جهات متعددة هبّت لمساعدة أهل البصرة بتوفير بدائل للماء المالح
البصرة – سعدي السند:
بعد أن بلغت الملوحة ذروتها في مياه شط العرب وأصبح معدّل الملوحة فيه لايطاق ابدا وأصبحت مياهه غير قابلة للأستهلاك البشري مع موت الكثير من المحاصيل الزراعية والمواشي والأسماك ، بادرت جهات حكومية وشركات خاصة بالعمل على تهيئة بعض البدائل المتاحة مع الاسهام مع الدوائر ذات العلاقة في البصرة لمعالجة بعض المشاريع التي تضخ المياه الى مناطق البصرة وتصليح المعدات او شراء معدات جديدة ونصبها للأسراع في ضخ مياه صالحة للأستهلاك بشكل مؤقت لحين انجاز المشاريع الكبيرة التي ستضخ عند انجازها مياها نقية.
وزارة النقل أنموذجا
«الصباح الجديد» تسلط الضوء على هذه الوزارات ومؤسساتها ودوائرها في البصرة والتي هبّت لمساعدة أهل البصرة بتوفير بدائل عاجلة ونبدأ اليوم بوزارة النقل التي كان لها حضورها منذ بداية الأزمة للتخفيف من أزمة الماء التي تعرضت لها البصرة ومازالت ونزول ملاكاتها الى ميدان العمل الفعلي ليكونوا في خدمة البصرة ودوائرها المعنية بالماء فبتوجيه وزير النقل الكابتن كاظم فنجان الحمامي ، ومتابعة مدير عام الموانئ عزيز العبيدي، وإشراف مدير الانقاذ البحري، قام الغواصون التابعون للموانئ بادامة وتأهيل واعادة اعمار للكثير من محطات التحلية في محافظة البصرة ، وقاموا بتنظيف فلاتر وممرات دخول المياه، وتخليصها من الطحالب والعوالق، والاهتمام بهذه المحطات التي توفر المياه العذبة من مشروع البدعة كما أجرى غواصو الموانئ الكشف على اثنين من الأنابيب المغمورة تحت الماء، والواصلة من جهة سايلو البصرة الى منطقة التنومة في قضاء (شط العرب)، بطول 800 متر لكل أنبوب، والتي كانت معطلة منذ سنوات، وتبين من خلال الكشف وجود اضرار كبيرة، وتولت الفرق الهندسية في البصرة معالجتها وصيانتها وتأمين تدفق المياه من خلالها وتحركت الرافعة (حمرين) لترفع وتنتشل الأنابيب المعطوبة، التي استبدلت بأخرى جديدة وراح الرجال الأبطال يعملون في جوف الأعماق السحيقة في الليل والنهار من أجل ضمان تدفق المياه نحو مدينة التنومة وواصلوا تنفيذ اعمالهم تحت الماء لفتح الانسدادات في فتحات مضخات محطة (R0).
شاحنات النقل توصل المياه المعبأة والأدوية والأنابيب والمعدات المطلوبة
كما ارسلت وزارة النقل وبشكل عاجل ( 50 ) شاحنة محملة بالماء الى البصرة، وأكد عماد عبد الرزاق الأسدي رئيس مجلس الإدارة المدير العام للشركة العامة للنقل البري خلال إجتماع حضره ممثلو الشركات المؤتلفة مع النقل البري على أهمية تنفيذ توجيات وزير النقل وبشكل عاجل بضرورة توفير كل أشكال الدعم لأهالي البصرة والعمل على تزويدهم بالماء وبكميات كبيرة لتخفيف معاناتهم والشعور بالمسؤولية تجاه توفير الخدمات لمدينة البصرة التي قدمت الكثير من التضحيات طيلة السنوات الماضية ، وانطلقت طلائع الحملة في بداية المبادرات بوصول أربع شاحنات محملة بالماء منطلقة من محافظة ديالى ، فيما انطلقت من محافظة الديوانية ثلاث شاحنات آخرى وعززت الحملة ب(١٢) شاحنة منطلقة من بغداد لتسهم في اطفاء ظمأ البصرة الفيحاء وتسابق رجال وزارة النقل من تشكيلات النقل البري مع مديرهم العام عماد الأسدي وواصلوا تفريغ الأنابيب الكبيرة المخصصة لمشاريع المياه العذبة في مدينة البصرة وظلت وزارة النقل تواصل دورها وهمتها في تحمل أعباء وواجبات نقل المساعدات الطبية، ونقل رزم المياه العذبة الى مدينة البصرة ومواصلة انطلاق عشرات السيارات الحوضية التابعة لوزارة النقل بالتوجه نحو البصرة لتوفير المياه العذبة، وتوزيعها بالمجان على الاحياء السكنية في عموم البصرة وتأدية هذا الواجب الوطني المقدس بكل محبة ووفاء ، وكذلك تكليف السفن المخصصة لجلب المياه بالتحرك نحو موانئ المنطقة للقيام بالمهمة نفسها وعلى جناح السرعة وتولت الشركات التابعة لوزارة النقل بتجهيز المناطق السكنية بأحواض ثابتة تُملأ بالماء العذب، من وقت لآخر، وبشكل دوري بحوضيات الوزارة .
لقاء مهم في شركة النقل البحري بحضور مختصين في إدارة وتشغيل محطات التحلية
وطرحت وزارة النقل الى جانب متخصصين في قطاع ادارة وتشغيل محطات تحلية المياه، اربعة مقترحات لمعالجة ازمة المياه في البصرة، تضمنت انشاء محطات تحلية على شط العرب، ومحطات اخرى متنقلة فضلا عن الاعتماد على الابار الارتوازية وزيادة الاطلاقات المائية.
جاء ذلك، على هامش الاجتماع الذي عقد مع عدد من المتخصصين في إدارة وتشغيل محطات التحلية، في مقر شركة النقل البحري بحضور ممثل وزير النقل في الأجتماع عبد الكريم كنهل المدير العام للشركة العامة للنقل البحري الذي ادار الاجتماع، وقال إن مقترح إنشاء محطات تحلية على شط العرب لعدد من المناطق البصرة هو الحل الأنسب حاليا لمعالجة مشكلة المياه وابعاد إضرارها الصحية التي تواجه المحافظة.
وأضاف المدير العام إن مقترح محطات التحلية نقل إلى وزير النقل الذي أعلن استعداد الوزارة لإنشائها وعلى حساب الوزارة ، مبينا ان من ضمن المواضيع التي طرحت في الاجتماع هو العمل على حفر الابار الارتوازية.
وتم الأقتراح بنصب تلك المحطات في منطقة ابو صخير لكونها منبع ماء كبير يأتي من منطقة البدعة ولاتوجد اي مشكلة في نصب المحطات في اي مكان وان البصرة بحاجة الى مليون متر مكعب يوميا من الماء الصالح للاستعمال البشري..
يشار الى ان وزارة النقل اعلنت استعدادها لشراء محطات لتحلية المياه في محافظة البصرة فيما دعت الجهات المختصة إلى حضورهذا الاجتماع الذي عقد في شركة النقل البحري بحضور الشركات المجهزة لتحديد النوعية المطلوبة من المحطات وحسم شرائها وتحديد أماكن لنصبها.
وكان وزير النقل كاظم فنجان الحمامي قد أعلن في الأيام الأولى لأزمة الماء بالبصرة عن استعداد وزارته لتجهيز مديرية الماء بأطنان من مواد تعقيم المياه كالكلور والشب.
وقام وزير النقل منذ الأيام الأولى بتكليف المهندس طالب عبدالله بايش للتواجد في محطات تحلية المياه وفي كل مكان يتطلب تواجده لكي يسخر طاقاته ويحوّل اقوال وزارة النقل الى أفعال وكل المقترحات الى تطبيقات عملية مثمرة ضمن حملة الخدمات التي تقدمها وزارة النقل وتشكيلاتها لأهل البصرة في ظرفها الصعب.