اتحاد أدباء البصرة يؤبن الشاعر حسين عبد اللطيف

البصرة – عباس محسن:
ضمن فعاليات إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة، وبالتعاون مع مينا كاليري للفنون التشكيلية التي يديرها الفنان التشكيلي العراقي عبد العزيز الدهر، أقيمت أمس الأول السبت، جلسة تأبينية للشاعر الراحل حسين عبد اللطيف (بمناسبة حلول أربعينيته)، ومعرض تخطيطات ورقية للفنان الدهر حمل عنوان (حياة…ورق) عن الراحل، إضافة إلى مشاركة الفنان علي مهدي بلوحة قدمها إلى عائلة الفقيد، وشهدت الجلسة التي أدارها د.عامر السعد الكثير من المداخلات والأوراق الاستذكارية.
إذ بدأت بكلمة رئيس اتحاد الأدباء في البصرة الشاعر كريم جخيور جاء فيها: «كنتَ هنا تجلس على الطرقات تقبع فينا نحن الذين مررنا عليك خفافاً و ثقالاً تعلمنا وأخذنا منك وكانت رفقتنا حسنة لا يخلو رقاص أيامها من عطل هنا غضب هناك ….».
وقد أسهم في الجلسة عدد كبير من الكتاب والشعراء وهم يلقون كلماتهم بحق الشاعر الراحل ويسردون ذكرياتهم عنه، فقد شارك الناقد إحسان وفيق السامرائي الذي قرأ د. عامر السعد كلمته بالنيابة عنه، والتي ودع فيها الراحل قائلاً: «وداعاً يا شاعر الغيمات الحزينة وقصيدة الرفض والتحدي وداعاً لروحك الممطرة وفاءً ومحبة …ها نحن اليوم وبعد أربعة عقود من رحلة الطواف والصمت والصراع والمرض نودع شاعراً أذابه المرض والألم وترك لنا تراثاً من الشعر والدراسات كما ودعنا من سنوات ..السياب والبريكان والخطيب»، ورفض السامرائي في ورقته بأن يكتفي الأدباء بتحويل أجساد زملائهم إلى بحوث ومهرجانات فهو تساءل عن جدية تعودنا – حسب تعبيره – دائماً أن نحتفل بموتانا أكثر مما نحتفل بأحيائنا. تلتها كلمة للشاعر كاظم الحجاج التي حملت عنوان «البصرة في المقهى» روى فيها ذكريات أسى الحروب التي مرّ فيها العراق والتي أكلت من أدبائها الكثير، جاء فيها: «…في البصرة لا ثلج .. كما في باريس.. هنا لا تمطر أصلاً حتى تبرد نار الحرب» ابن الزفرة أشعلها !» …أعني صدام لكن همساً، وأنا أضحك همساً أيضاً ..(فالقهوة).. أعني المقهى.. معتمة والمخبر لا ندري أين…..». إما الناقد جميل الشبيبي فقد بين في كلمة له إن «حياة الشاعر كانت بين مطرقتين قاسيتين جداً: عوزه المادي المزمن وكبرياؤه – الذي هو كبرياء شاعر متعالٍ على الهموم لكنه كان متوازناً مع نفسه، بعيداً عن السرب، يبتكر المسرات الخاصة به..». وأوضح د. سلمان الكاصد عمق تجربة الراحل والاختصار المتميز في أسلوبه الشعري الذي عدّه اختراعاً جديداً، فهو يخلق من الأسلوب اللانبطي أسلوباً نبطياً وحين يكتب قصيدته يعدّها القصيدة الأخيرة، ولكن تمتد به الحياة ليكتب قصيدة أخرى» حسبما أشار القاصد، أما د. حسن فالح فقد بيّن للحضور «الأيام التي عاشها مع الشاعر في مرحلة الدراسة، والعلاقة الجميلة التي ارتبط بها الراحل مع الشاعر القتيل ( محمود البريكان) وعلاقته الحميمة معه أيام الدراسة في معهد المعلمين». في حين كانت الورقة الاستذكارية الأخيرة للشاعر رمزي حسن.
وقد تضمنت الجلسة مشاركات شعرية لعدد من الشعراء البصريين، وهم: فوزي السعد، ومحمد صالح عبد الرضا ، وسعدون البهادلي، ومحسن ثامر، وعدنان علي شجر ، وكاظم مزهر، وعبود هاشم، ومن ثم اختتمت الجلسة بقراءة مؤيد حنون لإحدى قصائد الراحل والتي حملت عنوان ( ودائع).
وفي سؤال وجهناه إلى الرسام عبد العزيز الدهر عن إقامة هذا المعرض الفني وعن علاقته بالراحل أجاب:» الراحل ..من الشعراء المجيدين الذين تركوا بصمة ليس في الشعر العراقي فحسب وإنما في الشعر العربي وتربطني به علاقة جميلة، إذ واكبت مسيرته الشعرية وكنت متابعاً له، وكم تمنيت أن أخلد أعماله الشعرية رسماَ..إما هذا المعرض الذي حمل عنوان «حياة ورق» أردت فيه أن أعبر عن مسيرة المبدع في الحياة وتقاربها مع الورق، إذ لا يترك سوى أعماله المدونة والتي يستذكره بواسطتها الناس». وأفاد أخيراً رئيس اتحاد الأدباء في البصرة الشاعر كريم جخيور في لقائنا معه، عن «مسعى إتحاد الأدباء إلى استذكار الراحل في أحد مهرجانات المربد والسعي الحثيث لتسمية إحداها باسمه»، وقد بيّن عزم الاتحاد على استذكاره أدبياً بطباعة أعماله الإبداعية ليعرف الجميع من هو الراحل شعرياً، والسعي إلى الاستفادة من تجربته الشعرية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة