الفنانة التونسية قيسالة نفطي: اجعلوا المسرح استراتيجية للحياة

سمير خليل
فنانة متعددة المواهب، فهي استاذة للتربية المسرحية بمدرسة تونس الدولية، وماجستير في العلوم الثقافية في اختصاص المسرح وفنون العرض، وتواصل في السنة الثانية في مرحلة الدكتوراه.
شاركت كممثلة في عديد من اﻷعمال المسرحية والافلام السينمائية والتلفازية. شاركت في مسرحية (رهائن (لعز الدين قنون، ومسرحية (المغروم يجدد)، إضافة الى نشرها مقالات تحليلية عن الجسد والمسرح. وهي بانتظار عرض فيلم “بلبل” الذي شاركت بالتمثيل فيه اخراج خديجة لمكشر، وبصدد العمل في (فيلم شجرة المساء) للمخرج التونسي عادل البكري.
انها الفنانة التونسية المبدعة قيسالة نفطي التي استضافتها (الصباح الجديد) في هذا الحوار:

كيف حال المسرح العربي اليوم. هل هو بخير؟
– كيف يمكن ان يكون المسرح العربي بخير وتونس وسوريا والعراق ومصر وفلسطين ليسوا بخير. المسرح ليس بمعزل عن المجتمع، مجتمعاتنا مهزوزة فكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، ليس لها استراتيجيات الوجود. المسرح، آخر اهتمامات النخب السياسية التي تدير شؤون المجتمعات العربية، فهي لا تمتلك مرجعيات ذهنية وفكرية شمولية تقحم الفن بصفة عامة في استراتيجيات التنمية والتطور، وبالرغم من النظرة اﻹستشرافية لدى الفنانين عامة والمسرحيين خاصة، لدعوتهم لإقحام المسرح والفنون ضمن استراتيجية الوجود، فإن الدعم المادي للفعل واﻹبداع المسرحي، لا يفي حاجة المسرحيين، لتركيز مسار من شأنه ان يسهم في رفع الوعي الجماعي ﻷهمية المرحلة.
وتابعت: المسرحيون الذين مروا ويمرون بالظروف التي نعرفها، لم يجعلوا منها دافعا للإبداع فاقتصروا على مجاراة متطلبات الحياة في زمن الحروب واﻷزمات. واﻹبداع المسرحي العربي إذًا لم يجارِ “زمن الثورات”.
وعن المقومات التي يقف عليها المسرح التونسي قالت: تعد التجربة المسرحية التونسية تجربة رائدة بإعتمادها على مقومات ثابتة، تعتمد المرجعية الفكرية والجمالية والنظرية واﻹيديولوجية من جهة، ومن جهة اخرى تعتمد على المعرفة الخصوصية لفن المسرح، ثم اﻹطلاع على التجارب المتنوعة للمجتمعات التي لديها تقاليد مسرحية عريقة، ليس فقط لمتابعتها نظريا بل باﻹشتراك بها مباشرة او لدراستها أكاديميا سواء في فرنسا او ايطاليا او انكلترا وغيرها.
وأضافت: عنصران اخران مهمان، الثقافة المسرحية المبكرة من خلال المدارس والمعاهد التي تدمج مادة التربية المسرحية في البيداغوجية التربوية، وكثرة النوادي المسرحية بدور الثقافة والشباب، والعنصر الثاني، انفتاح المجتمع التونسي وحبه للفنون”.

*ماهي انطباعاتك عن المسرح العراقي؟
-حقيقة، ليست لي معرفة عميقة عن التجربة المسرحية العراقية، الا من خلال الأعمال التي تعرض ضمن المهرجانات المسرحية بتونس، لكني اعرف جيدا ان التكوين النظري واﻷكاديمي في العراق متطور جدا، وفي فترة من الفترات كان العراق مع سوريا الرافدين اﻷساسيين للتكوين والترجمة في الميدان المسرحي، كما كان للفرقة الوطنية العراقية شأن في الممارسة المسرحية العربية، وكذلك تعززت معرفتنا بالمسرح العراقي من خلال الفنان الاستاذ مقداد مسلم، المدرس بالمعهد العالي للفن المسرحي في تونس، و لم تقتصر مساهمة اﻷستاذ مقداد مسلم على التكوين الأكاديمي فقط، بل كانت متعددة الاهتمامات المسرحية والتلفازية واﻹذاعية والسينمائية وكذلك الكتابة، فقد كانت مشاركته ضمن المسرح الوطني بإدارة المنصف السويسي.

هل تلعب المهرجانات المسرحية العربية دورا ايجابيا بتطوير المسرح العربي؟ ام هي فرصة للسياحة؟
-هي تسمح للمبدعين المسرحيين العرب لعرض التجارب وتبادل الخبرات، لكننا لا نسمع ولا نرى بعد انتهاء التظاهرة اثرا يخلد هذه اللقاءات، وخاصة بإعادة عرض نتاجاتها لتعزز اﻹستفادة، لذا يمكن القول انها نوع من السياحة الثقافية ولذلك يجب مراجعة اهداف هذه المهرجانات بدراستها ونقدها وتوثيق اعمالها وتوزيعها على المسرحيين العرب.

لماذا تفتقد مسارحنا للمرأة المخرجة؟
– لا نشكو من هذا في تونس، هنالك نساء في الصف اﻷول في شتى اختصاصات العمل المسرحي، اما على المستوى العربي نجد بعض التجارب في سوريا والمغرب ومصر، لكنها تبقى بحدود التجارب، وليست في الممارسة عامة، والمسألة تتعلق بإقدام وثقافة يجب تعميمها.

رسالة تبعثينها للمسرحيين العرب؟
-اجعلوا من المسرح استراتيجية للتنمية، استراتيجية للوجود لأن الوجود مهدد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة