مهاجرون موقوفون يضرمون النار في زنزانتهم

بعد رفض فيينا منحهم اللجوء
متابعة ـ الصباح الجديد:

أقدم ستة مهاجرين وهم خمسة أفغان وإيراني على إضرام النار في زنزانة يقبعون فيها داخل مركز احتجاز في فيينا، بعد رفض السلطات النمساوية منحهم اللجوء. وتحدثت الشرطة في البداية عن محاولة انتحار جماعية، لكنها قللت لاحقا من شأن تلك الفرضية.
أضرم ستة من طالبي اللجوء النار ليلا في مركز اعتقال حيث يتم احتجازهم في فيينا ما استدعى نقلهم إلى المستشفى، وفق ما أفادت الشرطة النمساوية امس الاول السبت.
وكان خمسة رجال أفغان وإيراني بانتظار إجراءات ترحيلهم بعد أن رفضت السلطات طلبات اللجوء التي تقدموا بها في النمسا.
وتحدثت الشرطة في البداية عن محاولة انتحار جماعية، لكنها قللت لاحقا من شأن تلك الفرضية، وقال الناطق باسمها هارالد سوروس «نعتقد أن الرجال أرادوا تسليط الضوء على تعاستهم».
وكتب المهاجرون رسالة أوردوا فيها مواعيد ترحيلهم، وقالوا إن آفاق المستقبل مغلقة أمامهم.
وأشار سوروس إلى أن إضرام النار قد يكون محاولة لوقف إجراءات الترحيل، خاصة وأن واحدا من هؤلاء الرجال كان قد نفذ إضرابا عن الطعام في السابق.
وأفادت الشرطة أن المهاجرين تجمعوا في حمام الزنزانة بعد أن أشعلوا النار فيها ووضعوا قطعة قماش على الباب لمنع دخول الدخان. لكن ذلك لم يمنع تسرب الدخان بالكامل، ما دفع أحدهم إلى الخروج وطلب النجدة من وراء قضبان الزنزانة.
وخضع الستة للعلاج في المستشفى جراء تنشقهم الدخان، فيما عانى آخر من إصابته بحروق، لكن الشرطة قالت إن حياتهم ليست في خطر.
هذا واتفق وزراء داخلية دول الاتحاد الأوربي خلال اجتماعهم بالنمسا في شهر تموز الماضي على ضرورة الحد من تدفق المهاجرين إلى بلدانهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على آلية تنفيذ ذلك، حيث ظهرت خلافات كبيرة بين النمسا وإيطاليا من جهة، وعدة دول ترفض الخط المتشدد التي تتبناه الدولتان من جهة أخرى.
لم يتمكن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم بالنمسا من الاتفاق حول آلية للحد من تدفق المهاجرين إلى بلدان الاتحاد، بالرغم من اتفاقهم على ضرورة تحقيق ذلك.
ولم يستطع هذا الاجتماع «غير الرسمي» الذي عقد في أنسبروك (جنوب النمسا) من توضيح ماهية الاقتراح بإقامة «نقاط إنزال» في أفريقيا للمهاجرين الذين يتم إغاثتهم في البحر خلال عبورهم. وكانت قمة بروكسل التي عقدت في نهاية حزيران عرضت هذا الاقتراح من دون أن تتضح معالمه.
كما أن فكرة إقامة «مراكز خاضعة للمراقبة» داخل الاتحاد الأوروبي لمنع التحركات غير القانونية للمهاجرين بين دول الاتحاد الأوروبي تبقى بحاجة لتوضيح، لأن هذه التحركات من أهم أسباب التوتر بين الدول الأعضاء.
وقال مصدر في الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي «لا نزال في بداية هذا النقاش، والمطلوب هو تقديم اقتراحات عملية أكثر لعرضها على القمة غير الرسمية المقررة في العشرين من أيلول في سالزبورغ».
فرنسا تقترح عقد اجتماع مع دول الجنوب للتوصل إلى حل للحد من الهجرة
إلا أن وزير الداخلية النمساوي من اليمين المتطرف هربرت كيكل الذي ترأس الاجتماع حرص على التأكيد أن «إجماعا واسعا جدا حصل للتشديد على حماية الحدود الخارجية».
كما أكد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتريس أفرامابولوس الذي كان إلى جانب الوزير النمساوي في المؤتمر الصحافي، أن المفوضية الأوروبية ستعرض الخريف المقبل اقتراحا لكي تصبح وكالة فرونتكس «شرطة أوروبية فعلية للحدود الخارجية، تضم عشرة آلاف عنصر من حرس الحدود يمكن أن ينتشروا بحلول العام 2020».
من جهته، قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إنه طلب من شركائه «عدم توجيه سفن تقوم حاليا بمهمات دولية باتجاه مرافىء إيطالية».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة