«احتكاك» إيراني – أميركي في مضيق هرمز

طهران تتخذ تدابير لمنع حركات إرهابية محتملة في البلاد

متابعة ـ الصباح الجديد:

بثّ التلفزيون الإيراني تسجيلاً مصوّراً يُظهر احتكاكاً في مضيق هرمز، بين بحرية «الحرس الثوري» وحاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس تيودور روزفلت». وتظهر في التسجيل زوارق سريعة لــ «الحرس» تقترب من حاملة الطائرات الأميركية. ثم يحذر البحارة الإيرانيون الأميركيين، عبر الاتصالات اللاسلكية، بوجوب الابتعاد عن قواربهم، وينصحونهم بـ «الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة في أي شكل».
على صعيد آخر، شكا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني النائب البارز حشمت الله فلاحت بيشه، من إهمال قوات الأمن في التصدي لهجوم الأهواز الذي أوقع عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، خلال عرض عسكري لـ «الحرس الثوري» الأسبوع الماضي.
وشاهد 92 نائباً ووزيرا الاستخبارات محمود علوي والداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، تسجيلاً مصوّراً عن الهجوم، أعدّته وزارة الاستخبارات والجيش الإيراني.
وأشار فلاحت بيشه إلى أن التسجيل أظهر أن «المصوّر توسّل قناصاً إطلاق النار على المهاجمين، لكن القناص انتظر أمراً من قيادته». وأضاف: «كان هناك ثمانية أو تسعة قناصة يستطيعون بسهولة قتل الإرهابيين خلال 30 ثانية، لكن أحدهم لم يصدّق أن هناك هجوماً إرهابياً، واعتقد بأن ما يُطلَق هو رصاصات فارغة. وحين رأى مقتل أفراد، لم يُطلق النار متذرعاً بأنه لم يتلقَ أمراً بذلك». واستدرك أن ذاك القناص «لم يُطلق النار حتى عندما صدر أمر بذلك».
ولفت النائب إلى أن جرحى في الهجوم يتمتعون بخبرة في قتال تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً انهم كانوا قادرين على «تجنّب المأساة» لو كانوا مسلحين.
في السياق ذاته، أعلن الناطق باسم هيئة رئاسة البرلمان بهروز نعمتي أن هجوم الأهواز مُدرج على جدول أعمال البرلمان، في جلسة غير علنية تُعقد غد الاثنين، في حضور وزيرَي الاستخبارات والدفاع. كما أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان النائب حسين نقوي حسيني، أن اللجنة أعدّت «دراسة شاملة عن حادث الأهواز»، لافتاً إلى «اتخاذ تدابير لمنع حركات إرهابية محتملة في البلاد». أما قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري، فشدد على أن قواته «لن تدع دماء شهداء حادث الأهواز تذهب هدراً، وستردّ مثل صاعقة مدمّرة على رؤوس الأعداء». على صعيد آخر، نفى وزير الصناعة والمعادن والتجارة الإيراني محمد شريعتمداري أنباء عن استقالته، معلناً «تدابير لتسوية مشكلات سائقي الشاحنات» المضربين عن العمل منذ أسبوع.
وأضاف: «بعض حاجات هؤلاء، قبل مشكلة الاضطراب في أسعار العملات الأجنبية، كان يُؤمّن من الإنتاج الداخلي. وكنا نستورد ما تحتاجه الشاحنات من قطع وعجلات. نتيجة الاضطرابات في سوق العملات، تعسّر استيراد العجلات، وأوقفنا ذلك الآن». إلى ذلك، بثّ التلفزيون الإيراني أن هيئة حكومية عليا يرأسها الرئيس حسن روحاني، وتضمّ رئيسَي البرلمان علي لاريجاني والقضاء صادق لاريجاني، «منحت محافظ المصرف المركزي سلطة التدخل في سوق النقد الأجنبي وإدارتها». ونقل عن الهيئة تأكيدها أن «المصرف سيتدخل في السوق عبر المصارف ومكاتب الصرافة المعتمدة، وسيتخذ الإجراءات اللازمة للتحكّم في سعر صرف العملة الصعبة».
وسجّل الريال تراجعاً قياسياً، منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، وإعادتها فرض عقوبات على طهران. وبلغ سعر صرف الدولار في السوق غير الرسمية 186 ألف ريال الأربعاء الماضي، علماً أنه خسر نحو 75 في المئة من قيمته منذ مطلع السنة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة