الـ»سوشال ميديا» تصنف الحادث «طائفياً»
بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:
أثارت قضية الشاب سداد، الذي اختطف وقتل، بعد استدراجه من فتاة تنتمي لعصابة منظمة، الكثير من الجدل في أوساط البغداديين.
وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية فضله عدم ذكر اسمه، في تصريح إلى « الصباح الجديد «،» أن مفارز الشرطة القت القبض على العصابة المتكونة من ثلاث أشخاص بينهم امرأة، شاركوا في قتل الشباب سداد سعد (25سنة ) في منطقة حي العدل «.
وتابع المصدر، «ان القاء القبض تم من خلال قتل عقيد في منطقة بوب الشام، وفي أثناء التحقيق معه اعترف بعدة جرائم منها مقتل سداد، وقام بالإبلاغ عن وجود شخص مشترك معهم، وهو جندي في معسكر التاجي، وشخص اخر كان حاضراً لمدة يومين في مجلس عزاء سداد يدعى (مصطفى)، وهو احد أصدقاء سداد الجدد اشترك معهم وحضر (الفاتحة)،وبعدما اعترف القاتل، وقامت قوة أمنية بدهم مجلس العزاء وإلقاء القبض على مصطفى.
وأضاف المصدر «هناك تهويل إعلامي كبير حول القضية، بينما تمر علينا ابشع واعقد من تلك الجريمة».
ونوه المصدر إلى أن «احد أفراد العصابة (عسكري)، والذين كان له دور كبير في تسهيل الأمور لارتكاب الجريمة «.
وسداد شاب من مواليد بغداد1983، يسكن حي الجامعة، تخرج من جامعة بغداد كلية الإدارة والاقتصاد عام 2012، قتل على يد عصابة، لكن اختلفت قصته تماما عن باقي أعمال القتل.
تقول الرواية الأولى، «عمل سداد منذ عام 2008 في بيع (السماعات الصغيرة) لطلاب السادس الإعدادي، وكان قد اتفق مع احد الأساتذة ليقوم بتسريب الأسئلة له أثناء بدء الامتحان فيقوم سداد بالاتصال بالطلاب عن طريق هذه (السماعات) ليعطيهم الأجوبة فيحصل على مبالغ مادية كبيرة، وبعد مرور مدة على اشتغاله بهذا العمل تعرف على فتاة تدعى(حنان)، التي كانت تعمل (سمساره)، وعرض عليها العمل معه وترك عملها السابق».
وافقت حنان على عرض سداد وبدأت العمل وأصبحت تتصل بالفتيات وهو يتصل بالشبان ليحصلوا مقابل ذلك على اجر مادي معين.
مرت أيام طويلة على عملهم معاً حتى جاء احد أصدقاء سداد ليخبره بأن حنان تعمل مع عصابة قتل فعليك الحذر منها وهنا قرر سداد ان يقيل حنان من عملها واستمر ذلك لمدة سنوات.
واستمر سداد في عمله حتى اتصلت به حنان في أحد الأيام لتخبره بأن لديها طلابا من المحافظات يريدون (السماعات) كان سداد حذرا منها فقرر مقابلتها في احد المطاعم العامة، وتم اللقاء وشرحت له قصة هؤلاء الطلبة.
وفي اليوم التالي اتصلت به حنان مجدداً وأخبرته ان الطلبة جاءوا إلى منزلها ليحصلوا على السماعات فقرر سداد الذهاب إلى منزل حنان والتقى بها في الزقاق المقابل لدارها.
وركبت حنان مع سداد في سيارته وأثناء سيرهم داخل الزقاق خرج شخص يدعى (احمد) وكان يحمل مسدساً (كاتم الصوت) شهر السلاح بوجه سداد ودعاه للنزول من سيارته والصعود في صندوق السيارة وسارو به لمسافة وبعدها قام احمد بأطلاق النار عليه وغلق صندوق السيارة ومن ثم الهروب، وخلال هذه الأثناء شاهد ساري شقيق سداد حنان وهي تسير بالقرب من السيطرة فركض باتجاهها وقام بضربها حتى اعترفت بالحادثة وقالت «لقد قتله احمد وهرب».
وتروي الحكاية الثانية من احدى أقرباء المغدور، «اتصلت به صديقته القديمة طالبة اياه بمساعدتها، حيث أخبرته أنها وقعت بمشكلة كبيرة ويجب عليه الذهاب لمساعدتها «
وتابع احدى أقربائه المغدور، في حديث لـ»الصباح الجديد», «اتصل سداد بخطيبته، وقال لها انه ذاهب لحل مشكلة، ولم يكن يعرف بان هناك اتفاق مسبق بين العصابة لقتله».
وعند ذهابه الى المكان المحدد، تفاجأ سداد بوجود شباب في المكان اقتادوه لمكان مجهول «، مستدركا بالقول «أثناء وضع سداد في صندوق السيارة استطاع إرسال رسالة لصديقه حيث كان مضمون الرسالة (اني انباعيت، باعتني حنان)، منوها الى «معرفة القضية من خلال الرسالة التي أرسلت الى صديق سداد، عن طريق ابلاغ الشاب الشرطة، وتم حجز المدعوة حنان بمركز الشرطة، فيما وجد سداد مغدورا «
وفي المقابل بدأت ردود افعال متفرق في صفحة « التواصل الاجتماعي»، حول القضية وذهبت الى ابعاد طائفية من قبل بعض وسائل الإعلام، وتبينت فيما بعد انها جريمة جنائية وحسب.
بعض التغريدات في صفحة التواصل الاجتماعي التي نشرت حول الموضوع، قالت ان «السبب الرئيسي يعود الى عائلة الشاب، وعدم مراقبته بشكل صحيح، حتى ادى في نهاية الامر الى قتله بهذا الشكل المروع، والسبب الثاني إقامة علاقة مشبوهة».
ويرى احدهم «انه هناك تهويلا كثير لمقتل هذا الشاب الذي ذهب وراء نزواته والتي قادته الى حتفه، ولم ارى هالة اعلامية كبرى حول الانفجارات التي تحدث والمواطنين يقتلون بالمئات «،أما الاخر يرى « وجود علاقة سابقة كبيرة بين المجني عليه والجاني، مما ادت في النهاية انتقام المجرمة (حنان ) بهذا الشكل من الشباب فكان الرد الانتقام «.
وفي المقابل داعى نائب رئيس جمعية حقوق الانسان أن عملية الخطف والقتل المنتشر الان في بغداد هي للأثارة الفتنة، والانفلات الامنية نتيجة عدم تشكيل الحكومة لحد الان «.
وقال نائب رئيس جمعية حقوق الانسان حاتم السعدي الى «الصباح الجديد»، إنه «يتطلع لتنامي دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في ادارة العراق ومؤسساتها لتمارس مهامها كقوى ضغط من جهة ورصد ومراقبة البلد الذي هو في غاية الخطورة والتعقيد، هذا ما نتجت عنها اجتماع لأكثر من 70 منظمة للمجتمع المدني، لتدارس الوضع الجاري وخطورته من قتل وخطف وارهاب المنتشر حاليا».
وتعهدت المنظمات بتشكيل حكومة جديدة مسؤولة امام المواطنين العراقيين لسلطة دولة مدنية وتوجهات ديمقراطية ترسخ لمبدأ دولة المواطن الحر ومؤسسات وطنية مستقلة.