برنامجان أمميان يؤكدان وجود 8 ملايين طن من الأنقاض خلفتها أزمة الموصل

تعادل ثلاثة أضعاف حجم الهرم الأكبر في الجيزة
متابعة الصباح الجديد:

بعد عدة اشهر من القتال العنيف تحررت الموصل من براثن التنظيم الارهابي «داعش «في تموز الماضي ، وفي النهاية، ترك ذلك المدينة تواجه تحدٍ كبير بوجود الأنقاض الناتجة عن تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل. يضاف الى ذلك المشكلة الكبرى في كيفية التعامل مع الكميات الضخمة التي نتجت عن أعمال العنف والتي غالباً ما تكون مختلطة مع المواد غير المنفجرة والمفخخات والمواد الخطرة الأخرى المحتملة.
اعتماداً على تقييم الأضرار من تحليل صور الأقمار الصناعية التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج البيئة، تشير التقديرات إلى وجود حوالي 8 ملايين طن من الأنقاض التي خلفتها الأزمة في الموصل والتي تعادل ثلاثة أضعاف حجم الهرم الأكبر في الجيزة.
ويقول حسن بارتو مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في ورشة عمل أقيمت لتقييم الاضرار. «بعد نحو تسعة أشهر من تحرير الموصل، نعتقد أن الوقت قد حان الآن للتخطيط لإزالة الأنقاض بطريقة منظمة لضمان القيام بذلك بشكل صحيح. هذا ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن كون التخلص من الأنقاض، دونما تخطيط مسبق، يمكن أن يخلق مخاطر صحية وبيئية خطيرة ومسؤوليات اقتصادية مرهقة في المستقبل».
من جانبه قال المنسق الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مازن طلعت، بأن وضع خطة شاملة لإدارة الأنقاض تعتمد على الأدلة وتمكن من التخلص من الأنقاض وإعادة تدويرها بطريقة بيئية أمر أساسي لضمان عودة سكان الموصل إلى المدينة وإعادة بناء منازلهم واستعادة سبل العيش بطريقة مستدامة.
وجمعت ورشة العمل بين الإدارات الحكومية الرئيسة في الموصل لتنفيذ جهود إزالة الأنقاض مع خبراء في إزالة الألغام والمتفجرات، موضوع المباني التاريخية، والمسائل القانونية، والبيئة، وممثلين من المجتمعات المحلية والقطاع الخاص، كما شاركت منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى.
وقدم خبراء متخصصون في مجال إدارة الأنقاض النتائج التي توصلوا إليها من التقييم الميداني الشامل في الموصل ونظام النمذجة لوضع سيناريوهات لإزالة الأنقاض على أساس منهجيات تشغيلية مختلفة. وقد قام المشاركون في حلقة العمل بمراجعة السيناريوهات استناداً إلى أولوياتهم، وسيساعد ذلك على إكمال عملية تخطيط إدارة الأنقاض.
في نهاية ورشة العمل، اتفق المشاركون على ضرورة وضع خطة توجيهية لإدارة الأنقاض في المدينة تضم كافة المعنيين وتوفر خارطة طريق لتوجيه جميع الجهات الفاعلة . وتم الاتفاق على إنشاء لجنة لتطوير خطة تشاركية لإدارة الأنقاض بقيادة بلدية الموصل وبمشاركة المعنيين.
من جانبها، أعربت وكالات الأمم المتحدة عن اهتمامها القوي بدعم بلدية الموصل في تطوير خطة إدارة الأنقاض والمساعدة في حشد الدعم من شركاء التنمية من أجل تنفيذها.
وكان برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) شجع على بناء بلدات ومدن مستدامة اجتماعيا وبيئيا ، ويشكل البرنامج مركز التنسيق لجميع مسائل التوسع الحضري والمستوطنات البشرية في منظومة الأمم المتحدة. ويتوخى موئل الأمم المتحدة أن تكون المدن والمستوطنات البشرية الأخرى مخططة جيدا، ومداره بحكم جيد، وذات كفاءة، مع وجود مساكن وبنية تحتية كافية، وفرص لحصول الجميع على الوظائف والخدمات الأساسية مثل المياه، والطاقة والمرافق الصحية.
وتتمثل الوثائق الرئيسة التي تُجمل ولاية موئل الأمم المتحدة في إعلان فانكوفر بشأن المستوطنات البشرية (الموئل الأول)، وإعلان اسطنبول بشأن المستوطنات البشرية (الموئل الثاني وجدول أعمال الموئل)، والإعلان بشأن المدن والمستوطنات البشرية الأخرى في الألفية الجديدة، وقرار الجمعية العامة 56/206.
وولاية موئل الأمم المتحدة مستمدة كذلك من الأهداف الإنمائية الأخرى المتفق عليها دوليا، بما في ذلك الأهداف المنصوص عليها في إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية (قرار الجمعية العامة 55/2) ، ويُدمج موئل الأمم المتحدة حقوق الإنسان في جميع جوانب أعماله التنفيذية والتشريعية. وهذا يشمل التعاون مع المفوض السامي لحقوق الإنسان لتعزيز تنفيذ الاتفاقيات الدولية على الصُعد الوطنية، والإقليمية والمحلية ، ومفهوم موئل الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للحضر يشمل سيادة القانون وحماية الفئات الضعيفة بوصفهما عنصرين أساسيين. ويركز العمل التشريعي للبرنامج على جودة القانون، وبخاصة فعاليته في تنفيذ السياسات ومساءلته .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة