كركوك تؤكد تنامي خطر “داعش” على طريق بغداد وتدعو لتدخل فوري

عناصر التنظيم يستغلون الصحراء في الانتقال والاختباء وشن الهجمات ضد المارة
بغداد- وعد الشمري:
حذّر مجلس محافظة كركوك، أمس الثلاثاء، من خطورة الأوضاع على الطريق الرابط مع بغداد، داعياً الحكومة الاتحادية إلى تدخل فوري وإنهاء تواجد تنظيم داعش الإرهابي فيه، معرباً عن تخوفه إزاء استمرار الهجمات ضد المارة.
يأتي ذلك في وقت، أكد خبير أمني أن التنظيم الإرهابي بدأ يتسلل من الصحراء الرابطة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى وينفذ عملياته على ذلك الطريق، مشدداً على ضرورة تفعيل العمل الاستخباري والابتعاد عن الجهود الحربية.
وأفاد عضو مجلس محافظة كركوك نجاة حسين في تصريح إلى “الصباح الجديد” بأن “الطريق مع بغداد بات يشكل خطورة على المارين من خلاله إلى المحافظة وهو من مسؤولية الحكومة الاتحادية”.
وأضاف حسين ان “المتورطين بتنفيذ تلك الهجمات هم الفارون من معارك تحرير اقضية الرياض والحويجة والرشاد التي جرت خلال العام الماضي”.
وبين أن “نتائج تحرير تلك المناطق خلال ايام ومن دون قتال بدأت تظهر حالياً على الطريق الرئيس”.
وأشار حسين إلى أن “معلوماتنا تفيد بأن عناصر التنظيم صدرت اليهم اوامر عند عمليات التحرير بتغيير المواقع وحلق اللحى وتبديل الملابس والانتقال إلى الطرق الخارجية بغية تنفيذ الهجمات”.
وأكد عضو مجلس المحافظة أن “الاعتداءات والخروق اخذت تكون تتكرر، منذ ان ظهر تنظيم الرايات البيضاء وهجماته بين قضائي داقوق وطوز خرماتو، واليوم خلايا نائمة تستهدف الوافدين والخارجين من كركوك”.
ولا يستبعد حسين “وجود معلومات تمرر إلى عناصر التنظيم من القوات الامنية، وذلك ظهر في الهجوم الذي طال عناصر الحشد الشعبي في منطقة السعدونية مؤخراً”.
ويرى أن “العمليات التي تشنها القوات العسكرية في أقضية كركوك تدل على أن تنظيم داعش ما زال موجوداً على الارض لأننا نجد هناك مروحيات واسلحة ثقيلة من قبل قواتنا ما يدل على خطورة الأوضاع”.
ويتخوف حسين من “تدهور الاوضاع الامنية في طريق بغداد بوصفه ممراً يربط جنوب البلاد بشمالها”، ويواصل أن “كثرة السيطرات بدأ يستغلها العدو بنصب مشابهة لها من أجل تنفيذ عمليات اجرامية، ما يستدعي جهداً استخبارياً”.
ويطالب حسين “الحكومة الاتحادية بالتدخل الفوري باعادة السيطرة على مناطق ما زالت بيد داعش برغم انتهاء عمليات التحرير، اليوم باتت تشكل تهديداً على كركوك والطريق الرابط مع بغداد والمناطق المحاذية”.
بدوره، ذكر الخبير الامني جاسم حنون في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “عمليات التعرض ضد المدنيين والقوات الامنية على الطريق الرابط بين بغداد وكركوك في جزئه الشمالي ليست بالجديدة”.
وأضاف حنون أن “الهجمات بدأت بنصب كمين للقوات الامنية، وكذلك اغتيالات متكررة وقصف مدفعي، وتطور الامر إلى استهداف المدنيين وحرق جثثهم في تحول خطير”.
وتحدث عن “خلل امني، سيما بين منطقتي مفتون والعظيم على طريق كركوك، وهذا يدل على تمركز تنظيم داعش وامتلاك عناصره مراكز سيطرة واختباء وقدرة على الدخول والخروج”.
وأوضح أن “عناصر التنظيم يتسللون بين سلسلتي جبال حمرين ومكحول وصحراء مطيبيجة وهذه منطقة شاسعة للغاية وحاكمة بين محافظات عدة تمتد على مساحة 800 كيلو متر مربع”.
واستطرد حنون ان “قيادات العمليات في تلك المنطقة وهي قيادات (دجلة وصلاح الدين وكركوك) لم يحصل بينها تنسيق عالٍ، كما انها لم تنتقل بعد من الجانب العسكري إلى الامني بالملاحقة والتطهير ولم نرها تقوم بتلك المهام إلا مرة واحدة قبل شهر في عمليات ضربت اوكار وكهوف الارهاب في سلسلة جبال حمرين”.
وبين الخبير الامني أن “المنطقة الرابطة بين صحراء سامراء وطريق العظيم ومحافظة كركوك لم تصلها القطعات العسكرية، برغم الانتصارات الاخيرة، وهي اليوم بحاجة إلى غرفة عمليات وتنسيق عال بين تشكيلات القوات العراقية”.
ومضى حنون إلى ان “بقاء تلك المناطق من دون تكثيف التواجد الامني فيها سوف يعرض طريق بغداد وكركوك إلى هجمات مستمرة وتصعيد عال”.
يشار إلى أن عناصر داعش يسعون حالياً لشن بعض الهجمات بعد هزيمتهم في معارك التحرير، وكان اخر هجوم تفجير جامع المصطفى على الطريق الرابط بين محافظتي صلاح الدين وكركوك أمس الاول.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة