حسين القاصد
بياض الورقة الناصع يعني أنها تافهة ..
شأنها في ما يلوثها حتما كي تبدو ناصعة البوح
لاتوجد مرآة عذراء
كل المرايا بغايا وجوه
قيمتها في ما يلوثها أيضا
الفراغ حقيقة
هذا ما رأيته حين استشهد (حسن)
لقد لوثه الموت كي ينقذه من امتلاء الحياة بالبياض الوهمي
الفراغ يشغل رتبة مدير في الروتين اليومي
مديرا يجمد عقول الجثث الملتاثة بالوعي والحياة
مديرا متخماً بالفراغ
أبيض مثل الورقة الفارغة …
كلاهما يسجد لهما القلم
القلم يهب الورقة الحياة حين يسجد عليها
كنت أقول لصاحب التكسي أنت حلاق ماهر
كان هو يوصلني إلى الدائرة
وينسى أن (يحدد) لحيتي في نهاية الطريق الفارغ
يحدثني عن مجلس النوّاب
وعن التزوير الحكومي
يضغط على رأسي بحكايا الحرب
فأنحني له
الحلاق وصاحب التكسي
مديران على نفقتهما الخاصة
هكذا ..
كان عليّ أن اتقمص القلم ..
أبوس البياض الفارغ ليدب الحبر فيه…. ويشتعل النبض شعرا
أنكسر وقت الفراغ أو حين أجد بياضا يكذب ..
أذهب الى ورقة أخرى تاركا تلك إلى سلة المهملات
منتصرا في آخر توقيع
التواقيع تضطرب أيضا
تظهر أعراضها
في آخر مايقوم به الحلاق
وصاحب التكسي
وأنتِ في السطر ماقبل الأخير
الشبق طريق
الشأن يكمن في الخاتمة دائما