلية أو الدفاع أو هيئة الحشد الشعبي”.
وأوضح العسل، أن “ما نعمل عليه الان هو اشراك المواطن في موضوع الامن، من خلال تفعيل الجهد الاستخباري، وتبادل المعلومات؛ لملاحظة أي تحركات مريبة سواء في عمق الصحراء أو داخل المدن”.
وتابع، أن “قواتنا عليها أن تستوعب الدرس الذي تلقته القوات الكردية في سوريا عندما قام الأميركان بتركهم يلاقون تنظيم داعش الإرهابي، وهذا جعلنا لا نعول كثيراً على الجهد الدولي ونبحث عن تطوير كفاءتنا القتالية لمواجهة العدو”.
وافاد العسل، بأن “الوضع مطمئن على الجبهة العراقية من خلال تأمين المنافذ الحدودية سواء بالقوات البريّة أو سلاح الجو، ولا نسمح باي خطر باتجاه اراضينا.
ويتخوف من “اطلاق سراح مئات المعتقلين من عناصر داعش لدى القوات الكردية في سوريا، من خلال اي عملية متقنة ينفذها التنظيم الارهابي، ومعلوماتنا تفيد بأنهم من جنسيات مختلفة”.
ومضى العسل، إلى أن “القوات وصلت مرحلة متقدمة من الجاهزية وهناك نية لدعمها بمزيد من الخبرات من خلال الاستعانة بدول مختلفة وعدم الاعتماد على معسكر دولي واحد في التجهيز والتدريب، وكل هذه الجهود تنصب في مواجهة اي خطر لتنظيم داعش الارهابي وغيره من العصابات الاجرامية مستقبلاً”.
من جانبه، ذكر القيادي الاخر في الحشد غسان العيثاوي أن “الاوضاع في محافظة الانبار بنحو عام مستقرة ولا توجد هناك تهديدات على المدن”.
واضاف العيثاوي، في تصريح إلى “الصباح الجديد”،، أن “القوات الامنية منتشرة ومتحسبة لأي طارئ، ولن تكون هناك انتكاسة اخرى كما حصل في عام 2014، فالوضع الان اصبح مختلفاً”.
ولفت، إلى أن “الانسحاب الاميركي قد يؤثر على الاوضاع في سوريا، أما داخل الاراضي العراقية، فأن قواتنا احكمت السيطرة على جميع المنافذ الحدودية”.
ويواصل العيثاوي، أن “طلعات جوية تجريها قواتنا لتأمين الحدود، وهناك عمليات نوعية بين مدة ومدة اخرى لمتابعة تحركات بقايا التنظيم في الصحراء اسفرت عن قتل العديد منهم”.
يشار إلى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعلن قبل ايام عن انسحاب قواته من سوريا ما ولد مخاوف من عودة خطر داعش في المنطقة وامكانية تمدده إلى العراق مرة اخرى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة