من يقف وراء الحرب النفسية ضد القوّات العراقية في حربها على داعش؟

بعد التهويل والتضخيم لقدرات التنظيم الإرهابي

ترجمة: سناء علي*

« دور التحالف الدولي لم يكن فعالاً في القضاء على داعش بل انه يحاول ومن خلال تصريحات القادة الاميركان تضخيم تلك الجماعات الارهابية وجعلها قوة لا تقهر , بل يحاول أن يظهرها بأنها تمتلك كل مقومات القوة العسكرية» هذا ما ابتدأت به الخبيرة في شؤون الجماعات المسلحة للدول الشرق اوسطية « لارا بيتر « تصريحها في سؤال تم طرحه من قبل مراسل الصحيفة حول هل توازي قوة داعش ما يهول له في الاعلام الاميركي والعالم ؟ كما عدت هذا التهويل « أحد الأسباب التي مكنت مجاميع داعش من السيطرة على مدينة الرمادي والتي اشارت الى ان بغداد ليست عصية على تلك المجاميع . على الرغم من ان بغداد بوقتها كانت محصنة بعدة أطواق أمنية مما يجعلها عصية, كما ان هذا التهويل لم يتطرق على الاطلاق الى أن الجيش العراقي بدأ يستعيد زمام المبادرة في محافظة الانبار بعد تحقيقه عدة انتصارات بمساندة الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي.»
كما شددت بيتر على « ضرورة التعاطي مع ضروف القتال ومواجهة عصابات داعش الارهابية بدقة من اجل التصدي الى الحرب النفسية التي يشنها الارهاب على القوات الامنية والمواطنين. كون هذه الشائعات ليست سوى خدمة مجانية للعدو في حربه النفسية ضد الشعب العراقي, كما أن الحرب على الإرهاب تحتاج الى مستويات عدة من المواجهة من بينها الإعلام والحرص على التصدي للحرب النفسية ورفع معنويات الجيش العراقي، وهذه مسؤولية الجميع.»
واضافت إن»العصابات الارهابية باتت تعرف مدى اهمية وسائل الإعلام في الترويج لإفكارها والسيطرة على نفوس الضعفاء، حتى باتت تجند اعداد كبيرة لادارة مؤسساتها الاعلامية التي تعتمد عليها بنحو اساسي».
وبينت أن»هذا الدعم الاعلامي الذي تقدمه مؤسسات «داعش» لعناصرها الارهابية، يجب ان يُقابل باعلام وطني يعتمد على المهنية في تفنيد ما تطرحه تلك وسائل الإعلام، على وفق طريقة علمية ومهنية , كما ان حرب الشائعة اصبحت اليوم بمنزلة الآلة العسكرية وهناك القدرات التقنية التي تنشر المعلومة المفبركة والكاذبة وتشوه الحقائق بسرعة فائقة «.
وأضافت أن «الماكنة الاعلامية التي تواجهها القوات الامنية في العراق اليوم من نوع خاص مما يتطلب منها الرد اعلامياً من خلال الوثائق والحقائق والتحليل وتفكيك الافلام والدعايات المفبركة».
من جانبه اشار « ادموند هيكل « الخبير في معهد مونتريال الاعلامي والمتخصص بدراسة علم الشائعات قائلا « الشائعة يعرفها بعض خبراء الإعلام والحرب النفسية على انها «خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بنحو سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم بانها صحيحة» وتستعمل في أغلب الاحيان في الحروب لتدمير نفسية العدو، فالشائعة أسلوب اعتمده تنظيم داعش الارهابي بكثرة في حربه ضد القوات الامنية والاثارة الهلع في نفوس المواطنين، داعياً إلى تشكيل خلية من خبراء الحرب النفسية ومختصين آخرين لتفنيد الشائعات التي تتعرض لها هذه القوات والعمل بالضد منها .»
كما اشار الى ان « استعمال الحرب النفسية وادواتها ضد القوات الامنية التي تحارب داعش في العراق له الدور الحاسم في حسم المعركة لصالح تنظيم داعش بأقل الخسائر من جهة، بوصفها نوع من أنواع القتال النفسي الذي يسعى لتحطيم الثقة في الذات الفردية،وطرح شعور بعدم الانتماء للوطن،مما يحدث خلل وانفعالات عديدة لدى الافراد بعدم السيطرة على نفسهم ،وادخال هذه القوات في اسلوب صراع الشائعات والدعايات التي تطلقها الغرف المخابراتية من جهة اخرى،لقياس مدى الاستجابة للرفض والقبول وتأثيرها عليه.»
كما شار الى ان « مجاميع داعش الإجرامية يسعون جاهدين إلى كسر معنويات الأبطال في الجيش والحشد الشعبي بأي طريقة كانت», لافتاً إلى أن» الوسيلة التي يعتمدها داعش بهذا الجانب هو بث الشائعات الكاذبة من خلال وسائل الإعلام او مواقع التواصل الاجتماعي, كما ان هناك من يروج لهذه الشائعات لكن يجب الوقوف ضدها بحسم .»
هيكل من جانبه اثنى على الروح المعنوية التي يتمتع بها المقاتل العراقي مشيراً الى ان صمود هذا المقاتل أدى إلى انهيار في معنويات عصابات داعش الإجرامية حيث لم يعد أمامهم سوى تسريب الشائعات غير الواقعية ليثبتوا وجودهم».
كما دعا الى «تشكل خلية من الخبراء في الحرب النفسية من الاطباء والمختصين لوضع حد في كيفية مواجهة الشائعات والتصدي لها».
وأكد» هيكل « على أهمية التحصين النفسي للمقاتلين ونبه إلى خطورة الحرب النفسية التي يشنها الإرهابيون وأصحاب الأجندات المريضة التي لم توفر جهوداً للنيل من إرادة القوات المسلحة العراقية بوجه الخصوص».
ودعا هيكل الاعلام الوطني ، إلى الرد على مروجي الشائعات، بالمعلومات والوثائق، ونشر انتصارات الجيش العراق، وتدريبات قواته، لأن الشائعة لا يمكن تفنيدها الا من خلال اعلام مقتدر ومؤسسات ذات قدرة عالية على تحقيق الانتصار على الشائعة واعلامها».
كما ذكر ان « 90% من حرب داعش تُدار عبر الانترنت، وهذا مانجح به هذا التنظيم، باحتلال محافظتي نينوى وصلاح الدين، عبر نشر مقاطع الفيديو والصور المفبركة، التي يستعملها من أرشيفه الإعلامي في سوريا، ونشرها على انها في العراق».
وتابع ان» تم التنبيه سابقاً من قبل مركزنا وعبر بحوث تم ايصالها للمعنيين في وقت سابق على ضرورة تدريب الجيش والشرطة واجهزة الامن الوطني، على مواجهة هذا الخطر الاعلامي، كونهم بأمس الحاجة الى ان نقابل تلك الشائعات بالحقيقة».

* عن صحيفة ناشونال ديلي نيوزبيبر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة