من اقل من 200 من المواطنين المصريين نالوا حقوق نهاية الخدمة في العراق (بحسب بيان ادارة هيأة التقاعد العامة) وهو امر طبيعي من زوايا كثيرة، اخذا بالاعتبار (اولا) بان العراق عضو في الهيئة الدولية ويعترف بقوانين الهجرة الضامنة لحقوق العمل والتقاعد والشيخوخة، وقد وقع على التزاماتها وكل ما تمليه على الدول الموقعة، و(ثانيا) ان ما يزيد على مليوني عراقي (بتقديرات خبراء) يتمتعون الآن بالحقوق التقاعدية في دول الهجرة والاقامة بما فيها مصر التي تحتضن الاف العراقيين يعمل بعضهم في مفاصل الدولة ويتمتعون بالخدمة التقاعدية، حالهم حال المصريين، عدا عن الدول الاوربية التي ينال جميع اللاجئين اليها حقوق التقاعد في نهاية الخدمة، او في حال بلوغهم سن الاحالة الى التقاعد، اسوة بمواطنيها الاصليين.
الى ذلك فان الحملة التي انطلقت بهدف حرمان المصريين الذين اقاموا وعملوا في العراق من حقوق العمل في مؤسسات الدولة انخرطت فيها أقلام متمرنة ودعاة بلا أدنى انصاف واصوات مبحوحة وغير مسؤولة ولا اخلاقية، وكل ذلك من على بعض وسائل التواصل الاجتماعي ووريقات ومنابر واصوات برلمانية من حوامل الخطاب العنصري وثقافة الكراهية.
وفي ثنايا هذه الحملة الجائرة، والمخزية، يظهر وكأن المصريين المائتين الذين نالوا حقوقا تقاعدية هم من اوصل العراق الى حال الضياع وانعدام الامن ، وهم، وليس غيرهم، من نهب ثروات الشعب ولقمة عيشه ونقل المنهوبات الثمينة الى خارج الحدود باكياس الزبالة، وكأن هذه العائلات المصرية الكادحة والمسالمة هي التي احتلت الموصل وجاءت بشذاذ الافاق الى حواضرنا الآمنة، وهي من اضرمت نيران الطائفية في ثيابنا وسممت العلاقات ما بين شرائحنا وادياننا واحيائنا ، وهي من نبشت القبور ومثلت بالجثث واقامت السيطرات الوهمية لقتل الآمنين.
المشكلة، ان اصحاب الحملة الغوغائية على مئتي مصري نالوا حقوقا تقاعدية عن عملهم في العراق لا تعنيهم، كما يبدو، استعادة ثروة البلاد المنهوبة من قبل دول يشار لها بالبنان، ومن اشخاص يتمتعون بحصانات لا يخترقها الرصاص، ولا يهمهم التدقيق والتأمل في مجموع ما يناله اولئك المصريين من دنانير عراقية، فان القضية برمتها اختزلت، على ايديهم، لتكون ورقة صفراء تحت عنوان: ضياع الثروة العراقية، فيما تلك الثروة اضاعها من اؤتُمن عليها.. وكان حاميها حراميها.
*****
مثلٌ جارٍ:
«إذا كنت لا تستحي فاعمل ما تشتهي».
عبدالمنعم الأعسم
معذرة للمصريين ..
التعليقات مغلقة