السعودية تظهر عجزا في حسابها الجاري بنسبة 12 % من الناتج المحلي الإجمالي

نتيجة لتفشي جائحة كوفيد – 19 الذي دمر الطلب على النفط في العالم

متابعة ـ الصباح الجديد:
بعد تسعة أشهر من حرب أسعار النفط التي هددت بها السعودية، أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، مع روسيا لزيادة الطاقة الإنتاجية من 12 مليون برميل يوميا إلى 13 مليونا، تظهر المزيد من العواقب السلبية على اقتصاد المملكة، حسبما يقول موقع “أويل برايس”.
وأضاف الموقع “بصرف النظر عن العلاقة التي تضررت بشكل لا رجعة فيه مع الولايات المتحدة، وانعدام ثقة المستثمرين الدوليين، والمزيد من معاناة العديد من الدول الأعضاء في أوبك، بدأت السعودية الآن اكتشاف العمق الحقيقي واتساع الضرر الذي ألحقته بنفسها والذي سيستمر لسنوات عديدة مقبلة”.
فالأرقام الصادرة في نهاية ايلول / سبتمبر تظهر أن اقتصاد السعودية انكمش بنسبة 7 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2020، وفقا لأويل برايس.
وأضاف التقرير “أظهر القطاع الخاص في المملكة معدل نمو سلبي قدره 10.1 في المائة، في حين أن القطاع العام سجل نموا سلبيا بنسبة 3.5 في المائة.
وانخفضت عائدات النفط السعودي في النصف الأول من العام بنسبة 35 في المائة عن العام السابق، بينما انخفضت الإيرادات غير النفطية بنسبة 37 في المائة.
وفي الربع الثاني من 2020 وحده، سجلت أنشطة تكرير البترول في المملكة انخفاضا بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي”.
وأوضح التقرير أن كل ذلك نتج عنه عجز في الحساب الجاري بقيمة 67.4 مليار ريال سعودي (18 مليار دولار أميركي)، أو 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي، في الربع الثاني من عام 2020، مقارنة بفائض قدره 42.9 مليار ريال سعودي، أو 5.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، في العام السابق، بحسب الهيئة العامة للإحصاء السعودية.
وبحسب التقرير، فإن السعودية ترجع هذه الأرقام المروعة إلى أنها نتيجة لتفشي جائحة كوفيد -19 الذي دمر الطلب على النفط في جميع أنحاء العالم.
ويعلق كاتب التقرير، قائلا: “هذا، بالطبع، صحيح جزئيا، لكن العنصر الأساسي الذي أدى إلى هذا السوء بشكل كبير هو أن السعودية قررت شن حرب أسعار النفط في نفس الوقت”.
وتابع “انهارت أسعار النفط بعد زيادة السعودية وروسيا وأعضاء آخرين في أوبك إنتاج النفط”.
وبالنظر إلى انخفاض الطلب على سوق نفطية مشبعة بالفعل، كان تأثير أسعار النفط “كارثيا”، وأدى إلى انخفاض غير مسبوق للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مايو.
كما أنه تم إغفال عامل إضافي آخر، وهو هو أنه بحلول بداية شهر مارس، عندما شنت السعودية حرب أسعار النفط الأخيرة التي وصفها تقرير “أويل برايس” بالفاشلة، أصبح من الواضح أن تفشي كوفيد-19 لن يكون قابلا للاحتواء، كما كان يعتقد الكثيرون.
وبالنسبة للرياض، فإن المشكلة تتمثل في أن بقاء أسعار النفط منخفضة على نحو مستدام قد يكبح الإنفاق الحكومي على مشاريع ضمن مساعي ولي العهد لتنويع موارد الاقتصاد.
وكانت رويترز نقلت عن مصادر مطلعة على تفكير المملكة في مجال النفط أنه ما دام من المتوقع أن تظل أسعار النفط منخفضة، وربما تتأرجح حول 50 إلى 60 دولارا للبرميل لسنوات، فمن المفترض أن تتدعم أسعار النفط بفعل إغلاق الحقول في مناطق مثل الولايات المتحدة التي ترتفع فيها كلفة إنتاج النفط.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة