تابعة الصباح الجديد:
دعا وزير وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، المجتمع الدولي إلى تحالف متين لمجابهة خطر تنظيم «داعش», الذي أصبح بين ظهرانينا وأخذ يتمدد, وجاء ذلك في مقال له نشر يوم الجمعة الفائت في جريدة نيويورك تايمز, حيث كتب:
في منطقة مستقطبة وعالم معقد، تشكل «داعش» تهديدا̋ موحدا̋ لمجموعة واسعة من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة. ما هو مطلوب لمواجهة رؤيتها العدمية وأعمال الإبادة الجماعية هو تحالف عالمي يستخدم الأساليب السياسية والمساعدات الإنسانية والاقتصادية لفرض القانون فضلا̋ عن المصادرالاستخبارية لدعم القوات العسكرية.
إضافة إلى عملياتها في قطع الرؤوس والصلب واعمال الشر الاخرى، التي أسفرت عن مقتل الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق ولبنان، بما في ذلك المسلمين السنة الذين تدعي الانتماء لمذهبهم، تشكل «داعش» تهديدا كبيرا حتى للدول من خارج المنطقة.
وهناك أدلة على أن هؤلاء المتطرفين، إذا تركوا بلا سيطرة، لن يرضوا بالتوقف عند سوريا والعراق. فهم اليوم أكبر حجما̋ وافضل تمويلا̋ في كيانهم الجديد, بقرصنتهم للنفط وعمليات الخطف والابتزاز لتمويل عملياتهم في سوريا والعراق. كما انهم مجهزون بالأسلحة الثقيلة والمتطورة التي نهبت من ساحة المعركة. وقد أظهروا بالفعل القدرة على اغتنام الاراضي والسيطرة عليها اكثر من أي منظمة إرهابية أخرى، في منطقة استراتيجية على الحدود مع الأردن ولبنان وتركيا وقريب بشكل خطير إلى إسرائيل.
وقد أظهر مقاتلي «داعش» وحشية وقسوة بغيضة. وقامو بذبح المسلمين الشيعة والمسيحيين في مسعاهم لفتح جبهة الصراع العرقي والطائفي على أوسع نطاق، واتباع استراتيجية مدروسة لقتل إخوانهم المسلمين السنة لتحقيق مكاسب على الارض .وقيامهم بجريمة قطع رأس الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، التي صدمت ضمير العالم.
مع استجابة موحدة بقيادة الولايات المتحدة وأوسع تحالف ممكن من الدول، لن يسمح لسرطان «داعش» بالانتشار في دول أخرى. العالم يمكنه مواجهة هذه الآفة، ودحرها في نهاية المطاف. «داعش» بغيض، ولكنه لن يقهرنا. ولدينا دليل فعلي في شمال العراق، حيث استطاعت الغارات الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة تغيير دفة المعركة، وتمكنت من توفير الفرصة للقوات العراقية والكردية للتقدم في الهجوم، فيما يعمل القادة العراقيين بدعم منا, لتشكيل حكومة شاملة وجديدة, الأمر الذي يعتبر ضروريا̋ لايقاف «داعش» وتأمين الدعم لجميع الطوائف العراقية.
ان الضربات الجوية وحدها لن تهزم هذا العدو, ولهذا نطالب العالم باستجابة أكبر. نحن بحاجة إلى دعم القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، الذين يواجهون «داعش» على الخطوط الأمامية. نحن بحاجة إلى تعطيل قدرات «داعش» والتصدي لرسالتهم المتطرفة في وسائل الإعلام. ونحن بحاجة إلى تعزيز دفاعاتنا والتعاون لحماية شعوبنا.
سنلتقي الاسبوع المقبل وزير الدفاع تشاك هاغل وانا، على هامش اجتماع قمة حلف الاطلسي في ويلز، مع نظرائنا الأوروبيين, بهدف تفعيل أوسع مساعدة ممكنة. ونخطط «السيد هاغل وانا» عقب الاجتماع للسفر إلى منطقة الشرق الأوسط لتفعيل المزيد من الدعم للائتلاف بين الدول التي يحيطها التهديد بشكل مباشر.
تكتيكات «داعش» البغيضة , دعت الجيران من ذوي المصالح المتضاربة عادة̋ لدعم الحكومة العراقية الجديدة. ومع الوقت، يمكن أن يبدأ هذا التحالف بالتصدي للعوامل الكامنة التي تغذي «داعش» ومنظمات إرهابية أخرى تتبنى اجندات مشابهة.
بناء التحالف هو عمل شاق، ولكنه الوسيلة الامثل للتعامل مع العدو المشترك.
وسيهزم المتطرفين فقط عندما تتحد الدول المسؤولة وشعوبها لمواجهتهم.