التنازع مرفوض !

من بين اهم الاسباب التي ادت الى تغلغل العصابات الارهابية داخل العراق هو الاختلاف والتنازع بين الاطراف السياسية في العراق وانشغالها بصراع المصالح وتكريس الامتيازات وتنوعت اشكال واتجاهات هذا التنازع على مدى السنوات التي اعقبت سقوط النظام المباد فهناك تنازع عربي – كردي وهناك تنازع سني – شيعي وهناك تنازع تركماني – كردي وهناك صراع على المكاسب السياسية بين الشيعة انفسهم وبين السنة انفسهم وبين الاكراد انفسهم وقد شكلت هذه الاختلافات والنزاعات الداخلية عبئا مضافا على الدولة العراقية المثقلة بهموم ومخاطر امنية وسياسية واقتصادية وفي الوقت نفسه اسهم هذا التشرذم في تكريس التدخل الاقليمي والدولي في الشؤون العراقية وعزز من حضور بعض الدول في الداخل العراقي وتحكمه في بعض الاحيان بمسارات وقرارات بعض الاحزاب والكيانات وسهل من النشاط الارهابي في محافظات العراق واذا كانت المعركة ضد الارهاب قد حسمت واندحر الخطر الاكبر على الشعب العراقي فان جذور الفكر التكفيري وتطلعات تنظيم داعش للعودة الى البلاد ستظل قائمة تتحين الفرصة لمعاودة نشاطها التخريبي والارهابي داخل المدن العراقية ..من هنا يتحتم على القوى السياسية في بغداد وفي اقليم كردستان ان تبقى متيقظة لهذا الخطر المتربص بالعراق دولة وشعبا وان تمنع عودة اجواء الخلافات والصراعات الى سابق عهدها وطبعا هناك فرق بين الاختلاف في وجهات النظر ضمن اطار العمل الديمقراطي وبين الامعان والتعمق في ترسيخ هذا الاختلاف وجعله خلافا مستديما يتحول في النهاية الى صراع من اجل النفوذ والحصول على المكتسبات على حساب الوطن وقد اسهمت الخلافات المعقدة بين بغداد وكردستان والفشل في ايجاد حلول لها في تعريض العراق الى مخاطر جسيمة على وفق هذه الرؤية يجب ان يجتهد المسؤولون في الدولة الاتحادية في وضع اسس متينة وصلبة لحل القضايا العالقة وتشكل زيارة وزير داخلية اقليم كردستان الى بغداد اليوم خطوة مهمة للشروع بوضع حلول حاسمة لقضايا المنافذ الحدودية والاشراف على المطارات ومواضيع اخرى تهم الامن الداخلي وسيادة الدولة العراقية على كل الحدود الدولية ومايهمنا جميعا ان تكون هناك حلول حاسمة لكل الملفات العالقة بين الاقليم وبغداد تنتهي بتصفير المشكلات والتوجه نحو البناء والاعمار وتودع حقبة الخلافات الى الابد وتنهي امال الارهابيين بالعثور على منفذ للعودة مجددا الى العراق .
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة