بعد أن خسرا دعم الشارع وتأييد الجماهير لهما
السليمانية ـ عباس كاريزي:
لم تلقَ الدعوات التي اطلقها الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني لمشاركة القوى والاحزاب السياسية الكردستانية في الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة واحدة، تجاوباً من احزاب المعارضة، التي رفضت المشاركة في اي تحالف انتخابي مقبل مع حزبي السلطة، وبينما اعلنت بعضها عن تحالف انتخابي جديد، فضلت اخرى المشاركة بمفردها في الانتخابات المقبلة وتحديدا في المناطق المتنازع عليها.
وقرر الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الذي يعاني تنظيمياً من التباين الحاد في الرؤى بين كوادره بمحافظات دهوك واربيل والسليمانية وحلبجة، بشأن موقفه من حكومة الاقليم وتحكم حزب السلطة بمقاليد الحكم، خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة منفصلة.
أعلن هذا الناطق باسمه هادي علي، والذي اكد في تصريح لشبكة رووداو تابعته الصباح الجديد، ان الاتحاد الاسلامي كان يؤيد خيار القائمة الموحدة للأطراف الكردستانية، الا انه ونتيجة لعدم توصل القوى الكردستانية الى رؤى مشتركة فان هذا الخيار لم يثمر، ولهذا قرر الاتحاد الإسلامي خوض الانتخابات لوحده وبقائمة منفصلة».
بدوره وبهدف تفادي هدر الاصوات دعا الاتحاد الوطني الى مشاركة الكرد في قائمة انتخابية موحدة بالانتخابات المقبلة في البلاد.
واكد المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي احمد بيرة ان خوض الاحزاب الكردية للانتخابات البرلمانية في العراق بقائمة واحدة سيكون عاملاً لتفادي اضاعة وهدر الاصوات.
وقال بيرة ان الحوار مستمر بين اطراف اقليم كردستان بشأن مسألة الية المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية، مشيرا الى حرص الاتحاد الوطني لضمان عدم هدر الاصوات من خلال مشروع وطني مشترك.
وكان ما بات يعرف باحزاب المعارضة الكردية وهي حركة التغيير، الجماعة الإسلامية، وتحالف الديمقراطية والعدالة الذي يتزعمه برهم صالح، قد حسمت مشاركتها في الانتخابات العراقية المقبلة بقائمة موحدة سميت «القائمة الوطنية» وهو ما عدّه مراقبون بمنزلة المسمار الاخير في نعش المبادرة التي اطلقها الحزب الديمقراطي، والرامية الى مشاركة القوى والاحزاب الكردستانية بقائمة موحدة في الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر ان تجري في 12 من ايار المقبل.
واختارت الاحزاب الثلاثة الرئيس السابق لبرلمان كردستان، يوسف محمد رئيساً لقائمتها في المناطق المتنازع عليها، وهو ما أكده المتحدث باسم تحالف الديمقراطية والعدالة، ريبوار كريم.
وتقتصر مشاركة «القائمة الوطنية» في الانتخابات على كركوك والمناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد طرح مبادرة لمشاركة الأطراف الكردستانية في الانتخابات العراقية بقائمة موحدة، وهو ما قوبل برفض شديد من قبل اطراف المعارضة وكوادر وجماهير الاتحاد الوطني الذين وصفو اي تحالف انتخابي بين حزبهم والحزب الديمقراطي للمشاركة في الانتخابات المقبلة بانه انتحار سياسي سيفضي الى تقطيع الخيوط الواهنة المتبقية للحزب بالجماهير.
عضو مجلس النواب القيادي في حركة التغيير هوشيار عبدالله اعلن أيضا في تصريح للصباح الجديد ان ( القائمة الوطنية) أختارت يوسف محمد صادق رئيساً لها لانه معروف بنزاهته وصدق انتمائه الوطني، سيما بعد أن أثبت جرأة استثنائية بمنعه تمديد ولاية مسعود بارزاني عندما تم طرح الموضوع داخل برلمان الإقليم، إضافة الى تعامله مع جميع القضايا بحيادية وحس وطني خالص».
ولفت «انه من خلال هذا التحالف سنطرح أنفسنا في المناطق المتنازع عليها كبديل للسياسيات السابقة للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، اللذين فشلا على جميع الصعد بسبب اعتمادهما مبدأ المتاجرة بالشعارات القومية وسوء استعمال الواردات وسوء التعامل ليس فقط مع بقية المكونات بل مع المكون الكردي أيضا، وجعل الانتماء الحزبي معياراً للتعامل مع الناس».
يذكر أن يوسف محمد صادق من مواليد 1978، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، وشغل منصب رئيس برلمان كردستان وقدم استقالته من منصبه مؤخراً.
وكان هوشيار عبدالله قد اعلن في تصريح سابق للصباح الجديد، ان حركة التغيير غير مستعدة للمشاركة في اي تحالف انتخابي او قائمة ينوي الحزب الديمقراطي الكردستاني تشكيلها مع بقية الاحزاب الكردستانية، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق بتحالف كردي موحد، مشيرا الى ان رفض الحركة نابع من الاختلاف في الرؤى والتوجهات السياسية لديها مع حزبي السلطة في الاقليم حول ادارة البلاد، موضحا «نحن نرى ان تجربتهم كانت خلال الفترة السابقة فاشلة على صعيد الاقليم، وان الوقت قد حان لتأتي احزاب وقوى جديدة تتصدى لتحديات المرحلة.
وفي سياق التشتت الذي تشهده الساحة السياسية في الاقليم، اعلن هريم كمال آغا مسؤول مركز تنظيمات دهوك للاتحاد الوطني الكردستاني ان حزبه قرر خوض الانتخابات المقبلة في كركوك والمناطق المتنازع عليها بقائمة منفصلة.
ونشر كمال اغا في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، ان تنظيمات الاتحاد الوطني في اربيل والموصل ودهوك وشنكال اجمعت على المشاركة في قائمة منفصلة خلال الانتخابات العراقية المقبلة في المناطق المتنازع عليها.