دهوك – الصباح الجديد:
قالت بندوار حسن نريد تنظيم أعمالنا ونساعد الرجال في القرية وخاصة بعد ما كثر عدد العائلات التي توافدت إلى القرية في السنوات الأخيرة» وكانت الدوافع التي دعت الى تأسيس أول مجلس خاص بالنساء في قرية برجي التي تبعد 75 كم عن مدينة دهوك مطلع أيار الجاري.
وتقول حسن إنهن سعينّ إلى انشاء هذا المجلس بسبب الحاجة الملحة له لتنظيم الأعمال الخاصة بالمرأة فهو يعمل على تنمية قابليات النساء في القرية ويدفعهن للمشاركة في تطويرها من جميع النواحي.
من جهته قال لزكين محمد مختار قرية (برجي) الذي كان له دور بارز في تأسيس هذا المجلس « قرية برجي من القرى التي تمتاز بكثرة سكانها فهي تضم حوالي (420) أسرة نحو200 منهم يعيشون في القرية والبقية يقطنون مدينة دهوك ونحن في القرية كثيراً ما نحتاج إلى تفعيل دور المرأة لأن هنالك قضايا لا يقدر الرجال على حلها وتحتاج إلى تدخلات من النساء في القرية ولهذا قمنا بتشسكيل المجلس».
وعن آلية تشكيل المجلس يقول لزكين «في البداية اجتمعت غالبية نساء القرية في قاعة المناسبات الخاصة بالاجتماعات و تم اختيار عشرة نساء من بينهن بالتصويت ثم بعدها تم اختيار مسؤولة المجلس مع نائبتين لها عن طريق الاقتراع السري بين الأعضاء العشرة للمجلس».
من جهتها بينت سلوان محمد (68سنة) وهي الأكبر سناً بين عضوات المجلس إنها تشعر بالفخر بانضمامها لهذا المجلس وأضافت « سنقوم بتقديم الكثير من الخدمات التي تطمح اليها المرأة في قريتنا وسنكون الصوت الذي ينادي باسم المرأة خاصة وإن هنالك تأييد لهذا المجلس من قبل أفراد القرية».
هيام أحمد رئيسة المجلس قالت «نحن ندرك إننا قد نواجه بعض الصعوبات مثل عدم توفير الدعم المادي ما يعيق تنظيم فعاليات اجتماعية وفكرية و تنموية خاصة بالمرأة ، كما إن الكثيرات من عضوات هذا المجلس هنّ ربات بيوت وليس بامكانهن الالتزام بكافة النشاطات التي يقيمها».
وتوقعت أن يعقب هذه الخطوة التي قاموا بها في قريتهم تشكيل مجالس مماثلة في القرى الكردستانية خاصة وأنه قادر على تحقيق منافع اجتماعية ومادية للمرأة بشكل خاص والقرية بشكل عام».
وترى ساجدة صالح وهي عضوة في المجلس إن تجربة إنشاء المجلس النسوي في قرية (برجي) جاء نتيجة وجود عدد كبير من المثقفين والكتّاب والأدباء والإعلاميين وحاملي شهادات الماجستير والبكالوريوس داخل هذه القرية « مما ساهم في تطور الواقع الثقافي للأهالي بحيث دفعهم إلى تطوير مستوى المرأة عندهم وإشراكها في الأمور الإدارية والعملية للقرية».
وأضافت «سيكون للمرأة دور في صنع القرار مستقبلاً لا سيما وإن بعض نساء القرية يمتلكن قابليات إدارية وعلمية جيدة تؤهلها للمشاركة في صنع القرار السياسي والإداري ليس على مستوى القرية فحسب بل على مستوى إقليم كردستان».
من جهته أوضح الأكاديمي عبدالجبار عبدالرحمن وهو باحث اجتماعي من جامعة دهوك إن تشكيل هذا المجلس يمثل انعكاساً للمستوى الثقافي الراقي الذي يمتاز به أهالي القرية ونظرتهم للمرأة وادراكهم لقيمتها الاجتماعية ودورها في حل الكثير من المشكلات التي قد تصادف أبنائها.
وهو يرى إن الصيغة التي تم بها اختيار المجلس تشير إلى وجود نواة للديمقراطية في هذه القرية وهي بحد ذاتها حماية للمرأة من جهة ودعم لها في ظل الظروف الصعبة التي عاشتها في الإقليم».
ولم يخفِ قلقه من اصطدام المجلس بسطوة العشائر داخل القرية لا سيما في القضايا التي تتناول حقوق المراة سواء داخل الاسرة أو المجتمع بشكل عام». وانطلاقاً من ذلك دعا عبدالرحمن الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان إلى «ضرورة حماية المجلس ودعمه وتقويته باعتباره اللبنة الأولى في هذا المجال، وهو خطوة نحو ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المرأة ومبادئ الديموقراطية داخل المجتمع».