المسرح.. قوة حفظ السلام العالمية

في يومه الكبير ..
سمير خليل
حين اشرق صباح يوم المسرح العالمي كان مسرحنا العراقي متوهجا وفي الطريق لكي يصبح مدرسة وباحة تضم مواهب وطاقات رسمت خطوات واثقة لبناء مسرح رصين زاده الفكر والثقافة والخبرة وهمه الانسان ،وحين امتدت وتعمقت وشائج اتصال مسرحنا بنظيره العالمي من خلال الانفتاح الثقافي والفكري على العالم وعودة ابناء المسرح العراقي من دراستهم في دول العالم المتقدمة مسرحيا، زاد ذلك خشبات مسرحنا توهجا والقا ،استمر نهر الابداع ليغطي سنوات السبعينيات من القرن الماضي والتي تعد عصرا ذهبيا في الثقافة والادب والمسرح والموسيقى والتشكيل ،اضيئت المسارح بموضوعات ومضامين عنوانها الانسان وهمه وتطلعاته لتنير مساءات العاصمة الحبيبة بغداد وبقية المحافظات وامتدت لتخطف الاضواء على المسارح العربية من خلال اكتساح مسرحياتنا للمهرجانات العربية من خلال مشاركة مسرحنا العراقي في تلك المهرجانات وكذلك الاسابيع الثقافية التي كنا نقيمها في بعض الدول ،ونحن نستذكر يوم المسرح العالمي ونطوف في عالمه لابد ان نشير الى كم الفرق المسرحية التي كانت تحتل مساحة وارفة في خارطة الابداع العراقي تلك الايام والتي كانت اغلبها اهلية تمول نفسها من اشتراكات اعضائها وكانت مجازة من الدولة مثل فرق المسرح الفني الحديث والمسرح الشعبي ومسرح اليوم والمسرح الحر و14 تموز واتحاد الفنانين والعراق المسرحية والرافدين ومسرح الجماهير والطليعة اضافة لفرقة مسرح الرواد في الموصل وفرقة المسرح الكردي في السليمانية وفرقة مسرح كربلاء وفرقة مسرح الصداقة التابعة للمركز الثقافي السوفييتي في بغداد الى جانب فرق مسرحية تابعة لمؤسسات ونقابات مثل المسرح العمالي والفلاحي والمدرسي والطلابي والجامعي والعسكري وفرق معهد واكاديمية الفنون الجميلة اضافة الى الفرقة القومية للتمثيل التي كانت تابعة للدولة واستقطبت وضمت نخبة من المسرحيين العراقيين وقدمت اعمالا ضخمة اعتمدت على امكانيات مادية كبيرة ،اما المسارح فكانت محطات للمتعة والفائدة تعج بها العاصمة والمحافظات ايضا والتي شكلت امتدادا لخشبات وقاعات بسيطة احتضنت بدايات عروض مسرحنا بداية القرن العشرين وماتلا عقوده الاولى مثل المدارس والكليات وحتى الملاهي الليلية وصالات دور السينما لتشيد بعدها المسارح التي تتوافر على مستلزمات العرض المسرحي وان كانت بسيطة مثل مسرح بغداد التابع لفرقة المسرح الفني الحديث ومسرح الستين كرسي لفرقة المسرح الشعبي وقاعة الخلد وقاعة الشعب التابعتين للدولة ثم مسارح كلية ومعهد الفنون الجميلة وفي كل محافظة قاعة او قاعتين لتتبنى الدولة انشاء مسارح حديثة كالمسرح الوطني والمنصور والرشيد والخيمة ومنتدى المسرح . هذا الاستعراض يفرض نفسه، لأنه دعوة ورسالة لمن يهمه الامر من اجل انقاذ مسرحنا بضخ الدماء في شرايينه التي تواجه الجفاف ،في يوم المسرح العالمي الكل مطالب بقبلة الحياة لمسرحنا العراقي كي يعود متوهجا يشد اعجاب النظارة في كل حدب وصوب، سيما والمسرح يمثل قوة حفظ السلام العالمية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة