خبراء ومتخصصون يحذّرون من أدوية التنحيف ويعدّونها سموماً تفتك بالجسم

عن طريق شرائها من مواقع التواصل
بغداد – زينب الحسني:
الكثير من النساء يسعين وراء منتجات النحافة والرشاقة المجهولة، من دون إشراف طبي، أو من دون عدم معرفة بالأخطار المترتبة من استعمالها ما جعل تجارتها رائجة داخل الإنترنت، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالرغم من كل التحذيرات بالأضرار التي يمكن أن تسببها بعض المنتجات التي تباع من أشخاص مجهولين من دون الخضوع للرقابة إلا أن حلم الرشاقة جعل الكثير من النساء يلجؤون إليها.
وزارة الصحة بدورها اصدرت بياناً حذرت فيه من مخاطر انتشار ظاهرة الترويج الإلكتروني لمنتجات التنحيف وذلك عن طريق صفحات الفيس بوك.
وجاء في بيان الوزارة، انه لوحظ في الآونة الاخيرة الترويج الالكتروني لمنتجات تنحيف وذلك عن طريق صفحات (الفيس بوك) حيث تم الاعلان عن مادة (magic herb) ماجك هيرب .
واكدت الوزارة في بيانها، ان هذه المادة المنحفة المذكورة، غير مقرة وغير مسجلة في الوزارة وتدخل خلافاً للتعليمات ومن دون اجازة استيراد، كما ولها آثار جانبية خطرة جداً على الجسم والقلب والكبد والبنكرياس، وقد تسببت بحالات وفاة مفاجئة لان هذه الادوية غير مرخصة ومفحوصة من قبل الوزارة، كما وتنصح الوزارة بالابتعاد عن هذه الأدوية والعقاقير حفاظاً على السلامة.
وقد ارسلت دائرة التفتيش قسم تفتيش المؤسسات الصحية الخاصة في وزارة الصحة اعماماً الى جميع دوائر الصحة في بغداد والمحافظات بمتابعة هذه المادة المذكورة اعلاه وتوعية المواطنين بعدم التعامل مع مواقع الكترونية تروج لهذه المادة ومواد منحفة اخرى حفاظاً على الصحة العامة.
السيدة عبير هادي قالت لنا: إن ابنتها كانت تلهث وراء أدوية التخسيس بنحو مبالغ فيه، وكانت تسمع من صديقاتها عن أي منتج وتسعى إلى شرائه بعد أن تستعمله صديقاتها.
وتابعت: كنت أوافقها في استعمال القهوة التي تساعد على النحافة ومنتجات أخرى؛ إذ رأيت الكثير يستعملها، ولا ضرر منها، وأخذت ابنتي تتناول تلك المنتجات سنوات حفاظاً على جسمها، إلى أن وجدت أنها تفقد التركيز يوماً بعد يوم، وبدأ مستواها الدراسي في النزول، وعندما ذهبت بها للطبيبة، أوقفت كل المنتجات، وحذرتني من خطورتها التي بدأت تظهر على ابنتي، واضطرت الطبيبة إلى أن تكتب لها أدوية تساعد على التركيز والخروج من الاكتئاب.
وحذر مختصون من الانسياق خلف مواد التخسيس من دون معرفة مكونات المادة ، إذ وُجد أن بعض المنتجات فيها عقار الأمفيتامين المعروف بـ «الكبتاجون»، الذي تسبب في دخول حالات إلى المستشفى للعلاج من الإدمان، وهناك آخرون يعانون بعض أعراض الاكتئاب بسبب استعمال تلك المنتجات.
استشاري التغذية الدكتور وائل الحسيني : حذر من مادة «الأمفيتامين» الموجودة في بعض منتجات تخفيف الوزن قائلاً: هذه المادة تمثل خطورة على صحة وحياة الإنسان، وتفوق خطورتها خطورة السمنة، فهي تؤدي إلى الإدمان، إذ يعتمد الجسم عليها، ويؤدي عدم تناولها إلى ظهور أعراض خطيرة.
وتابع الحسيني : ان هذه الادوية تؤدي إلى الهلوسة، وتظهر في صورة ألفاظ وسلوكيات غير مسؤولة تصدر من الفرد نتيجة تعاطيه لهذه المادة المنبهة التي قد تؤدي إلى الوفاة.
وتعليقاً على تحذير وزارة الصحة قال الحسيني : هذا يعني عدم توافر المنتجات في الأماكن المصرح لها لصرف الدواء كالصيدليات، ويتم الترويج لها عن طريق المواقع الإلكترونية، أو بالطرق غير المشروعة.
مشيراً إلى خطورة المنتجات غير المصرح بها من الجهات الصحية؛ إذ تؤدي إلى ظهور مشكلات صحية، وقد تؤدي إلى الوفاة.
وأضاف : إن الجهات الرقابية لا توافق على تداول أي أدوية حتى يتم التأكد من أنها آمنة وفعّالة، وقياس تفاعلها مع الأدوية الأخرى.
وبعد التأكد من الخطوات السابقة يطرح الدواء في السوق تحت المراقبة والمتابعة لأي آثار جانبية قد تظهر بعد فترة طويلة.
ونصح خبير التغذية الراغبين في تخفيف الوزن بالتقليل من كميات السعرات الحرارية من خلال الإكثار من الخضروات والفاكهة، والتغيير من العادات والسلوكيات الغذائية الخاطئة، وزيادة النشاط الحركي.
واكد على ضرورة أن يتم تخفيف الوزن بإشراف طبي، وقال: الأدوية عامل مساعد، فهي وحدها لا تخفف الوزن إلا بعد اتباع الخطوات السابقة.
وشدد في ختام حديثه على عدم الانسياق لما تروجه مواقع التواصل من منتجات التخسيس.
وبين الدكتور أحمد خيري التميمي اختصاصي طب الأسرة : ان معظم أدوية التنحيف تحتوي على مواد تقلل الشهية للطعام, أو تقلل امتصاص المواد الدهنية من الأمعاء، مشيراً الى أن الكثير من هذه الأدوية تحتوي على مواد عشبية مجهولة المصدر يدعي أصحابها بقدرتها على تقليل الوزن من دون أضرار على الجسم ، الأمر الذي لا يمكننا تصديقه من دون إجراء دراسات علمية رصينة عليه.
في حين بينت الباحثة الاجتماعية زمن القيسي : ان النحافة أصبحت هوساً يقلق الكثير من أفراد المجتمع وخاصةً النساء، وقد يدفع هذا الهوس كثيراً منهم للجوء الى وسائل متعددة للوصول الى جسم رشيق, ومن هذه الوسائل لجوء البعض إلى استعمال الأدوية أو الوصفات المختلفة والتي يمكن أن ينصح بها بعض ممن استعملوها ولكنها بالقطع لا تصلح لكثير من الناس. فهذه الوسائل محفوفة بالمخاطر وقد تصيب البعض بأضرار كثيرة، وقد دفع البعض الآخر حياته ثمناً للاستعمال الخاطئ لهذه الوسائل من دون نصح أو مشورة المختصين بهذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة